بين مرحّب ومندّد.. ردود متباينة بعد الضربات الأميركية البريطانية على الحوثيين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

بين تنديد وترحيب ودعوات وقف التصعيد، تباينت ردود الفعل الدولية، الجمعة، في أعقاب الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وثماني دول حليفة على أن الضربات التي استهدفت الجماعة المسلحة في اليمن تهدف إلى “خفض التصعيد” في المنطقة، بعد الهجمات التي شنها المتمردون على سفن النقل التجاري بالبحر الأحمر.

وجاء في بيان مشترك لحكومة أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أن “هدفنا يبقى خفض التصعيد في التوترات وإعادة الاستقرار إلى البحر الأحمر، ولكن يجب أن تكون رسالتنا واضحة: لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وضمان حرية حركة التجارة في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم في مواجهة التهديدات المتواصلة”.

ألمانيا

قالت وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إن الضربات في اليمن كانت تهدف إلى منع وقوع المزيد من الهجمات في البحر الأحمر.

وكتبت الوزارة على منصة التواصل الاجتماعي إكس “يظل هدفنا هو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.

بلجيكا

وقالت وزيرة الخارجية البلجيكية، حاجة لحبيب، إن بلادها تعمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاستعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر.

وقالت في تغريدة لها على موقع إكس إن “الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون تشكل خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة وتمثل تصعيدا لا يفيد أحدا”.

الدنمارك

وأعلن وزير خارجية الدنمارك، لارس لوكه راسموسن، في بيان، الجمعة، عن دعم بلاده تدعم بشكل كامل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن.

والدنمارك هي مقر شركة الشحن الكبرى ميرسك، التي أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، أنها ستحول مسار كل سفن الحاويات من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا في المستقبل المنظور.

وانضمت الدنمارك الأسبوع الماضي، إلى بيان أميركي يطالب الحوثيين بوقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأضاف راسموسن “ستكون الفاتورة ضخمة إذا نجح الحوثيون في إجبار حركة الشحن الدولية على التحول بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس. 12 بالمئة من جميع السفن المدنية تمر عبر هذا المضيق تحديدا”.

الناتو

أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجمعة أن الضربات في اليمن تهدف لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وحضّ إيران على “كبح جماح وكلائها”.

وقال الناطق باسم الناتو، ديلان وايت “كانت هذه الضربات دفاعية وتهدف للمحافظة على حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم. يجب أن تتوقف هجمات الحوثيين”.

السعودية

ودعت الخارجية السعودية في بيان اليوم الجمعة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وذلك بعد ضربات نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع على صلة بجماعة الحوثي في اليمن.

وقالت الخارجية في البيان “نتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية”.

اليابان

من جهته، قال يوشيماسا هاياشي كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحفيين، الجمعة، إن اليابان تدعم تحركات الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين العبور الآمن للسفن بالقرب من شبه الجزيرة العربية.

وتابع للصحفيين أن اليابان تندد بتصرفات القوات الحوثية التي تنتهك حرية عبور السفن في المنطقة.

فرنسا

أما باريس، فقد جددت إدانتها لهجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، ودعت إلى وقفها فورا في أعقاب الضربات المشتركة.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “بهذه الأعمال المسلحة يتحمل الحوثيون مسؤولية بالغة الخطورة عن التصعيد في المنطقة”.

تطالب فرنسا التي أرسلت فرقاطة إلى المنطقة “أن يوقف الحوثيون فورا” هجماتهم مشيرة إلى أن من “حق” الدول التحرك على ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

وأضاف البيان أن باريس “ستستمر في تولي مسؤولياتها والمساهمة في سلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة بالتنسق مع شركائها” موضحة أن الفرقاطة “لانغودوك” الفرنسية دمرت مسيّرات في المنطقة خلال كانون الأول/ديسمبر.

وكان قائد العمليات الفرنسية في المحيط الهندي الأميرال إيمانويل سلار قال الخميس إن الانتشار العسكري الفرنسي في البحر الأحمر “يبقى تحت قيادة فرنسية” “ولا يتلقى الأوامر” من الشريك الأميركي.

روسيا

وفي المقابل، وجهت روسيا، انتقادات حادة للولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تنفيذهما الضربات، وقالت موسكو إنها أدت إلى تصعيد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأظهرت تجاهلا تاما للقانون الدولي.

كما طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث هذه المسألة اليوم الجمعة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “الضربات الجوية الأمريكية في اليمن مثال آخر على مخالفة الأمريكيين والبريطانيين لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وأضافت أن الضربات أظهرت “تجاهلا تاما للقانون الدولي” و”تؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة”.

الصين

بدهورها، دعت الصين جميع الأطراف إلى منع اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ إن “الصين تشعر بالقلق من التصعيد في التوتر في البحر الأحمر.. نحض الأطراف المعنية على التهدئة وممارسة ضبط نفس لمنع اتساع رقعة النزاع”.

ونفّذ الحوثيون عددا متزايدا من الهجمات ضد أي سفن اعتبروا أنها على صلة بإسرائيل في الممر التجاري الدولي منذ اندلاع الحرب في غزة ردا على هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وشددت بكين، الجمعة، على أن “منطقة البحر الأحمر ممر مهم (للعمليات) اللوجستية الدولية وتجارة الطاقة”.

وقالت ماو “نأمل أن تتمكن الجهات المعنية من القيام بدور بنّاء ومسؤول في ما يتعلّق بحماية الأمن الإقليمي والاستقرار في البحر الأحمر بما يتوافق مع المصالح المشتركة للمجتمع الدولي”.

وتابعت أن الصين تحضّ “جميع الأطراف على المحافظة بشكل مشترك على الممرات المائية الدولية وتجنّب مضايقة السفن المدنية إذ ان ذلك يضر بالاقتصاد العالمي والتجارة”.

إيران

نددت إيران اليوم الجمعة بالهجوم الأمريكي البريطاني على الحوثيين في اليمن وحذرت من أنه سيفاقم “انعدام الأمن والاستقرار” في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، القول في بيان الجمعة “ندين بشدة الهجمات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الصباح على عدة مدن في اليمن”.

وأضاف “نعتبر هذه الهجمات انتهاكا صارخا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وخرقا للقوانين الدولية”.

العراق

وفي أعقاب الهجوم، حذر فادي الشمري مستشار رئيس الوزراء العراقي، من أن الغرب يوسع الصراع بين إسرائيل حماس ويزيد التوترات في المنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

سلطنة عمان

من جهته، قال وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، الجمعة إن الهجوم  “يتعارض مع نصائح عمان ولن يؤدي إلا إلى صب الزيت على وضع خطير للغاية”.

حزب الله وحماس

من جانبها، نددت كل من جماعة حزب الله اللبنانية، وحركة حماس بالهجوم الأميركي البريطاني على اليمن.

احتجاج بأميركا

وتجمع بضع عشرات من النشطاء المناهضين للحرب في تايمز سكوير بمدينة نيويورك وخارج البيت الأبيض في واشنطن، في وقت متأخر من أمس الخميس، احتجاجا على الهجوم، وقالوا إن الخطوة تهدد باتساع رقعة الحرب في غزة.

وردد المتظاهرون في تايمز سكوير شعارات مثل “ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط” و”ارفعوا أيديكم عن اليمن” و”ارفعوا أيديكم عن غزة”.

ولوح المتظاهرون بالقرب من البيت الأبيض بالأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات مكتوب عليها “فلسطين حرة” و”أوقفوا قصف اليمن”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *