وقال الجيش الأوكراني إنه صد على مدى أربعة أيام متتالية هجمات للجيش الروسي شنها منذ يوم السبت وحتى الثلاثاء والتي تضمنت عربات مدرعة وأعدادا كبيرة من القوات الروسية التي احتشدت في المنطقة.
وتشير الخرائط “مفتوحة المصدر” لجبهات القتال في روبوتين، والتي قامت بجمعها فرق مستقلة تضطلع بتحليل خطوط الاشتباك، إلى أن روسيا حققت مكاسب هامشية غرب وجنوب روبوتين. وقال معهد دراسات الحرب، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن يوم الاثنين، إن القوات الروسية تقدمت صوب المشارف الغربية للقرية.
وحذر دميترو ليخوفي، المتحدث باسم القوات الأوكرانية التي تقاتل في المنطقة، على التلفزيون الوطني الأسبوع الماضي من أنه يتعين الانتباه الشديد لقرية روبوتين، مضيفا “يبدو أن الروس حددوا هدفا لتحقيق بعض النجاح هناك” وخططوا لمحاولة السيطرة على القرية.
وقالت الصحيفة إن الهجمات الروسية نهاية الأسبوع حول روبوتين جاءت عقب سيطرة الجيش الروسي على مدينة أفدييفكا، والتي تبعد نحو 170 كيلومترا إلى الشرق من القرية، حيث نفذت عمليات عسكرية ضد التحصينات الأوكرانية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، على بعد نحو 200 ميلا إلى الغرب. ويقول محللون عسكريون إن هذه الهجمات “شبه المتزامنة” تهدف إلى الضغط على تلك الجبهة من أجل حد قدرة كييف على الانسحاب من تلك المنطقة أو دفع عديد من الجيش لدعم القوات المنهكة إضافة إلى دفعها إلى نفاد مخزوناتها الشحيحة من الذخيرة.
وقال باسي باروينين، عضو مجموعة بلاك بيرد التي تقوم بتحليل صور الأقمار الصناعية وما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي على خط الجبهة: “إنهم يحاولون في أماكن مختلفة، ويختبرون الدفاعات الأوكرانية، بحثا عن نقاط ضعف.
من جانبه، أكد سيرهي كوزان، رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني، وهو مجموعة بحثية غير حكومية، أن موسكو ستحاول البناء على نجاحاتها التي تحققها على الجبهة الشرقية في الأسابيع المقبلة و”قطع جبهة روبوتين بأي ثمن”. ولفت كوزان ومحللون آخرون إلى أن عشرات الآلاف من القوات الروسية تطوق روبوتين، ويتوقع أن يتم تكثيف الهجمات في الأيام المقبلة.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن مكاسب روسيا حول روبوتين، وهي قرية كان يبلغ عدد سكانها بضع مئات فقط قبل الحرب، محدودة حتى الآن، حيث سقطت تحت سيطرة الجيش الروسي بعد فترة وجيزة من بدء العمليات العسكرية في الداخل الأوكراني في فبراير 2022. إلا أن القوات الأوكرانية تمكنت من السيطرة عليها في أغسطس بعد أسابيع من القتال والذي سلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجهها كييف في إمكانية اختراق الدفاعات الروسية الحصينة التي أقيمت في المنطقة.
وتقبع اليوم قرية روبوتين تحت سيطرة القوات الروسية التي تحيط بها من الغرب والجنوب والشرق. وفي الأسابيع الأخيرة، شنت القوات الروسية هجمات على جبهات عدة بهذا الجيب واستعادت تدريجيا مساحات صغيرة من الأرض، باستخدام ما وصفه الجيش الأوكراني مجموعات هجومية صغيرة مدعومة بالمركبات المدرعة.
ووصف ليخوفيي، المتحدث العسكري باسم القوات الأوكرانية الوضع بـ”الديناميكي”، مشيرا إلى أن “العدو يقوم بإطلاق نيران كثيفة.“
وقالت الصحيفة إن لقطات محددة جغرافيا لساحة المعركة أظهرت هجمات لطائرات روسية بدون طيار تدك المعاقل المحصنة للقوات الأوكرانية على بعد مئات المترات جنوب روبوتين. وقال ريبار، وهو مدون عسكري روسي بارز، إن القوات الروسية اكتسبت موطئ قدم في الضواحي الجنوبية لروبوتين وإن القتال يدور الآن في القرية، التي تحولت إلى حد كبير إلى أنقاض خلال القتال في الصيف الماضي. ولم يتسن لـ”نيوورك تايمز” تأكيد ادعائه بشكل مستقل.
وقال باروينن، من مجموعة بلاك بيرد، إن روسيا استعادت بعض التحصينات التي فقدتها في الهجوم المضاد الصيف الماضي، مضيفا أن ليس من السهل على الجنود الأوكرانيين الدفاع عن روبوتين سيما وأن القوات الروسية تسيطر على الأراضي المرتفعة حول المنطقة.
وأضاف “بشكل عام، هذه مشكلة كبيرة للأوكرانيين هناك”، مشيرا إلى أن روسيا قامت بنشر ثلاث فرق حول جبهة روبوتين، يتراوح عدد أفرادها بين 30 و40 ألف جندي، بما فيها بعض وحدات النخبة من المظليين.
وقال كوزان، من مركز الأمن والتعاون الأوكراني، إنه يتوقع أن تقوم بعض القوات الروسية في السيطرة على أفدييفكا وإعادة انتشارها على جبهات أخرى من خطوط المواجهة.
وقال الجيش الأوكراني يوم الاثنين إن قواته اتخذت مواقع دفاعية جديدة خارج أفدييفكا في محاولة لوقف المزيد من التقدم الروسي، وفقا لنيويورك تايمز.
وقال كوزان ومحللون عسكريون آخرون إن تأخر المساعدات العسكرية الغربية أضعف من قدرة أوكرانيا على التمترس والصمود أمام الهجمات الروسية على طول خط الجبهة. وأضاف: “لقد أدرك الروس أننا حقا ‘محرومون من الذخيرة‘، مما يعني أننا لا نستطيع صد كل هجوم من هجماتهم وسيواصلون الضغط على روبوتين.”
وكان قد أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي يوم الاثنين بأن “الوضع صعب للغاية في عدة أجزاء من خط المواجهة، حيث قامت القوات الروسية بوضع أقصى احتياطياتها.“ وأضاف أن روسيا “تستغل التأخير في المساعدات لأوكرانيا.“
وقال الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف الشركات، بما في ذلك تلك الموجودة في الصين وتركيا، التي تقوم بتصنيع مكونات الطائرات بدون طيار التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبيةـ، أورسولا فون دير لاين على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي “يجب أن نستمر في إضعاف آلة حرب بوتين.”