في أول قرار يصدر عن أمير الكويت الجديد، أمر الشيخ مشعل الأحمد الصباح، الخميس، بتعيين الشيخ محمد السالم الصباح، رئيسا للوزراء في الدولة الخليجية الثرية، في قرار ذكرت صحف محلية أنه حظي بـ”ترحيب شعبي”.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (كونا)، الخميس، أنه صدر “أمر أميري بتعيين الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، رئيسا لمجلس الوزراء، ويكلف بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة”.
يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من تسلم الشيخ مشعل الأحمد الصباح (83 عاما)، مقاليد الحكم، إثر وفاة أخيه غير الشقيق، الشيخ نواف الأحمد الصباح، عن عمر ناهز 86 عاما.
وكتبت صحيفة “القبس” المحلية في عددها الصادر، الجمعة، على صدر صفحتها الأولى عنوانا قالت فيه: “تأييد شعبي كبير لمحمد الصباح”.
أمير الكويت يعين رئيسا جديدا للوزراء
أعلنت الكويت، الخميس، تعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيس لوزراء الدولة الخليجية في أول قرار يصدره الأمير الجديد
وتتمتع الكويت الواقعة بالقرب من إيران والعراق بحياة سياسية نشطة، ويحظى برلمانها الذي ينتخب أعضاؤه لولاية مدتها 4 سنوات بسلطات تشريعية واسعة، ويشهد مناقشات حادة في كثير من الأحيان.
وتمتلك الكويت 7 بالمئة من احتياطيات النفط الخام في العالم. وليس لديها سوى القليل من الديون، كما تدير أحد أقوى صناديق الثروة السيادية في العالم.
ومع ذلك، فهي تعاني من المواجهات المستمرة بين النواب المنتخبين ووزراء الحكومة التي يعين الأمير رئيس وزرائها. وتمسك أسرة الصباح بزمام الحياة السياسية، على الرغم من النظام البرلماني المعمول به منذ عام 1962.
وتتحكم أسرة آل الصباح الحاكمة بمقاليد السلطة وتوكل إلى أفرادها غالبية الحقائب السيادية بشكل منهجي، إلا أن النواب لا يترددون في مساءلة الوزراء المقربين عادة من أسرة آل الصباح حول ملفات سوء إدارة الأموال العامة أو فساد.
وتتكرر الخلافات بين السلطة التنفيذية والبرلمان بانتظام، مما تسبب بأزمات سياسية متكررة في الكويت خلال السنوات الأخيرة، ترافقت مع استقالات متكررة لحكومات وحل البرلمان مرارا، الأمر الذي عرقل مسيرة التنمية.
وكتب أستاذ التاريخ بجامعة الكويت، بدر السيف، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، “إن تعيين محمد صباح السالم لرئاسة الوزراء يحمل دلالة لملامح العهد الجديد، كونه من أول قرارات الأمير”.
وأضاف أن “الخبر أسعد الكويتيين، لما يتمتع به من مكانة.. المهمة شاقة والآمال معقودة بكويت أفضل”.
من هو محمد السالم الصباح؟
والشيخ محمد الصباح كان معروفا في السياسة الكويتية قبل ابتعاده لأكثر من عقد من الزمان، في أعقاب استقالته عام 2011 من مناصبه العامة كنائب لرئيس الوزراء ووزير للخارجية، بسبب اعتراضه على معالجة الحكومة لقضية فساد تتعلق بعدد من أعضاء البرلمان، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية خلال ذلك الوقت.
والشيخ محمد (68 عاما) هو الابن الرابع لأمير الكويت الثاني عشر، الشيخ صباح السالم الصباح، الذي تقلد الحكم منذ عام 1965 حتى وفاته في 1977.
والدته هي الشيخة نورية الأحمد الجابر، وهي أخت أمير البلاد الحالي، مما يعني أنه يجمع بين فرعي الجابر والسالم (من الأم والأب على التوالي) من ذرية مبارك الكبير حاكم الكويت السابع خلال الفترة ما بين 1896 إلى 1915.
وتلقى الشيخ محمد الصباح تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة، ابتداء من نيله درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية “كليرمونت” بولاية كاليفورنيا، وحتى درجة الدكتوراه بالمجال ذاته من جامعة “هارفارد” العريقة.
وشغل رئيس وزراء الكويت الجديد عددا من الوظائف العامة في الدولة، بما في ذلك أستاذا في قسم الاقتصاد بجامعة الكويت.
وفي عام 1993، تولى منصب سفير بلاده لدى الولايات المتحدة، وبقي في منصبه لمدة عقد، ثم عُين وزيرا للخارجية عام 2003 ومن ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء عام 2006، ليجمع بين المنصبين في الحكومات المتعاقبة حتى استقالته عام 2011، في خضم أزمة سياسية.
واعتُبر خروج الدبلوماسي المحنك من المشهد السياسي حينها اعتراضا على تقاعس الحكومة عن تنفيذ إصلاحات فعلية إزاء شبهات فساد.
وقال السيف إن الشيخ محمد الصباح “يتمتع بشعبية واسعة قبل خبر تعيينه فيما يتعلق بسجله ونزاهته، ومن المتوقع أن تزداد شعبيته خلال الأشهر القليلة المقبلة تماشيا مع الشعبية المتزايدة لجميع رؤساء الوزراء الجدد في بداية ولايتهم”.