المتمردون يتقدمون شرق الكونغو.. والأمم المتحدة تحذر من حرب إقليمية واسعة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في ظل تصاعد وتيرة العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تشهد مدينة غوما، العاصمة الإقليمية لإقليم شمال كيفو، حالة من الفوضى والذعر مع تقدم المتمردين المدعومين من رواندا نحو المدينة، وإغلاق مطار غوما وإلغاء الرحلات الجوية جاء كإجراء احترازي لمواجهة التهديدات المتزايدة، بينما تحذر الأمم المتحدة من أن الأزمة قد تتحول إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.

تصاعد التمرد

وتصاعدت حدة التمرد الذي تقوده جماعة “إم 23″ في يناير 2025، حيث سيطر المتمردون على أجزاء أكبر من أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من أي وقت مضى. وفقًا لمصادر محلية ودولية، وقامت السلطات الكونغولية بإغلاق الوصول إلى مطار غوما وإلغاء جميع الرحلات الجوية، وذلك مع تقدم المتمردين المدعومين من رواندا نحو المدينة. وعلى الرغم من أن المطار لم يُغلق رسميًا، تم حث الركاب الموجودين بالفعل في الموقع على العودة إلى منازلهم، وفقًا لـ”رويترز”.

وأدى تصاعد العنف إلى نزوح مئات المدنيين الذين فروا إلى غوما بحثًا عن الأمان. ومع سماع إطلاق نار في الصباح الباكر من يوم الأحد، انتشر الذعر في بعض أحياء المدينة. وأفادت تقارير محلية بأن المتمردين دمروا بعض المعدات العسكرية بالقرب من قرية كيليمانيوكا، التي تبعد نحو 20 كيلومترًا عن غوما. وقال مصدر عسكري لرويترز : “رواندا تحاول الدخول بكل الوسائل، لكننا نحتفظ بموقفنا”.

اتهامات لرواندا

وتتهم الكونغو والأمم المتحدة وأطراف أخرى جارتها رواندا بتأجيج الصراع من خلال إرسال قوات وأسلحة لدعم جماعة “إم 23” وعلى الرغم من نفي رواندا لهذه الاتهامات، أعلن الجيش الكونغولي أن قناصة روانديين كانوا وراء مقتل حاكم إقليم شمال كيفو العسكري على خط المواجهة يوم الجمعة. ولم ترد حكومة رواندا على الفور على طلبات التعليق بشأن هذه الاتهامات.

وأعلنت ملاوي وأوروجواي عن مقتل أربعة من قواتهما، الذين كانوا أعضاء في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في اشتباكات مع المتمردين، مما رفع عدد قتلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى ستة. وقالت الأمم المتحدة في ملاوي إن ثلاثة جنود ملاويين ضمن البعثة في الكونغو قُتلوا، بينما أعلن الجيش الأوروجواياني عن مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين. كما أعلنت جنوب إفريقيا عن مقتل تسعة من مواطنيها في القتال، بينهم اثنان من بعثة MONUSCO وسبعة من بعثة أخرى تابعة لدول جنوب إفريقيا.

اجتماع طارئ

وفي ظل التصعيد المتزايد، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا اليوم (الأحد) لمناقشة الأزمة، وذلك قبل يوم من الموعد المخطط له. وتحذر الأمم المتحدة من أن العنف في شرق الكونغو قد يتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، خصوصًا مع استمرار تقدم المتمردين وزيادة الخسائر البشرية.

ومع استمرار تقدم المتمردين نحو غوما، يبقى مستقبل المدينة والإقليم بأكمله غامضًا. هل ستنجح الجهود الدولية في احتواء الأزمة، أم أن المنطقة مقبلة على حرب إقليمية قد تطول دولاً أخرى؟.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *