أكدت تركيا، الاثنين، وفاة الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة عن عمر 83 عاما.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان “مصادرنا الاستخبارية تؤكد وفاة زعيم منظمة فيتو”، مستخدما المصطلح التركي لحركة غولن المعروفة باسم “حزمت” (تعني خدمة).
وأضاف “توفي زعيم هذه المنظمة القاتمة لكن تصميم أمتنا على مكافحة الإرهاب مستمر”، بحسب ما أوردت “فرانس برس”.
من جهته، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أوزغور أوزيل إن غولن “يترك خلفه الكثير من المعاناة والخيانات”، مبديا أسفه لوفاته من غير أن تتم محاسبته في تركيا.
وأعلن موقع “هركول” (Herkul) التابع لغولن المحظور في تركيا، وفاته “في 20 أكتوبر”.
وكتب أنّ “الداعية فتح الله غولن الذي قضى كلّ لحظة من حياته في خدمة دين الإسلام المبارك والإنسانية”، توفي الأحد، على أن يتمّ إعلان التفاصيل بشأن إجراءات دفنه في وقت لاحق.
وكان ملهم حركة “حزمت” انتقل للإقامة في بنسلفانيا في الولايات المتحدة عام 1999.
وبعدما كان حليفا لرجب طيب إردوغان، اتهمته السلطات التركية منذ أكثر من عقد بأنه يترأس منظمة “إرهابية”، فيما كان غولن يؤكد أنّ حركته عبارة عن شبكة من المنظمات الخيرية والشركات.
وكان الداعية تمنى في 2012 أن يوارى الثرى في إزمير (غرب) قرب والدته، غير أن ذلك يبدو مستبعدا.
طارده إردوغان وسجن مئات الآلاف من أنصاره.. من هو فتح الله غولن؟
منذ محاولة الانقلاب في تركيا يوليو 2016، لم يتوقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن جهود لإقناع الولايات المتحدة بتسليم الداعية الديني والعدو اللدود للرئيس التركي، فتح الله غولن، لكن هذه الجهود سوف تتلاشى مع إعلان وفاة غولن، الإثنين.
وكانت تركيا جرّدت الداعية الإسلامي الذي تصفه بأنّه “خائن”، من جنسيته عام 2017، في أعقاب الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016، الذي اتهمته السلطات التركية بتدبيره.
ومنذ محاولة الانقلاب تلك، لم يتوقف إردوغان عن جهود لإقناع الولايات المتحدة بتسليم غولن، لكن هذه الجهود وصلت إلى خط النهاية مع إعلان وفاة الداعية، الاثنين.
وأوردت شبكة “إن تي في” الخاصة نقلا عن مصادر أمنية تركية أنه سيتم دفنه ضمن مجموعة محدودة و”سيبقى موقع قبره سريا”، وقد يكون في غابة تعود لمسؤول في الحركة في الولايات المتحدة.
ورأى بيرم بالجي الباحث في مركز الابحاث الدولية للعلوم السياسية في باريس أنه بالرغم من التصريحات الرسمية، فإن وفاته “لن تكون حدثا في تركيا”، حيث بات تياره ضعيفا جدا.
وأكد الخبير في هذه الحركة أنه “منذ القطيعة مع إردوغان عام 2010، وخصوصا بعد محاولة الانقلاب عام 2016، بات صورة غولن سيئة جدا. قلة قليلة من الناس ما زالوا يكنون له التقدير”.
لكن إركان كاراكويون المتحدث باسم حركة غولن في ألمانيا حيث أكبر جالية تركية تعد ثلاثة ملايين نسمة، أكد لوكالة فرانس برس الإثنين أن “العمل سيتواصل”، موضحا أن الداعية الذي كان على يقين بأنه مريض، نظم لجانا يمكنها أن تستمر من بعده.
وندد كاراكويون بـ”حملة شعواء” مضيفا “اتهمونا بأمر لم نفعله”.
قال الموقع الرسمي لغولن إنه ولد في 11 نوفمبر 1938 “لأسرة معروفة بالتدين” في قرية “كوروجك” بمحافظة أرضرُوم شرقي الأناضول في تركيا.
وأضاف أن الموقع أن رؤية غولن تشير إلى أن “أي حركة قائمة على الخصومة والعداء لن تؤدي إلى نتيجة إيجابية، وأنه يجب الانفتاح على الإنسانية بأسرها”. وألّف الراحل أكثر من 70 كتابا ترجم بعض منها من التركية إلى 40 لغة.
وعمل كإمام في مساجد قبل أن يتوسع في السبعينيات ويؤسس حركة “غولن”، التي تنتمي إليها منظمات غير حكومية، بما في ذلك مئات المدارس المختلطة ومراكز الدروس المجانية ومستشفيات ووكالات إغاثة في تركيا.
كما أنشأ غولن وحركته شبكة عالمية من المدارس والجامعات التي تعمل في أكثر من 100 دولة حول العالم، وفق “سي إن إن” الأميركية.
وقال الداعية الإسلامي، في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام، إن الضغوط التي تمارسها حكومة إردوغان على حركته، “أسوأ بكثير من تلك التي كانت تمارس في عهد الانقلابات العسكرية في تركيا”.
وأضاف غولن: “ما نراه أسوأ 10 مرات مما عانيناه خلال الانقلابات العسكرية”.
وأوضح: “نواجه معاملة كتلك التي (كانت معتمدة خلال الانقلابات العسكرية)، لكن هذه المرة على أيدي مدنيين يتقاسمون إيماننا وعقائدنا”.