جاء هذا التصريح ردًا على طرح قدمه رونالد جونسون، مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة في المكسيك، خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي يوم الخميس.
وخلال مؤتمرها الصحفي اليومي، قالت شينباوم: “نحن لا نتفق مع الطرح. لقد قال إن كل شيء مطروح على الطاولة لكن لا. هذا الأمر ليس مطروحا لا على الطاولة، ولا على الكرسي، ولا على الأرض، ولا في أي مكان”.
وكان جونسون قد سُئل عن رأيه في إمكانية تدخل عسكري أميركي ضد كارتيلات المخدرات في المكسيك دون إخطار الحكومة المكسيكية، فأجاب قائلاً: “إذا كانت حياة مواطنين أميركيين في خطر، أعتقد أن كل الأوراق مطروحة على الطاولة”، مشيرا إلى أن بلاده تفضل التعاون مع الحكومة المكسيكية في هذا الملف.
خلاف متصاعد بين الطرفين
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد أميركي تجاه كارتيلات المخدرات المكسيكية، حيث صنّف ترامب، قبل ثلاثة أسابيع، ثماني عصابات إجرامية في أمريكا اللاتينية، بينها ستة كارتيلات مكسيكية، كمنظمات “إرهابية”، متهمًا إياها بتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
من جانبها، حذرت شينباوم من أن هذا القرار الأميركي لا يجب أن يستخدم كذريعة لانتهاك السيادة المكسيكية، مؤكدة أن بلادها لن تقبل بأي “غزو” عسكري أميركي تحت مظلة مكافحة المخدرات.
ورغم رفضها للتدخل العسكري، شددت الرئيسة المكسيكية على أن العلاقات بين البلدين ستظل جيدة إذا تم تثبيت جونسون في منصبه، لكنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة احترام المكسيك وسيادتها.
في سياق متصل، أقر الكونغرس المكسيكي، يوم الثلاثاء الماضي، تعديلا دستوريا يسمح بإنزال “أقصى عقوبة ممكنة” وفرض “الاحتجاز الوقائي” على أي أجنبي يقوم بأنشطة تجسسية دون موافقة الحكومة، وذلك في إطار اتفاقيات التعاون المشترك.
بالمقابل، أكد ترامب خلال خطاب له أمام الكونغرس الأميركي يوم الثلاثاء التزامه بشن “حرب على عصابات المخدرات المكسيكية”، معتبرًا أنها تشكّل “تهديدًا خطيرًا للأمن القومي” للولايات المتحدة. وأضاف: “العصابات تشن حربًا على أميركا، وقد حان الوقت لأميركا لكي تشن حربًا على العصابات، وهذا ما نفعله”.
ويعكس هذا التوتر المستمر بين البلدين مدى تعقيد ملف مكافحة المخدرات في المنطقة، وسط اختلاف وجهات النظر حول الأساليب المناسبة للتعامل مع هذه الأزمة المتصاعدة.