لا يزال أكثر من 300 مسافر هندي عالقين، السبت، في مطار فاتري، شمال شرق فرنسا، بعد أن منعت السلطات الفرنسية، الخميس، طائرة تقلهم للاشتباه بأنها تقل ضحايا للاتجار بالبشر.
وأعلنت السلطات الفرنسية، الجمعة، عن فتح تحقيق في القضية، واستجواب جميع الركاب، كاشفة عن احتجاز شخصين لتوسيع التحقيقات.
إلى أين كانت متجهة الطائرة؟
وحطت الطائرة التابعة للخطوط الجوية “ليجندز إيرلاينز”، على مدرج فاتري في حوالي الساعة 3 مساء من يوم الخميس، قادمة من دبي للتزود بالوقود، كما أشارت صحيفة L’Union، التي كانت أول من أبلغ عن الأمر.
وكان من المقرر بعد ذلك أن تكمل طائرة “إيرباص A340” رحلتها إلى أمريكا الوسطى، نحو عاصمة نيكاراغوا، ماناغوا، قبل أن توقفها السلطات.
لماذا أوقفتها السلطات الفرنسية؟
ذكر الادعاء الفرنسي، أن معلومات مجهولة المصدر، أشارت إلى أن الطائرة التي تديرها شركة ليجند إيرلاينز للطائرات المستأجرة، ومقرها رومانيا، كانت تقل أشخاصا ربما يكونون ضحايا للاتجار بالبشر.
وعلى إثر البلاغ، طلبت النيابة العامة تدخل فرقة درك النقل الجوي (BGTA) من أجل توقيف الطائرة على مدرج المطار.
وخلال هذا التدخل، احتجز راكبان من الرحلة المعنية، حيث يهدف البحث الذي تجريه الهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة، إلى “التحقق مما إذا كانت هناك أي عناصر من شأنها أن تدعم الشكوك حول الاتجار بالبشر”.
وأوضحت النيابة أن “جلسات الاستماع والتدقيق في شروط وأهداف نقل الركاب” جارية، مشيرة إلى إيداع راكبين الحبس الاحتياطي.
وأضافت النيابة أن التحقيق جار “للتأكد مما إذا كانت هناك عناصر تدعم شبهة الاتجار بالبشر من قبل عصابة منظمة، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن 20 عاما وغرامة قدرها ثلاثة ملايين يورو”.
ما مصير الركاب؟
وينص القانون الفرنسي على أنه، يمكن للشرطة إبقاء أي أجنبي وصل بالطائرة وحظر عليه التوجه إلى البلد المقصود، لمدة تصل إلى أربعة أيام، وفقا لموقع “لاديبيش” الفرنسي.
ويمكن بعد ذلك تمديد هذه الفترة، بأمر من قاضي الاحتجاز والحرية لمدة ثمانية أيام ثم ثمانية أيام إضافية على أساس استثنائي. وإجمالا يمكن أن تصل المهلة إلى 26 يوما كحد أقصى.
ونشرت السفارة الهندية في فرنسا على منصة إكس، أنها أبلغت من السلطات الفرنسية بأن طائرة تقل 303 أشخاص، معظمهم من أصل هندي، كانت متجهة من دبي إلى نيكاراغوا، محتجزة في في مطار فرنسي.
وتابعت أن فريق السفارة، أن طاقم السفارة تمكن من التواصل مع المعنيين، مضيفة “نحن ندرس الوضع ونسهر على راحة الركاب”.
من جهتها، قالت إدارة منطقة مارن، الجمعة، إن المسافرين ظلوا في البداية على متن الطائرة وهي من طراز إيه 340، ولكن تم نقلهم لاحقا إلى الصالة الرئيسية في مطار فاتري الصغير، حيث وضعت أسرة لهم للمبيت، وقضوا ليلتهم هناك، وسيبيتون ليلة ثانية هناك أيضا.
تعليق شركة الطيران
وأكدت ناطقة باسم الخطوط الجوية “ليجند إيرلاينز” في تصريحات لوكالة فرانس برس أن “الشركة تعتبر أن لا مسؤولية تقع عليها وهي لم ترتكب أيّ تجاوز وتضع نفسها في تصرّف السلطات الفرنسية”.
وكشفت المتحدّثة ليليانا باكايوكو أن الشركة تعتزم أن “تكون طرفا مدنيا إذا ما أطلقت النيابة العامة ملاحقات أو أن ترفع دعوى” بنفسها في حال حصل غير ذلك.