صدر حكم بالسجن لمدة 15 يوما على مغني راب حضر حفلا لأحد المشاهير مرتديا جوربا فقط، كما قام رعاة بعض أشهر الفنانين في روسيا بإلغاء عقودهم، وأفادت تقارير أن الرئيس، فلاديمير بوتين، منزعج من حفلة “شبه العراة” التي أقيمت في موسكو، وفقا لرويترز.
وأثار حفل “شبه العراة” بملهى ليلي في موسكو، الذي أقيم في وقت تخوض فيه روسيا حربا مع أوكرانيا، وتقوم فيه الحكومة بتطبيق أجندة اجتماعية محافظة، ردود فعل سريعة وقوية على نحو غير عادي.
وتم تداول مقطع فيديو للمتحدث الرسمي باسم بوتين وهو يستمع إلى شرح من أحد النجوم الذين حضروا الحفل، وأفادت وكالة “بازا” الإخبارية المعروفة بقربها من الأجهزة الأمنية، بأن القوات التي تقاتل في أوكرانيا كانت من بين أول من اشتكى بعد مشاهدة اللقطات والصور الفوتوغرافية للحدث، الذي وصلت أصداؤه إلى بوتين.
وطلب دميتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، الأربعاء، من الصحفيين أن يتفهموا موقفه لعدم التعليق علنا، قائلا: “دعونا لا نناقش هذا الموضوع”.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الحدث “لطّخ” المشاركين فيه، لكن لديهم الآن فرصة للعمل على أنفسهم، وفقا لموقع Ura.ru الإخباري.
وهيمنت ردود الفعل من جانب السلطات، والمشرعين والمدونين الموالين للكرملين، ووسائل الإعلام الحكومية، وجماعات دينية، على عناوين الأخبار لعدة أيام، وتفوقت القصة على قصص أخرى مثل ارتفاع أسعار البيض والتضخم.
الحفلة، التي أقيمت في ملهى “موتابور” الليلي في موسكو يوم 21 ديسمبر، نظمتها المدونة، أناستاسيا (ناستيا) إيفليفا، وحضرها مطربون مشهورون، في حالات مختلفة من التعري، ومنهم معروفون في برامج الترفيه التلفزيونية الحكومية منذ سنوات.
وأصدرت إيفليفا، التي أصبحت منذ ذلك الحين واحدة من أكثر الأسماء شهرة في روسيا والتي حضرت وهي ترتدي مجوهرات بقيمة 23 مليون روبل (251 ألف دولار) في وقت يكافح فيه بعض الروس من أجل تدبر أمورهم، مقطعي فيديو اعتذار علنيين.
وفي المقطع الثاني الذي صدر يوم 27 ديسمبر، قالت إنها ندمت على تصرفاتها وتستحق كل ما حصل لها لكنها تأمل أن تحصل على “فرصة ثانية”.
وقد اختفى اسمها منذ ذلك الحين كواحدة من الوجوه العامة لشركة MTS الروسية الكبرى لتشغيل الهاتف المحمول، وفتحت السلطات الضريبية تحقيقا يتضمن عقوبة محتملة بالسجن لمدة خمس سنوات، وقبلت محكمة في موسكو دعوى قضائية رفعتها مجموعة من الأفراد يطالبونها بدفع مليار روبل (10.9 مليون دولار) مقابل “المعاناة الأخلاقية”.
وإذا نجحوا، فإنهم يريدون أن تذهب الأموال إلى صندوق حكومي يدعم قدامى المحاربين في أوكرانيا.
“أمر معيب”
وقالت يكاترينا ميزولينا، مديرة الرابطة الروسية من أجل إنترنت آمن، إن “إقامة مثل هذه الحفلات في وقت يموت فيه رجالنا في العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) ويفقد العديد من الأطفال آباءهم هو أمر معيب. جنودنا على الخطوط الأمامية لا يقاتلون بالتأكيد من أجل هذا”.
وقد عبر العديد من المشاركين المشهورين في الحفلة عن اعتذارهم، ومنهم الصحفية، كسينيا سوبتشاك، التي كان والدها الراحل أناتولي صديقا لبوتين.
وتأتي هذه الواقعة في وقت شدد فيه بوتين، الذي من المتوقع أن يفوز بسهولة بفترة رئاسية أخرى مدتها ست سنوات في انتخابات مارس، على النزعة الاجتماعية المحافظة، وحث الأسر على إنجاب ثمانية أطفال أو أكثر، وبعد أن قضت المحكمة العليا في روسيا بسجن الناشطين من مجتمع الميم وتصنيفهم على أنهم “متطرفون”.
نيكولاي فاسيلييف، مغني الراب المعروف باسم فاسيو الذي حضر وهو يرتدي جوربا فقط، حكم عليه من قبل محكمة في موسكو بالسجن لمدة 15 يوما وغرامة قدرها 200 ألف روبل (2182 دولارا) بتهمة الدعاية “للعلاقات الجنسية غير التقليدية”.
وتم إلغاء حفلات موسيقية ومنع بث برامج تلفزيونية على القناة الحكومية لعدة مشاهير آخرين، كما تم إلغاء عقود مع رعاة، وفي حالة واحدة على الأقل، تم حذف اسم شخصية مشهورة من التمثيل بفيلم جديد.
وأثارت الفضيحة غضب أولئك الذين يدعمون الحرب الروسية في أوكرانيا.
وكتبت إحدى النساء، التي قالت إن ابن أخيها فقد ساقيه في القتال، في رسالة إلى رابطة الإنترنت الآمن، أن النجوم يجب أن يدفعوا ثمن الأرجل الاصطناعية لقريبها والآخرين للتعويض. وقالت المرأة المجهولة: “سيكون هذا اعتذارا أفضل”.