وثقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير استقصائي مقتل مستوطنين إسرائيليين، بعد أن أمر قائد عسكري إسرائيلي بقصف منزل كانوا محتجزين فيه، بدبابة في مستوطنة “بئيري”، أثناء عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في غلاف غزة.
وقالت الصحيفة ضمن تقرير مطول استمر إعداده 10 أسابيع، وشمل مقابلة 80 إسرائيليا من المستوطنة وتحليل عشرات مقاطع الفيديو: “مع حالة من الفوضى العسكرية، تم فجأة تعيين الجنرال باراك حيرام مسؤولا عن الجهود الإسرائيلية، لاستعادة بئيري والمنطقة المحيطة بها”.
وأضافت أن الجنرال حيرام كان يعتبر نجما صاعدا في الجيش الإسرائيلي، وكان من المقرر أن يتولى قيادة فرقة غزة بالجيش العام المقبل، وكانت فرقته تعمل شمال إسرائيل وفي الضفة الغربية.
وأضافت أنه وصل إلى بئيري حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر، للعثور على خليط غير منظم من الوحدات الإسرائيلية التي تقاتل في أجزاء مختلفة من المستوطنة.
وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة الجنود وهم يستعيدون قاعة الطعام في المستوطنة، وينتشرون عبر ساحة انتظار السيارات، ويجلون السكان الجرحى عبر البوابة الجانبية التي استخدمها المقاتلون الفلسطينيون قبل ساعات لاختراق المستوطنة.
وأضافت أن الوضع المعقد كان يتطور في ذلك المنزل، حيث كان الرهائن الـ14 محتجزين، ولإبطاء تقدم الجنود، أجبر الخاطفون ما يقرب من نصف الرهائن، بما في ذلك عائلة داغان، على الدخول إلى الفناء الخلفي للمنزل، ووضعوا الرهائن بين القوات والمنزل.
ولفتت إلى أنه في حوالي الساعة الرابعة مساء بدأ فريق التدخل السريع التابع للشرطة والمسلحين في تبادل إطلاق النار، في حين أن الرهائن في الفناء الخلفي كانوا محاصرين في المنتصف.
فوضى عسكرية
وقالت الصحيفة إن مقاتلا فلسطينيا اختبأ في المطبخ وبدأ بخلع ملابسه بطلب من الجيش الإسرائيلي للتأكد من أنه غير مسلح، ثم أمسك فجأة بالسيدة بورات، وخرج بها من المنزل باتجاه فريق التدخل السريع.
وأشارت إلى أن السيدة داغان رأت ما لا يقل عن اثنين من الرهائن وأحد الخاطفين قتلوا في إطلاق النار، وقالت إنه لم يكن من الواضح من قتلهم.
وأضافت أنه مع اقتراب الليل بدأ قائد القوات الخاصة الإسرائيلي والجنرال حيرام في الجدال، واعتقد قائد فرقة القوات الخاصة أن المزيد من الخاطفين قد يستسلمون، في حين أراد الجنرال حل الوضع ليلا.
ثم قال لقائد الدبابة -وفقا للصحيفة- “لقد انتهت المفاوضات، اقتحم المنزل حتى لو كان ذلك على حساب سقوط ضحايا من المدنيين، وأطلقت الدبابة قذيفتين باتجاه المنزل”.
وأضافت أن شظية من القذيفة الثانية أصابت السيد داغان في رقبته، مما أدى إلى قطع أحد الشرايين ومقتله، وفق ما قالت زوجته، كما قُتل الخاطفون خلال الاشتباك، ونجا اثنان فقط من الرهائن الـ14، وهما السيدة داغان والسيدة بورات.
وقبل أيام، أكد الإعلام الإسرائيلي إطلاق دبابة تابعة لجيش الاحتلال النار على منزل يضم رهائن إسرائيليين في مستوطنة “بئيري”، وبث تحقيقا تضمن صورا التقطت من طائرة للشرطة الإسرائيلية تُظهر بوضوح قصف الدبابة الإسرائيلية للمنزل.