“تسجيل من الفضاء لصوت زلزال المغرب”.. ما حقيقته؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

غداة الزلزال المدمّر الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت وأسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص وحالة ذعر كبيرة في البلاد، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنّه يُظهر هدوء رجل دين مغربيّ في المسجد أثناء وقوع الزلزال. لكن هذا الفيديو قديم.

يظهر في الفيديو رجل بعمامة وجلباب يلقي محاضرة دينيّة. ثم يهتزّ المكان وتسود حالة من الخوف بين الحاضرين بحسب ما يُسمع من أصواتهم، ويحاول الرجل طمأنتهم وإقناعهم بالبقاء قاعدين.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 11 سبتمبر 2023 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر أثناء الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت وأسفر عن أكثر من ألفي قتيل ودمار واسع.

ويسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين تحت الأنقاض، أو لتقديم المساعدات لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد هذه الكارثة التي أوقعت 2122 قتيلاً على الأقل.

وتحدّث العديد من المواطنين في مراكش ومدن مغربية أخرى عن حالة ذعر رافقت اهتزاز الأرض وما تلاه، وخصوصاً مع تداعي عدد من المباني وسقوطها أرضاً بمن فيها.

وقال أحد سكان الصويرة الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب مراكش لوكالة فرانس برس “ليس هناك دمار كثير بل ذعر. سمعنا صرخات في وقت الزلزال. الناس في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجاً. ثمة أجزاء سقطت من الواجهات”.

في هذا السياق، نُشر الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر شيخاً مغربياً، أو جزائريًا، بقي هادئاً أثناء الزلزال.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو قديم ومنشور على أنّه مصوّر في الجزائر قبل نحو تسع سنوات.

فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في العام 2014، ما يدحض أولاً أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشر الفيديو في شهر ديسمبر من العام 2014، مرفقاً بتعليق يقول إنّه مصوّر في مسجد في بليدة الجزائريّة.

وفي ذلك الحين، وقع بالفعل اهتزاز أرضي في الجزائر بقوّة 4.9 درجات أسفر عن أضرار ماديّة جسيمة وفقاً لوسائل إعلام محلية.

ويظهر في الفيديو الشيخ موسى عزوني، وهو رجل دين جزائريّ لديه آلاف المتابعين على مواقع التواصل.

وقد وجّه موسى عزّوني في التاسع من الشهر الجاري رسالة مصورة مباشرة عبر صفحته على موقع فيسبوك للتضامن مع المغرب بعد الزلزال.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *