بسبب السيول.. “تباطؤ حاد” بنشاط الأعمال غير النفطية في الإمارات

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

إذا سألت أنصار نظرية المؤامرة عمن يعتقدون أنه “يدير العالم”، فمن المحتمل أنهم سيشيرون إلى البنوك العالمية، مثل “سيتي غروب” و”بنك أوف أميركا” و”جي بي مورغان تشيس”، كما قد يذكرون عمالقة النفط مثل شركتي “إكسون موبيل” و”شل”، أو ربما سيركزون على شركات السلع الاستهلاكية المنتشرة مثل “آبل” و”ماكدونالدز” و”نستله”.

غير أن تقريرا لصحيفة “ذا إيكونوميست”، أشار إلى أن إحدى الشركات التي من غير المرجح أن تظهر في قائمة مروجي الفكر المؤامراتي هي “بلاك روك”، وهي شركة إدارة استثمارات لا يعرفها الكثيرون خارج الدوائر المالية. ومع ذلك، فهي أكبر مساهم في جميع الشركات المذكورة. 

“بلاك روك”

تمتلك شركة “بلاك روك” حصة في كل شركة مدرجة تقريبا، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في العالم بأسره. ويمتد نطاقها أبعد من ذلك: إلى السندات والديون السيادية والسلع الأساسية وصناديق التحوط وغيرها.

ويمكن القول بسهولة أنها أكبر مستثمر في العالم، بـ 10.5 تريليون دولار من الأصول التي تتحكم فيها مباشرة و11 تريليون دولار أخرى تشرف عليها من خلال منصة التداول الخاصة بها “Aladin”.

وتقول شركة “بلاك روك”، على موقعها الرسمي، إنها واحدة من الشركات الرائدة في العالم في توفير حلول الاستثمار والاستشارات وإدارة المخاطر، مضيفة نحن “الأمناء لعملائنا.. نحن نستثمر من أجل المستقبل نيابة عن عملائنا، ونلهم موظفينا، وندعم مجتمعاتنا المحلية”.

وبحسب موقع “بلومبرغ”، توفر “بلاك روك” خدمات إدارة الاستثمار للعملاء المؤسَّسِيين وللمستثمرين الأفراد من خلال مختلف أدوات الاستثمار. وتدير الشركة الصناديق، كما تقدم خدمات إدارة المخاطر، وتوفر خدمات للحكومات والشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم.

وتأسست الشركة عام 1988 على يد ثمانية رواد أعمال، بينهم لاري فينك وسوزان واغنر وروبرت كابيتو، الذين حملوا رؤية إنشاء شركة تستخدم التكنولوجيا لإحداث ثورة في صناعة إدارة الاستثمار. 

وفي البداية، ركزت الشركة على تقديم حلول إدارة المخاطر والاستثمار في الدخل الثابت للعملاء المؤسسيين. لكنها سرعان ما وسعت عروضها لتشمل استراتيجيات الأسهم ومنتجات الاستثمار للمستثمرين الأفراد، وفقا لموقع “business model analyst”.

وبصفتها شركة عالمية لإدارة الاستثمار مع إدارتها لأصول تريليونية، أحدثت الشركة “ثورة في طريقة إدارة الاستثمار”، وكان نموذج أعمالها القوة الدافعة وراء نجاحها، وفق المصدر ذاته.

وخلال السنوات اللاحقة لتأسيسها، يرجع جزء من نجاح الشركة إلى طرحها لمنتجات استثمارية “سلبية”، كالاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)، بحسب “ذا إيكونوميست”.

ووفق المصدر ذاته، يشهد هذا القطاع نموا سريعا، وتتصدر بلاك روك المنافسة فيه، لا سيما من خلال علامتها “iShares”، التي توفر من خلالها الشركة لعملائها كصناديق الثروة السيادية العربية وصغار المستثمرين، مليارات الدولارات في الرسوم نتيجة لذلك.

بدعم صندوق الاستثمارات.. أكبر شركة عالمية لإدارة الأصول إلى السعودية

قالت بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، الثلاثاء، إنها تخطط لإطلاق منصة استثمارية جديدة في السعودية، مدعومة بما يصل إلى خمسة مليارات دولار من صندوق الثروة السيادية السعودي المعروف باسم صندوق الاستثمارات العامة.

والسبب الآخر وراء نجاح الشركة، وفقا للصحيفة، إدارتها للمخاطر في محفظتها المدارة بنشاط. وعلى سبيل المثال، كانت في وقت مبكر رائدة في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.

ولم تتمكن بلاك روك من تجنب الحاجة للإنقاذ وسط الاضطرابات التي تلت انهيار بنك ليمان براذرز فحسب، بل نصحت أيضا الحكومة الأميركية وجِهات أخرى، بشأن سبل الحفاظ على عمل النظام المالي خلال أحلك أيام عام 2008، واستحوذت على وحدات إدارة أموال مربحة من مؤسسات مالية متعثرة في أعقاب الأزمة.

“بلاك روك والسعودية”

وضمن آخر مساعي الشركة الضخمة لتعزيز العلاقات والحصول على تفويضات استثمارية في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت “بلاك روك” إطلاق منصة استثمارية جديدة، مدعومة بما يصل إلى خمسة مليارات دولار من صندوق الثروة السيادي السعودي.

ويأتي هذا بعد أن عينت في الصيف الماضي، أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في مجلس إدارتها، في خطوة تعكس توجهها نحو توطيد شراكاتها في المملكة، وفقا لـ”فاينانشيال تايمز”.

وقال صندوق الاستثمارات العامة وبلاك روك، إنهما وقعا مذكرة تفاهم ستؤسس بموجبها الشركة منصة استثمارية متعددة الأصول، مقرها الرياض، مدعومة بضخ نقدي أولي من الصندوق السعودي، بشرط تحقيق بعض النقاط المهمة المتفق عليها.

وأضاف الطرفان، أن المنصة من شأنها تسريع نمو أسواق رأس المال في السعودية، فيما يتطلع فريق استثماري، مقره الرياض، إلى جمع أموال إضافية محليا وخارجيا.

وقبل الإعلان الأخير، حث صندوق تقاعد موظفي مدينة نيويورك حملة أسهم شركة بلاك روك، هذا الأسبوع، على التصويت ضد انتخاب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية عضوا بمجلس إدارة الشركة، مشيرا إلى تضارب محتمل للمصالح بخصوص استراتيجية الشركة للتخلص من الكربون بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

صندوق معاشات موظفي نيويورك يعارض انتخاب رئيس أرامكو مديرا ببلاك روك

حث صندوق تقاعد موظفي مدينة نيويورك حملة أسهم شركة بلاك روك على التصويت ضد انتخاب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية مديرا بشركة بلاك روك لإدارة الأصول، مشيرا إلى تضارب محتمل للمصالح بخصوص إستراتيجية الشركة للتخلص من الكربون بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

وفي المقابل، دافعت بلاك روك عن استقلالية الناصر، لافتة إلى خبرته الواسعة في إدارة الشركات وتحول الطاقة، ونظرته الثاقبة في استراتيجية الأعمال الدولية. ورغم أن بلاك روك واجهت تساؤلات حول حجم مجلس إدارتها الكبير نسبيًا في الماضي، إلا أن مديريها فازوا بسهولة بدورة جديدة في العام الماضي.

وعملت شركة إدارة الأصول العملاقة مع السعودية لسنوات، وفي خضم الجدل الكبير الذي رافق حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، أكدت أنها لن تنسحب من البلاد، بحسب فاينانشيال تايمز”.

وفي عام 2022، ذكرت وكالة رويترز أن الشركة تسعى للحصول على المزيد من صفقات البنية التحتية في السعودية ومنطقة الخليج عموما، كما تتطلع إلى الاستثمار في الشركات الخاصة في المنطقة، وفقا لما ذكره أحد المديرين التنفيذيين.

وقادت المجموعة الأميركية خلال العام ذاته، جهود شراء حصة بقيمة 15.5 مليار دولار من قبل اتحاد شركات في شركة خطوط أنابيب الغاز التابعة لشركة أرامكو السعودية، بعد أن استحوذت على حصة في أصول خطوط أنابيب شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) قبل عامين.

وآنئذ، قال ستيفن كوهين، رئيس قسم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بلاك روك لرويترز: “نحن نبحث عن مثل هذه الفرص”.

وأضاف: “نحن ننظر في عدد من الأشياء على جانب السوق الخاص في جميع أنحاء البلاد”، مشيرا إلى الشركات النامية غير المدرجة في السعودية وأماكن أخرى في المنطقة.

وقال كوهين إن بلاك روك تبحث أيضًا في جميع أنحاء المنطقة عن استثمارات في البنية التحتية، وما أسماه “تمويل الانتقال” لتمويل مشاريع الطاقة المستدامة طويلة الأجل التي تساعد على خفض انبعاثات الكربون.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *