تفتيش الحرب إجراء للتأكد من استعداد القوات لإتمام عمليات عسكرية، ويأتي في شهر احتفالات مصر بالعيد الذهبي لنصر أكتوبر 1973 على إسرائيل.
وحسب محلل سياسي وخبير عسكري علقا على الحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن هذا الإجراء الحربي في هذا التوقيت “يحمل رسائل طمأنة إلى الشعب المصري في الداخل، وكذلك رسائل بعضها تحذير لأطراف في الخارج”.
متابعة الكفاءة القتالية
شهد السيسي خلال العرض العسكري إجراءات رفع الكفاءة القتالية وتطويرها، وتزويدها بأحدث نظم التسليح لتمكينها من القيام بمهامها القتالية وحماية الحدود المصرية في الاتجاه الاستراتيجي.
وخلال العرض، استعرضت الفرقة الرابعة المدرعة أبرز الأسلحة التي استخدمت في حرب أكتوبر، والأسلحة التي يملكها الجيش المصري الآن.
وبجانب الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حضر العرض أعلى القيادات العسكرية منهم الفريق أول محـمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بالإضافة إلى مجموعة من قادة الأفرع.
رسائل تحذير وطمأنة
وفق تقدير الكاتب الصحفي في وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية صلاح جمعة، فإن ظهور الرئيس ونقل الحدث مباشرة واستعراض هذه الأسلحة “رسالة مهمة”.
وعن مغزى هذه الرسالة ولمن توجه، يقول جمعة:
- هذه الرسالة موجهة إلى أي قوى أو دولة قد تعتدي على سيادة مصر، مفادها أن الجيش سيكون لها بالمرصاد.
- الجيش أثبت بهذا العرض أنه على أتم الاستعداد والجهوزية في ظل ما يحدث الآن في غزة، واحتمال اتساع نطاق النزاع.
- مصر قادرة على حماية سيادتها وأمنها القومي، هذه هي الرسالة الأساسية التي يريد الرئيس توجيهها.
- العرض رسالة طمأنة للشعب المصري الملتف حول قيادته السياسية، بأن قواته المسلحة على أتم الاستعداد، ومصر في مركز قوة وترابط.
- هذا التفتيش معد له بالتأكيد في البرامج التدريبية للقوات المسلحة.
من جهة أخرى، يلفت الخبير العسكري جمال الرفاعي، إلى أن “مصر دائما وبشكل دوري، تقوم بهذا الإجراء داخل قواتها المسلحة للتأكيد على تمام التسليح والجهوزية”.
أما حضور الرئيس لهذا العرض، فقال الرفاعي إنه “بالتأكيد قد يحمل أمرا مختلفا”، مشيرا إلى “الكثير من الرسائل في هذا التوقيت”.
ويضيف موضحا:
- الأوضاع في المنطقة مقلقة للغاية، وجيش مصر هو الحامي من هذه الاضطرابات.
- طريقة عرض الأسلحة تجعل المصريين يشعرون بالاطمئنان أن القوات المسلحة على مستوى عال من التجهيز.
- هناك تنوع كبير في السلاح المعروض، أميركي وروسي وصيني وأوروبي، في كل القطاعات.
- كما أن العرض أظهر مواكبة القوات المسلحة للتطوير المطلوب، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة وأسلحة الإشارة والرادارات.
- كلمات الرئيس أيضا أكدت أن الجيش المصري جيش رشيد، ولا يبدأ بالعدوان، لكنه جاهز لأي ظرف.
وقال السيسي، الأربعاء، خلال تفقده وحدات عسكرية في السويس شرقي مصر، أن “من المهم استخدام القدرات بحكمة في ظل الأحداث الحالية”، مشيرا إلى أن “دور الجيش هو تأمين الحدود المصرية”.
وتابع أنه “من المهم للغاية الاعتماد على الحل الدبلوماسي للقضية الفلسطينية”.
وقال الرئيس المصري: “أقول للمصريين إنه من المهم استخدام القوة برشد وتعقل وحكمة دون طغيان”، مشيرا إلى أن “مصر تتعامل مع كل الأزمات بعقل وصبر دون تجاوز في استخدام القوة”.
واعتبر أن “الجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته، هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز”.