قالت كتائب حزب الله العراقية المسلحة إنها ستعلق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية بهدف منع أي إحراج للحكومة العراقية، على خلفية تداعيات أول هجوم يكبد القوات الأميركية خسائر بشرية منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكدت كتائب حزب الله في بيان صدر -مساء الثلاثاء- أن إيران لا تعلم كيفية عملها وكثيرا ما اعترضت على تصعيدها ضد القوات الأميركية.
وقال فرهاد علاء الدين المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن قرار كتائب حزب الله العراقي جاء بعد أيام من الجهود من قبل رئيس الوزراء لوقف التصعيد، وطالب جميع الأطراف المعنية بدعم جهود منع أي تصعيد.
وأحجمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق على قرار كتائب حزب الله، وقالت إن “الأفعال أصدق من الكلمات”.
وأسفر الهجوم بطائرة مسيّرة الأحد على قاعدة لوجستية أميركية تقع في الصحراء الأردنية على الحدود مع العراق وسوريا، إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات بجروح، وفقا للجيش الأميركي.
وكان البنتاغون قال إن الهجوم بطائرة مسيّرة يوم الأحد على قاعدة عسكرية أميركية في الصحراء الأردنية على الحدود مع العراق وسوريا يحمل بصمات كتائب حزب الله العراقية”، معتبرا أنه “تصعيد” لأنه أدى إلى مقتل 3 جنود.
الخيارات الأميركية
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن -الثلاثاء- أنّه اتخذ قرارا بشأن كيفية الرد على الهجوم، مما يرجّح أن يتخذ شكل “عدّة” عمليات انتقامية.
وردا على سؤال بشأن إيران، قال الرئيس الأميركي “أنا أحمّلهم المسؤولية، بمعنى أنّهم يزوّدون بالأسلحة الأشخاص الذين قاموا بذلك (الهجوم)”.
ولم يقدّم بايدن مزيدا من التفاصيل خلال محادثة سريعة مع الصحفيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته للقيام بحملته الانتخابية في فلوريدا (جنوب شرق).
غير أنّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لاحقا للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، “من الممكن جدا أن تشهدوا مقاربة متدرّجة في هذه الحال، ليس مجرّد إجراء واحد بل احتمال اتخاذ إجراءات عدّة”.
وكانت ما تعرف بالمقاومة الإسلامية في العراق أعلنت مسؤوليتها -الأحد الماضي- عن هجمات على 3 قواعد، منها قاعدة على الحدود بين شرق سوريا وشمال شرق الأردن.
وبهذا الصدد، ذكرت وسائل إعلام رسمية عراقية أن وزير الخارجية فؤاد حسين ندد في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي -اليوم الثلاثاء- بالهجوم الذي استهدف موقعا عسكريا أميركيا في الأردن قرب الحدود السورية.
وأضافت وسائل الإعلام أن حسين والصفدي شددا على ضرورة إبعاد البلدين والمنطقة عن التهديدات العسكرية من أي جهة كانت.
وتشن جماعات مسلحة، تقول أميركا إنها موالية لإيران، هجمات من لبنان واليمن والعراق وسوريا على أهداف إسرائيلية وأميركية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن مقتل 3 من عناصره وإصابة عشرات آخرين في هجوم بمسيرة على قاعدة أميركية بالأردن، واتهمت واشنطن مجموعات مسلحة مدعومة من إيران بالوقوف وراء هذا الهجوم وتوعدت بالرد عليه.
ولم يذكر اسم القاعدة، لكن مصدرا مطلعا حدد أنها البرج 22 في الأردن.
وتتمتع قاعدة البرج 22 بموقع إستراتيجي مهم في الأردن، في أقصى نقطة شمال شرق البلاد حيث تلتقي حدود المملكة مع سوريا والعراق. ولا يوجد سوى القليل من المعلومات المعلنة عن القاعدة. لكنها تشمل الدعم اللوجستي ويوجد في هذه القاعدة 350 جنديا من الجيش والقوات الجوية الأميركية.
ونفت إيران الاتهامات الأميركية وقالت إن غرض هذه الاتهامات سياسي مؤكدة أن الاتهام “باطل” وأن الاتهامات لا أساس لها، وهي مؤامرة لمن مصلحتهم جر أميركا إلى معركة بالمنطقة”.