بعد حادثة جباليا.. مغردون: إسرائيل استخدمت كل أشكال القتل ضد سكان غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

في مشهد صادم يعكس وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي، تعرض شاب فلسطيني في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة لإصابة خطيرة في رأسه جراء استهدافه بقنبلة دخانية ألقاها جنود الاحتلال عليه مباشرة، خلال عملياتهم المستمرة منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مخيمي جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، التي تسببت في قتل وتجويع وتهجير آلاف الفلسطينيين.

وحاول الأهالي في مكان الحادث، بكل ما أوتوا من إمكانيات محدودة، إخماد القنبلة -التي استقرت في رأس الشاب- عن طريق وضع التراب على رأسه، وسط حالة من الهلع والخوف من تأثير الغازات السامة الناتجة عنها، لكن الشاب استشهد على الفور، في واقعة تجسد تعمّد الاحتلال استخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين في القطاع.

وانتشر فيديو يوثق محاولات الأهالي إنقاذ الشاب الذي انفجرت القنبلة في رأسه، بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار صدمة عارمة وتفاعلا كبيرا بين الفلسطينيين والعرب.

وتعليقا على ذلك، وصف الناشط خالد صافي القنبلة بأنها “أميركية الصنع زُرعت بأيدي صهيونية في جسد فلسطيني من غزة”، لافتا إلى أن السبب وراء استهداف الشاب هو رفضه النزوح من أرضه شمال غزة.

أما الناشط تامر، فأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتفنن في اختيار الأساليب الوحشية لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا أن بعضها لم يُعرف في التاريخ من قبل.

وكتب أدهم شرقاوي عبر حسابه بمنصة إكس قائلا “منذ أيام وأصدقائي في غزة يخبرونني عن ظاهرة جديدة حيث تتبخر أجساد الشهداء. لم أستطع فهم ذلك حتى شاهدت هذا الفيديو! اللهم عدلك وانتقامك لغزة”.

بدورها، ترى الناشطة الفلسطينية مريم أبو طه أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم شكلا من أشكال الموت الجديدة في غزة من خلال استخدام قنابل تخترق الجسد وتنفجر داخله، قائلة “الموت بقنبلة داخل الجسد ما هو إلا تعبير عن مدى البشاعة واللامبالاة بالحياة الإنسانية التي يمارسها الاحتلال ضدنا في غزة”.

وأشارت الناشطة أبو طه إلى أن هذه الصورة ليست فقط شهادة على جـريـمـة حـرب، بل هي صرخة للعالم ليشاهد الحقيقة، و”أنا أعلم أنه لن يتحرك ساكن”.

وتساءل كثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن صمت العالم تجاه المجازر المستمرة في غزة، وعبّروا عن استيائهم من غياب تحرك حقيقي لوقف الإبادة الجماعية، كما شددوا على أن الأسلحة المستخدمة تعكس انعدام الإنسانية، وتهدف لإبادة الفلسطينيين بشكل ممنهج.

وأضاف آخرون أن القنابل الدخانية هي قنابل حارقة فتاكة محرمة قانونيا، يستخدمها جيش الاحتلال في المناطق السكنية، خصوصا ضد المواطنين في شمال القطاع، مما يسبب أضرارا بالغة لهم.

ولفت بعض الناشطين إلى أن غزة تتعرض لإبادة جماعية بمعنى الكلمة لم تشهدها البشرية عبر التاريخ. فكل أنواع وأشكال الظلم والقتل في العالم، سواء من الواقع أو الخيال، أصبحت تحدث في غزة، متسائلين “إلى متى هذا الصمت؟ أين منظمات حقوق الإنسان التي يُفترض أن ترعاها؟ يُبادون بأبشع الطرق، حيث تُجرى عليهم تجارب نووية وأسلحة ممنوعة دوليا”.

لجنة تحقيق

بدورها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا في شمال قطاع غزة تؤدي إلى تبخر الأجساد.

وقالت حركة حماس -في بيان- إن “الشهادات المروّعة التي يدلي بها المواطنون والأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تُنفّذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد، تشير بقوة إلى استخدام جيش الاحتلال الإرهابي أسلحة محرمة دوليا خلال حملة الإبادة الوحشية والمستمرة منذ 53 يوما في شمال القطاع”.

وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية وتمكينها من دخول شمالي القطاع والكشف عن طبيعة الذخائر التي يستخدمها جيش الاحتلال وحقيقة ما يرتكبه من انتهاكات واسعة للقوانين الدولية بحق المدنيين العزل.

وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *