“السيوف الحديدية”.. هل رسّخ الاسم عكس ما أرادت إسرائيل؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

وفي مقال بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية سخر الكاتب حاييم ليفينسون من إطلاق الجيش الإسرائيلي اسم “عملية السيوف الحديدية” على ما يقوم به حاليا من تصد للهجمات الفلسطينية، قائلا إن “هذه العملية هي في واقع أمرها عملية سقوط السراويل”، وفق وصفه.

ووفق تعبيره فإن “كل الجيش الإسرائيلي وجهاز أمن الشاباك وما لديهما من طائرات مسيرة وأجهزة تنصت متطورة وقدرة على استنزاع المعلومات من المصادر البشرية، وما يطلق عليهم عباقرة وحدة النخبة، كل هذه الوسائل لم تكن لديها أدنى فكرة عما كان تخطط له حماس في الخفاء”.

أبرز أسماء العمليات الإسرائيلية؟

ويعد الهجوم الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة واحدا من سلسلة حروب وهجمات كثيرة، شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ أن نفذت انسحابها من القطاع عام 2005، وكان من أبرز تلك العمليات خلال السنوات الماضية ما يلي:

  • “الرصاص المصبوب”.. كانت هي الحرب الأولى التي أطلقتها إسرائيل ضد القطاع واستمرت لنحو 21 يوما، وبدأت في ديسمبر 2008، فيما أسمتها حركة “حماس” “حرب الفرقان”.
  • “عمود السحاب”.. نوفمبر 2012 وأسمتها حركة حماس بـ”حجارة السجيل”، واستمرت لمدة 8 أيام، وأسفرت حينها عن 177 قتيلا و1200 جريح.
  • “الجرف الصامد”.. في يوليو 2014 وأسفرت عن 2322 قتيلا و11 ألف جريح، فيما أطلقت عليها حماس اسم “العصف المأكول”، واستمرت 51 يوما.
  • “حارس الأسوار”.. كانت في مايو 2021، حيث شنت إسرائيل تلك العملية التي أسفرت عن 240 قتيلا و5000 جريح، فيما أطلقت عليها حماس اسم “سيف القدس”، وجاءت العملية العسكرية، إثر التوتر الأمني في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، وأطلقت فصائل غزة ما يزيد عن 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيليا وإصابة نحو 330 آخرين.
  • “الفجر الصادق”.. كانت في أغسطس 2022، وأسفرت عن 10 قتلى وعشرات الجرحى، بعد أن اغتالت إسرائيل عددا من قيادات ونشطاء حركة الجهاد من بينهم القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري.

ما هي عملية السيوف الحديدية؟

وبخلاف الأسماء السابقة التي كانت ذات دلالات عسكرية معينة، هدفها التأثير النفسي ولها رمزية على قوة العملية، أطلقت إسرائيل على عمليتها الحالية “السيوف الحديدية” وهي بحسب محللين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، عبارة عن مجموعة من العمليات العسكرية التي تستهدف من خلالها عدة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس وكتائب القسّام بالقذائف والصواريخ، ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي استهدفت عدة مواقع عسكرية إسرائيلية وشهدت عمليات تسلل وأسر وقتل عدد من المدنيين والجنود الإسرائيليين.

ويقول الخبير العسكري اللواء واصف عريقات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تسمية العمليات العسكرية ممارسة حديثة كانت خلال الحرب العالمية الأولى على يد الألمان، وسرعان ما انتشرت بين الدول الأخرى خلال الحربين العالميتين، بعد انتشار الراديو كوسيلة إعلامية مهمة، ويتم فيها اختيار أسماء رنانة ذات تأثر نفسي بهدف التأثير في الرأي العام وبث روح الحماس في صفوف القوات أو شن حروبا نفسية ضد الخصوم لإضعافه.

ويضيف “قد يتم اختيار اسم قائد عظيم أو إمبراطور كأسماء لتلك العمليات أو أسماء الشهور، مع تجنب إطلاق أسماء الأحياء من الوزراء والقادة وغيرهم على العمليات العسكرية، حتى إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل كان دقيقاً للغاية في اختيار أسماء العمليات العسكرية، وأصر على أخذ موافقته الشخصية على اسم كل عملية عسكرية قبل تنفيذها.

  • المفاجأة والكارثة التي حلت بإسرائيل بعد إطلاق حماس عمليتها ” طوفان الأقصى” دفعتها إلى اختيار اسم لا رمزية له ولا دلالة معروفة حتى الآن.
  • السيوف اشتهر بها العرب وهي أنواع عديدة واختيار الاسم جانبه الصواب وغير موفق.
  • من المعروف أن السيوف حديدية لذا فإن تعريف السيوف بالحديدية ليس له دلالة عملياتية أو أدبية.
  • عملية ” طوفان الأقصى” هزت إسرائيل وأربكت قادتها العسكريين ما دفعهم إلى اختيار اسم لعمليتهم ليس على مستوى الأسماء السابقة.
  • هجوم حركة حماس شكل عنصر المفاجأة والمباغتة كانت أكبر ميزة له ما أضعف قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد وترك الإسرائيليين في حالة صدمة.
  • حماس انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، واستطاعت مهاجمة إسرائيل بعمليات نوعية، في البر والبحر والجو.

لن تعيد عقارب الساعة للوراء

ومن جانبه، يقول الخبير الروسي سيرغي ليونكوف، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن عملية حماس كشفت قوة الردع الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، وهذا سيضع على إسرائيل عبئاً نفسياً وأمنياً قد يمتد لسنوات بغض النظر عن النتائج النهائية لتلك الحرب، لافتاً إلى أن استرداد مصداقية الردع الإسرائيلي سيقتضي رداً أكبر من أي توقعات بما في ذلك عملية عسكرية برية في عمق القطاع.

ويضيف:” أعتقد سيتم محاسبة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز “الشاباك”، المسؤول الأول عن تقدير الموقف في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودون إعفاء “الموساد” و”أمان” من بعض المسؤولية ما قد يطيح ببعض المسؤولين في تلك الأجهزة، وربما تطول المحاسبة قادة بالجيش الإسرائيلي”.

  • حماس استطاعت تغيير مسار الاشتباك المعتاد ونجحت بالمناورة وتشتيت الانتباه في وتسجيل نقطة على إسرائيل وأنظمتها الدفاعية والاستخباراتية.
  • عملية إسرائيل “السيوف الحديدية” بلا رمزية وتم اختيار الاسم على عجّل بسبب حالة الإرباك وحتى لو وصلت لذروتها لن تتمكن من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *