تدخل حرب إسرائيل وغزة يومها التاسع مع استمرار قصف الطيران الإسرائيلي لأماكن متفرقة في القطاع وإطلاق حماس للصواريخ نحو مناطق إسرائيلية وارتفاع عدد القتلى والجرحى.
واستعدت القوات الإسرائيلية، الأحد، لهجوم بري على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، مع رد إسرائيل على هجوم غير مسبوق على أراضيها نفذته الحركة، وفقا لوكالة “رويترز”.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس المسلحة ردا على الهجوم الذي اقتحم فيه مقاتلو الحركة بلدات إسرائيلية في مطلع الأسبوع الماضي وأطلقوا النار واحتجزوا رهائن في أسوأ هجوم على المدنيين في تاريخ البلاد.
وقتل حوالي 1300 شخص، معظمهم مدنيون، في الهجوم المباغت الذي شنته حماس.
وردت إسرائيل بالقصف وفرض الحصار الكامل على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون فلسطيني وتدمير جزء كبير من بنيته التحتية.
ولم يبدأ الهجوم البري المتوقع حتى صباح الأحد.
وقالت السلطات في غزة إن أكثر من 2300 شخص قتلوا، معظمهم مدنيون، وربعهم من الأطفال، وأصيب نحو عشرة آلاف. وبحث عمال الإنقاذ باستماتة عن ناجين من الضربات الجوية الليلية. وتردد أن مليون شخص غادروا منازلهم.
وحذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، وغيره من زعماء العالم من قيام أي دولة بتوسيع نطاق الصراع. ودعت المنظمات الدولية وجماعات الإغاثة إلى الهدوء، وتضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
واتصل بايدن، السبت، برئيس الوزراءالإسرائيلي، بينامين نتانياهو، وناقش التنسيق الدولي لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية.
وتحدث بايدن أيضا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي شدد على الحاجة الملحة للسماح بممرات المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور ستبدأ التحرك نحو شرق البحر المتوسط للانضمام إلى مجموعة حاملة طائرات أخرى موجودة بالفعل.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن ذلك “جزء من جهودنا لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع هذه الحرب في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل”.
وطلب الجيش الإسرائيلي، الجمعة، من سكان النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يضم مدينة غزة، أكبر مدينة في القطاع، التحرك جنوبا على الفور.
وقال، السبت، إنه سيضمن سلامة الفلسطينيين الفارين على طريقين رئيسيين حتى الساعة الرابعة عصرا (13:00 بتوقيت غرينتش). واحتشدت القوات مع انقضاء المهلة.
وطلبت حماس من الناس عدم المغادرة، قائلة إن طرق الخروج غير آمنة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في ساعة مبكرة، الأحد، إن 300 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، قتلوا وأصيب 800 في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وصاحب العنف في غزة أشد اشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان منذ عام 2006، مما أثار مخاوف من امتداد الحرب إلى جبهة أخرى، وفقا لرويترز.
وقال حزب الله إنه أطلق صواريخ موجهة وقذائف مورتر على خمسة مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة (راديو كان) أن الحصار فُرض على خمس قرى حدودية ردا على توغل مشتبه به من لبنان.
وقال تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن إسرائيل “تحاول عدم الانجرار إلى حرب على جبهتين”، وحذر حزب الله بالبقاء بمنأى عن القتال.
وأفاد مراسل “الحرة” من شمالي إسرائيل، الأحد، بدوي صافرات الإنذار.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يكشف عن أسماء مزيد من عناصره القتلى في الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر.
وكشف عن أسماء سبعة جنود إضافيين ليبلغ بذلك العدد حتى الآن 286 ضابطا وجنديا.
وشهدت الليلة هدوءا نسبيا في البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة وفي شمالي البلاد، وفقا للمراسل.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصفه مواقع في غزة قال إنها أهداف عسكرية لحماس، مع التركيز على أحياء جباليا والزيتون والفرقان وبيت حانون. وتم تدمير مقرات عسكرية والعشرات من منصات إطلاق الهاون.
وفي سياق متصل، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية، السبت، مطار حلب شمال سوريا للمرة الثانية خلال 48 ساعة، ردا على إطلاق قذيفة من الجولان.
ومن جانب آخر، وصلت قافلة مصرية تضم 106 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية مساء السبت، إلى مدينة العريش بشمال سيناء تمهيدا لإرسالها إلى قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى الشفاء بغزة إن 35 ألف شخص يحتمون داخل المستشفى.
وتعبيرا عن الوضع الإنساني والمعيشي الكارثي، أكد منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، السبت، أن “لا كهرباء ولا ماء ولا وقود في غزة والغذاء ينفد بصورة خطيرة”.
وناشد غريفيث “جميع الدول ذات النفوذ على الطرفين المتحاربين استخدامه لضمان احترام قواعد الحرب وتجنب المزيد من التصعيد وتمدد الصراع”.