وسط التحذيرات المتكررة من خطر المجاعة في قطاع غزة، جاء مقتل عمال إغاثة أجانب وإعلان منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية وقف نشاطها في القطاع، ليزيد المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون هناك ويضاعف صعوبة الحصول على الطعام.
ومن بين سكان القطاع الذين يعانون، لاعب كمال الأجسام، سهيل الأسعد، الذي قال لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنه اعتاد قبل الحرب على تناول وجبة “عجة” مكونة من 8 بيضات، قبل التوجه إلى صالة رفع الأثقال.
لكن حاليا، وفق الأسعد، لم يعد العثور على الطعام أمرا سهلا، فيما تحولت الصالة الرياضية إلى خراب، وبات ينام مع أسرته في خيمة بمدينة رفح جنوبي القطاع، حيث يقضي يومه في البحث عن الطعام لزوجته وأمه المريضة وأطفاله الثلاثة.
وفي ظل تحذيرات من المجاعة وضغوط دولية على إسرائيل زادت بعد مقتل موظفي “وورلد سنترال كيتشن”، أعلنت إسرائيل، الجمعة، السماح بنقل المساعدات “مؤقتا” عبر ميناء أشدود الواقع على بعد حوالي 40 كيلومترا إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بين إسرائيل وشمال القطاع الفلسطيني.
بايدن يدعو مصر وقطر للضغط على حماس لإبرام اتفاق الرهائن
حث الرئيس الأميركي، جو بايدن، زعيمي مصر وقطر، الجمعة، على الضغط على حركة حماس من أجل الموافقة على اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وذلك قبل جولة جديدة من المحادثات مطلع الأسبوع المقبل في القاهرة.
كما ستسمح “بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم” بين إسرائيل والقطاع.
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، أن اسرائيل “تقوم بما طلبته الولايات المتحدة” على صعيد إيصال المساعدات إلى غزة، وذلك غداة تحذير وجهه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفق فرانس برس.
“أغلى من الذهب”
ونشر الأسعد مقطع فيديو بوقت سابق الشهر الماضي، وهو يحمل بيضتين، وكتب: “بيض أغلى من الذهب”، موضحا أن سعرهما وصل إلى 10 شيكل، مما يعني أنه يحتاج إلى 75 شيكل تقريبا (نحو 20 دولارا) يوميا لشراء 15 بيضة لأسرته، وهي التكلفة التي تعادل 10 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، مطلع الأسبوع، جولة جديدة من المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، بمشاركة مسؤولين أميركيين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إن بايدن أبلغ نتنياهو في مكالمة هاتفية جمعتهما الخميس، بأن “عليه أن يمنح مفاوضيه المزيد من الصلاحيات في القاهرة، حتى يتيسر التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن”.
وبموجب أحدث مقترح، ستوافق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مقابل إطلاق سراح الرهائن المرضى والمسنين والجرحى الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية، وفق فرانس برس.
جدل حول تسليح إسرائيل.. وضغوط أكبر على أميركا وألمانيا
في تصويت في أعلى هيئة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة، حظيت دعوات لفرض حظر دولي على توريد الأسلحة لإسرائيل بتأييد من عدد من الدول، خاصة مع مع قيام دول أوروبية بالإعلان عن وقف بيع الأسلحة لها، فيما تدور مناقشات في فرنسا وبريطانيا حول هذا الأمر.
وحول أزمة الحصول على المساعدات، قال أحد المتطوعين المحليين الذي يعتمد على الغذاء الذي يصله من وكالات الإغاثة الدولية، ويدعى رمزي، لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية: “إنها نقطة في محيط”.
وبعد مقتل 7 عمال إغاثة، الإثنين، علقت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” أعمالها في غزة، بعدما كانت قد قدمت 35 مليون وجبة ساخنة، وأنشأت أكثر من 60 مطبخا في غزة لدعم المدنيين منذ أكتوبر، وفق المنظمة.
أطفال جائعون
ولتسليط الضوء على حجم المعاناة، قال رمزي إنه “لا يستطيع التعامل مع عدد الأشخاص من الصغار وكبار السن، الذين يبحثون عن الطعام”، وأوضح للشبكة البريطانية: “في البداية، كان هناك ما بين 100 و200 طفل، اليوم هناك 300 وغدا سيكون 350، بعدها 400.. حجم الناس خلال وقت توزيع الطعام لا يمكن تخيله”.
ونقلت “سكاي نيوز” عن أب لثمانية أطفال اسمه عبد العال، قوله: “لا أحصل على أي مساعدات لنفسي. حينما تصل شاحنة، ألقي بنفسي عليها للحصول على أي شيء لإطعام الأطفال. وصلنا لمرحلة لا نستطيع فيها الحصول على طعام لأطفالنا”.
ومثل عدد متزايد من سكان غزة، أنشأ الأسعد صفحة على موقع “غو فاند مي”، لطلب المساعدة بالتبرعات لشراء الطعام والمياه النظيفة.
حرب إسرائيل على غزة.. الجوع يدمر أدمغة وأجساد الأطفال
يلاحق أطفال الغزة الجوع ونقص التغذية، ومن ينجو من القصف الإسرائيلي والمعارك ينتظره مشاكل صحية مزمنة، فيما كشفت منظمة الصحة العالية أن 25 طفلا على الأقل توفوا بسبب مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية.
وكتب على صفحته بالموقع: “دخلنا الشهر السادس حاليا دون مال أو طعام أو حتى مساعدات، كلها في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة”.
وفصل الجيش الإسرائيلي ضابطين ووبخ رسميا بعض القادة الكبار، بعد أن توصل تحقيق في مقتل موظفي الإغاثة في قصف إسرائيلي لغزة هذا الأسبوع، إلى وجود “أخطاء فادحة” و”خرق للإجراءات”.
وأطلع نتانياهو بايدن في مكالمتهما الهاتفية، الخميس، على النتائج العامة للتحقيق الإسرائيلي في الحادث.
من جانبه، حذر بايدن من أن إسرائيل “يتعين عليها اتخاذ خطوات لمعالجة الأضرار التي تلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية، وإلا ستتخذ واشنطن إجراءات” لم تحددها، ردا على ذلك.