شهدت الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين تطورات ميدانية في الـ24 ساعة الماضية، حيث اشتبكت قوات إسرائيلية توغلت في غزة مع قوة من حماس التي هاجمت، في المقابل، مسيراتها الأراضي الإسرائيلية، وسط استمرار القصف الإسرائيلي للقطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، تنفيذ مداهمات محدودة في غزة الليلة الماضية ضد مسلحين فلسطينيين، في وقت لايزال مصير الهجوم البري الإسرائيلي غير محدد رغم استدعاء إسرائيل عدد قياسي من جنود الاحتياط بلغ 360 ألفا.
في المقابل، قالت حركة حماس إن مسلحيها ردوا باشتباك مع قوة إسرائيلية مدرعة في جنوب غزة أمس الأحد، ونفذوا هجومين بطائرات مسيرة على مواقع عسكرية اليوم الاثنين قالت إسرائيل إنها أحبطتهما.
مقتل جندي إسرائيلي
وخلال المداهمة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين. ووفق الأرقام التي أعلنها الجيش، قُتِل أكثر من 300 جندي إسرائيلي منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الجاري.
وأضاف الجيش أن دبابة وعربة عائدتين له، أصيبتا بصاروخ مضاد للدروع لدى توغلهما في جنوب القطاع. وأشار الجيش الى أن ذلك “وقع خلال إغارة محلية نفذت في وقت سابق اليوم (الأحد) في قطاع غزة.. مقابل مدينة خان يونس”.
أما كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، فقالت إنها أوقعت قوة إسرائيلية “مدرعة في كمين محكم شرق خانيونس بعد عبورها السياج الزائل لعدة أمتار”. وأشارت الى أن عناصرها اشتبكوا “مع القوة المتسللة فدمروا جرافتين ودبابة وأجبروا القوة على الانسحاب وعادوا إلى قواعدهم بسلام”.
وشنت حركة حماس في السابع من أكتوبر هجوما على الجنوب الإسرائيلي هو الأعنف في تاريخ إسرائيل، التي تردّ منذ ذلك الحين بقصف جوي ومدفعي متواصل على قطاع غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 5000 شخص معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 2000 طفل، وفق السلطات الصحية في غزة.
وكان هجوم حماس، المصنفة حركة إرهابية في الولايات المتحدة، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم مدنيون، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى اختطاف عشرات، معظمهم مدنيون، بينهم أطفال ونساء أيضا، حسب السلطات الإسرائيلية.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب توغلات برية محدودة في أراضي غزة، لكنها المرة الأولى يعلن فيها مقتل جندي داخل حدود القطاع المحاصر. وأوضح الجيش أن عملية التوغل الأحد أتت في سياق “تفكيك البنية التحتية للإرهاب، تنظيف المنطقة من الإرهابيين والأسلحة، وتحديد أماكن الأشخاص المفقودين والجثث”.
ونقلت وكالة رويترز عن كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، قوله في إفادة صحفية “خلال الليل كانت هناك هجمات شنتها قوات المدرعات والمشاة”. ووصف التوغلات التي جرت “في عمق” غزة قائلا “هذه المداهمات هي هجمات تقتل فرقا من الإرهابيين الذين يستعدون لمرحلتنا التالية في الحرب”.
هجوم بمسيرتين
والاثنين، قالت كتائب عز الدين القسام إنها استهدفت موقعين عسكريين إسرائيليين في جنوب إسرائيل بطائرتين مسيرتين، في هجوم قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبطه.
وقال الجيش في بيان مقتضب “تم رصد طائرتين مسيرتين أثناء عبورهما الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة … والتصدي لهما” في منطقة نير عوز وعين هيسور قرب الحدود.
وقالت حركة حماس عبر حسابها الرسمي على تطبيق تلغرام إن “كتائب القسام تطلق طائرتي زواري هجوميتين انتحاريتين استهدفت إحداهما السرب 107 الابغ للقوات الجوية والمتواجد في قاعدة حتسريم”.
اما الطائرة المسيرة الثانية فاستهدفت بحسب الحركة “مقر قيادة فرقة سيناء في جيش الاحتلال المتواجد في قاعدة تسيلم العسكرية”.
ونشرت الحركة شريط فيديو يظهر إطلاق المسيرتين والتحكم بهما وقالت إنها “استهدفت … لأول مرة أهدافا للاحتلال في عمق أراضينا المحتلة”.
حملة غير مسبوقة
وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية ستتجاوز أي تحركات سابقة لها ضد حماس، لكن الجماعة الفلسطينية، وفق رويترز، أثبتت قدرتها على مباغتة إسرائيل في الماضي وسوف تواصل القتال باستخدام أسلحة قوية في القطاع المكتظ.
واستنادا إلى ما حدث في التوغلات الإسرائيلية في عامي 2008 و2014، فإن المعركة ستدور بين القنابل الإسرائيلية الخارقة للتحصينات ودبابات ميركافا ذات التقنية العالية من جانب، وشبكة الأنفاق العميقة والمتشعبة والأفخاخ المتفجرة وأسلحة مثل صواريخ كورنيت روسية الصنع المضادة للدبابات من جانب آخر.
ارتفاع عدد قتلى غزة إلى 5087
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت، اليوم الاثنين، إن إجمالي عدد القتلى في القطاع ارتفع إلى 5087 إضافة لإصابة 15273 منذ السابع من أكتوبر.
وأشارت إلى أن من بين هذا العدد من القتلى 2055 طفلا و1119 امرأة و217 مسنا.
كما أفادت الوزارة بمقتل 436 فلسطينيا بينهم 182 طفلا في الضربات الإسرائيلية على غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.