قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلقت مجموعة أعباء لا مثيل لها على العمليات العسكرية الإسرائيلية، معتقدا في الوقت نفسه أن “إسرائيل لديها الحق والواجب في إجراءاتها ضد حماس”.
وفي معرض تعليقه على ذلك، وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري التقييم الأميركي بالواقعي للغاية، بمقارنة ما يجري حاليا في معركة “طوفان الأقصى” والحروب السابقة بدءا من 1948 ومرورا بـ 1956 و1967 و1973 و2006 وصولا إلى الحروب الإسرائيلية على غزة (2008، 2012، 2014، 2021).
وأوضح الدويري – خلال تحليله للجزيرة- أن المعارك السابقة كانت بين جيوش نظامية تخوض حروبا تقليدية، وكان لجيش الاحتلال وسلاح الجو الذراع الطولى وأثبت تميزه فيها، ليفرض وقائع ميدانية على الجيوش العربية خاصة عام 1967 و1973.
لكن “طوفان الأقصى” دخلت شهرها السادس، حيث لم تعتد إسرائيل -وفق الدويري- على هذا الإطار الزمني دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها، وزيادة على ذلك فإنها فعليا فشلت في تحديد أهدافها في ظل التضارب بالرؤى بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت ورئيس أركانه هرتسي هاليفي.
ويضيف الدويري أن إسرائيل تواجه تحديات جمة إذ ليس لديها تجربة القتال في حرب المدن والعصابات، إضافة إلى وجود شبكة أنفاق متشعبة ومعقدة، “لذلك فإن إدارة المعركة من المقاومة كانت ناجعة، في حين أنها تنقل الاحتلال من فشل إلى فشل”.
ونفذت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسرت ما لا يقل عن 240 أطلق ما يزيد على 100 خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/نشرين الثاني الماضي.