الهجوم البري على غزة.. نقاط القوة والضعف لدى الجيش الإسرائيلي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في وقت يحشد فيه الجيش الإسرائيلي قواته حول قطاع غزة يؤكد المختصون العسكريون تفوق هذا الجيش جويا، ولكنهم يشككون في احتياطياته من الذخيرة والقوة البشرية التي تتيح له تنفيذ هجوم بري كبير على القطاع.

وقالت صحيفة لوموند إن الحرب عن بعد كانت منذ أكثر من عشرين سنة هي الإستراتيجية الإسرائيلية، لأن القوة الرئيسية لجيشها هي قواته الجوية التي سمحت لإسرائيل في السنوات الأخيرة بتنفيذ عمليات عقابية ضد قطاع غزة دون تعريض جنودها لمخاطر كبيرة، لكن ذلك لم يكن دائما فعالا في بيئة معقدة.

وأوضحت لوموند في تقرير مشترك بين مراسلها في القدس صامويل فوري والمحرر في الصحيفة إليز فينسان أن إسرائيل قررت هذه المرة المضي بشكل مختلف في عملية تشمل دخول قوات برية إلى غزة، وهو رهان محفوف بالمخاطر لأن جيشها لم يشن عمليات توغل برية على مدى 15 سنة الماضية إلا بطريقة سريعة للغاية على أهداف محددة للغاية وأدت كلها إلى خسائر كبيرة على الجانبين.

نقص القنابل الموجهة

لكن “نقطة الضعف الحقيقية للجيش الإسرائيلي اليوم -كما يقول العقيد ميشيل غويا- هي عدد القنابل والصواريخ الموجهة لديه والضرورية على المستويين الهجومي والدفاعي، علما أن لديه مخزونا للذخيرة الأميركية على أراضيه يشمل أنواعا مختلفة من الأسلحة كالذخائر الدقيقة وقذائف المدفعية وقاذفات القنابل اليدوية، وقد سحب منه الجيش الإسرائيلي مرتين في عمليات عامي 2006 و2014، ولكن واشنطن سحبت منه ما يعادل 300 ألف ذخيرة كجزء من دعمها لأوكرانيا، ومن هنا جاء طلب إسرائيل الحصول على المساعدات الأميركية، وهي في طور التسليم الآن”.

ويمكن للجيش الإسرائيلي -الذي يمتلك مشاة ميكانيكية قوية بسبعة ألوية يتألف كل منها من نحو 3 آلاف رجل- أن يشن هجوما بريا -كما تقول الصحيفة- وأن يغامر بدخول غزة، وفقا لأسلوب استعادة الموصل من قبل الجيش العراقي عام 2017، وذلك بالتقدم دون استخدام حارات المرور المكشوفة، بل عن طريق تدمير جميع المباني الموجودة في طريقه، وهو ما يفرض تقدما بطيئا للغاية.

نقص التدريب الجيد

لكن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى جنود مدربين تدريبا عاليا، في حين أن معظم قوات إسرائيل العاملة من المجندين (نحو 100 ألف شخص)، وما لم ترسل على الفور ألوية احتياطية فسوف تجد صعوبة في نشر أكثر من 30 ألف جندي على الأرض، مقابل قدرة حماس على جمع ما بين 7 آلاف و10 آلاف مقاتل مع عدد مماثل من مقاتلي الفصائل، وذلك على أرض معدة وملغمة بالعبوات الناسفة.

ويقدر مصدر عسكري أن “الخسائر الإسرائيلية قد تصل إلى عدة مئات”، متسائلا “عن مدى استعداد السلطة السياسية لمواجهة ذلك”، وفي وقت استدعت فيه نحو 360 ألف جندي احتياط تشكك الباحثة في المعهد الفرنسي للدراسات العسكرية هيلواز فايت في قدرتهم على السيطرة على جبهات متعددة محتملة.

وختمت الصحيفة بأن أهداف إسرائيل من الحرب في هذا الصراع ليست واضحة، وإن كان بعض المراقبين العسكريين يعتقدون أن الدافع الأساسي وراءها هو الحاجة إلى استعادة سمعتها في أعقاب فشل الجيش في منع هجوم حماس.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *