تهدد الحرب بين إسرائيل وحماس باضطرابات أوسع نطاقا وتبدد الآمال “في شرق أوسط أكثر هدوءا”، إذ من شأن الصراع أن يؤجج التوترات في أنحاء المنطقة التي شهدت قبل عقد انتفاضات وصراعات “دون حلول”، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة أميركية.
وتنقل “نيويورك تايمز” أنه بينما يشن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، تشتبك قواته أيضا على جبهة لبنان، وذكرت تقارير لم تؤكدها إسرائيل شن ضربات، الخميس، على المطارين الرئيسيين في سوريا المجاورة، فيما أصدرت الجماعات المسلحة في العراق واليمن تهديدات ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إنه بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لغزو بري محتمل لقطاع غزة، قد يتحول “الجحيم الذي يندلع من غزة إلى كابوس محتمل للمنطقة بأكملها” ما يهدد بزعزعة استقرار لن تقتصر على إسرائيل والأراضي الفلسطينية فحسب، بل قد تصل إلى مصر والعراق والأردن ولبنان.
وينقل التقرير عن محللين قولهم إن هجوم حماس لم يكن أعنف هجوم على إسرائيل منذ عقود فحسب، بل كان أيضا صدمة للمسؤولين في إدراة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعدما كانوا يروجون لنجاحهم في تهدئة أزمات الشرق الوسط.
وترى الصحيفة أن النزاع نكسة أيضا للسعودية والإمارات اللتين أمضتا السنوات القليلة الماضية في إعلان التزامهما بتخفيف التوترات الإقليمية والتأكيد بأن الوقت قد حان للتركيز على التنمية المحلية.
يقول محمد باهارون، رئيس مركز أبحاث بهوث، ومقره دبي للصحيفة الأميركية: “نحن نتراجع إلى الوراء”، مضيفا “فجأة، الوضع يتجسد بأناس يقتلون آخرين، وأناس يهتفون لآخرين لقتلهم”.
وقالت آنا جاكوبس، كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات، لنيويورك تايمز: “إلى أن تبدأ معالجة الدوافع السياسية للصراع، وخاصة سوء الإدارة، بجدية، سيكون من الصعب على الاستقرار الإقليمي أن يترسخ بطريقة جدية”.
أمضى المسؤولون السعوديون والإماراتيون السنوات القليلة الماضية في الترويج لما وصفوه بأنه نهج جديد، يركز على الدبلوماسية الاقتصادية وتخفيف حدة التوترات.
وفي عام 2020، أقامت الإمارات والبحرين والمغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، متراجعة عن موقفها الرافض للاعتراف بها قبل إنشاء دولة فلسطينية.
وهذا العام، أعادت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران، منافستها الإقليمية. وفي الآونة الأخيرة، كان المسؤولون السعوديون يتحدثون مع المسؤولين الأميركيين حول صفقة محتملة لإقامة علاقات مع إسرائيل.
والآن، يكافح القادة لإنقاذ خططهم من خلال موجة من المكالمات والاجتماعات، وفق الصحيفة. وقال مسؤول عربي لنيويورك تايمز إن قطر وتركيا ومصر تعمل مع الولايات المتحدة لمحاولة احتواء الصراع مع إسرائيل وحماس من خلال التحدث مع أطراف مختلفة، بما في ذلك إيران.
ويضيف المسؤول العربي، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب تعطيل المحادثات الحساسة، أن وصول الصراع بالكامل إلى لبنان أو إقحام إيران فيه مباشرة فذلك يعني أن الأمر سيتحول إلى كارثة.
زيارة قاآني واجتماع نصرالله.. صحيفة تكشف “روابط إيرانية” بهجوم حماس
تجددت التساؤلات حول علاقة إيران بحماس الفلسطينية، بعد الهجوم العنيف الذي نفذه عناصر من الحركة على مناطق إسرائيلية، راح ضحيته أكثر من 1300 قتيل ومئات الجرى وعدد من المختطفين.
ويشتبك الجيش الإسرائيلي منذ عدة أيام مع مسلحين في لبنان، موطن حزب الله.
وفي العراق، ملأ أكثر من 500 ألف شخص ساحة التحرير في العاصمة، بغداد، الجمعة، في استعراض لدعم الفلسطينيين.
وبعد أن دعا رجل الدين الشيعي القومي، مقتدى الصدر، إلى النزول للشارع، تدفق الناس من أحياء بغداد الأكثر فقرا للانضمام إلى صلاة الجمعة وتتخللت الاحتجاجات هتافات “لا، لا لإسرائيل” و “لا، لا لأميركا”.
كما خرجت احتجاجات، الجمعة في الأردن والبحرين ولبنان.
وقال محمد اليحيى، وهو محلل سعودي وزميل بارز في مبادرة الشرق الأوسط في مركز بيلفر بجامعة هارفارد، للصحيفة: “في الوقت الحالي، هناك الكثير من الدول في المنطقة لديها شباب ساخطون واقتصادات سيئة وأشخاص يكافحون بشكل عام وينظرون إلى هجوم حماس كمصدر للكرامة، وهذا أمر خطير”.
وشنت إسرائيل غارات على قطاع غزة وأعلنت فرض حصار عليها عقب الهجوم الأكثر دموية على المدنيين الذي نفذته حركة حماس يوم السبت.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية ارتفع إلى أكثر من 1300 شخص.
كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء، وأكدت وزارة الصحة في غزة، الخميس، أن 1900 فلسطينيا لقوا حتفهم في ضربات جوية إسرائيلية على القطاع المحاصر، منذ يوم السبت.