الرد على إيران.. الولايات المتحدة تحث إسرائيل على “الحذر وعدم التسرع”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

يجمع إسرائيليون على أن إيران هي الخصم اللدود وأنها المحرك الرئيسي للجماعات المسلحة المعادية الإقليمية، بينها حركة حماس، التي هاجمتهم في أكتوبر الماضي.

ويرى محللون تحدثوا لوكالة بلومبرغ أن أذرع إيران يشعرون بالقوة أكثر بعد الهجوم الذي استهدف، إسرائيل، السبت، ما يضع الأخيرة في مواجهة متعددة.

الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هيمان، أشار إلى أن “إسرائيل تصرفت الليلة الماضية للمرة الأولى كجزء من تحالف” في إشارة إلى تعاون الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل نفسها في صد الهجوم الإيراني.

في المقابل يقول المتحالفون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه إذا لم ترد إسرائيل بشكل “مؤلم وسريع”، فمن المرجح أن ترى إيران والميليشيات التابعة لها في جميع أنحاء المنطقة في ذلك ضعفا.

وقال وزير الأمن القومي الإسرائلي إيتامار بن غفير: “نحن الآن بحاجة إلى هجوم ساحق”.

والسبت، هاجمت إيران إسرائيل بنحو 100 صاروخ بالستي متوسط المدى وأكثر من 30 صاروخ كروز وما لا يقل عن 150 مسيّرة هجومية، وفقا لمسؤول عسكري أميركي. 

وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته أكثر من 350 مقذوفا، وقال إن 99 في المئة منها دُمّر.

وجاء الهجوم الإيراني ردا على ضربة منسوبة إلى إسرائيل في الأول من أبريل ضد قنصلية طهران في دمشق قُتل فيها سبعة أعضاء من الحرس الثوري، بينهم جنرالان.

وقال آفي ميلاميد، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق في حديث، إنه يأمل أنه بعد الهجوم الإيراني، ستكون الولايات المتحدة أكثر تعاطفا مع إصرار إسرائيل على مهاجمة رفح وتفكيك حماس.

جبهة غزة

أشار وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، إلى فكرة مماثلة في منشور على منصة “أكس”، قائلاً: “حان الوقت لتعلم الدروس، وتغيير الاتجاه، والاستمرار في هجوم رفح الآن واستعادة السيطرة الإسرائيلية الكاملة على جميع أنحاء غزة”.

وقد حذرت الولايات المتحدة من مثل هذه العملية بسبب مئات الآلاف من المدنيين الذين لجأوا إلى رفح والأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة.

نتانياهو يعلن “تحديد موعد” الهجوم على رفح

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الاثنين، أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.

ميلاميد عاد مؤكدا “إذا رأت حماس الهجوم الإيراني واعتقدت أنها ستظل واقفة على قدميها، فهذه أخبار سيئة للجميع”.

يذكر أن حماس رفضت العرض الإسرائيلي الأخير بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بالسجناء، وهو دليل إضافي في نظر البعض على أن حلفاء إيران يشعرون بالجرأة بدلاً من الخوف، بعد هجوم السبت.

لكن عاموس يادلين، المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، يرى الأمر بشكل مختلف.

وقال يادلين في حديث للوكالة إن “هجوم الليلة الماضية قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي في الحرب بغزة وحتى نهايتها”. 

وتابع “لقد تعرضت حماس لضربة قاسية بما فيه الكفاية، ويمكن لإسرائيل الآن أن توافق على صفقة بشأن عودة جميع الرهائن لديها مقابل وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة واستعادة شرعيتها الدولية”.

جبهة حزب الله والحوثي

وبحسب بلومبرغ، تتمثل المعضلة الأخرى التي تواجه إسرائيل في حدودها الشمالية مع لبنان حيث تقاتل حزب الله المدعوم من إيران، ما أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على الجانبين على ترك منازلهم. 

وترى إسرائيل أن إيران تقف وراء هذا الصراع أيضًا، وتقول إنها يجب أن تكون قادرة على إعادة مواطنيها إلى منازلهم – إما بالدبلوماسية أو بالقوة.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الخميس بجعل أعداء بلاده يدفعون “ثمن كلّ اعتداء”، في أعقاب إطلاق وابل من الصواريخ من لبنان.

لكنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أكّد رفض بلاده “أيَّ تصعيد عسكري” من أراضيه.

وشدّد ميقاتي عقب استقباله وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، على “إدانة لبنان وشجبه عمليّة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان”، موضحًا أنّ بلده “يرفض مطلقًا أيّ تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانيّة لتنفيذ عمليّات تتسبّب بزعزعة الاستقرار القائم”. 

وقال نتانياهو في مستهلّ اجتماع الحكومة الأمنيّة الإسرائيليّة المصغّرة “سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمن كلّ اعتداء” وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

إلى ذلك، قد تواجه إسرائيل تصاعدا لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

والأحد الماضي، أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون أيضا من إيران “استهداف سفينتين إسرائيليتين وأخرى بريطانية”.

ومنذ نوفمبر، شنّ الحوثيون المتمردون عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن. 

ويقول المتمردون إنّ هذه الهجمات تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

والاثنين، قالت القيادة المركزية الأميركية، إن قواتها المدعومة بمدمرات القيادة الأميركية في أوروبا دمرت في 13 و14 أبريل أكثر من 80 طائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه وما لا يقل عن ستة صواريخ باليستية كانت موجهة لمهاجمة إسرائيل من إيران واليمن.

وأضافت في منشور على منصة “أكس” أن هذا يشمل صاروخا باليستيا على منصة إطلاقه وسبع طائرات مسيرة دمرت على الأرض قبل إطلاقها في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *