الحمامات الذكية في الحرمَيْن.. نقلة نوعية نحو التقنيات الحديثة في خدمة المعتمرين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قال الباحث والمستشار الهندسي المعتمد من الهيئة السعودية للمهندسين والمدير التنفيذي ورئيس منتدى النخبة الفكري، الدكتور المهندس سلمان الهشبول، إن الحرمَيْن المكي والنبوي يُعدَّان من أكثر الأماكن قدسية وزيارة في العالم؛ إذ يتوافد عليهما ملايين المسلمين من مختلف بقاع الأرض؛ لأداء الشعائر الدينية.

وأضاف المهندس الهشبول بأنه مع هذا التوافد الهائل تبرز الحاجة إلى وجود المرافق العامة، وعلى رأسها دورات المياه، التي تتوافر بشكل رائع؛ لضمان أعلى مستويات النظافة، الراحة والاستدامة. ومن هنا تأتي الحمامات الذكية كحل مبتكر، يجمع بين التكنولوجيا الحديثة ومتطلبات الزوار؛ لتقديم تجربة أفضل وأكثر كفاءة.

وأشار الهشبول إلى أن الحمامات الذكية هي مرافق تستخدم أحدث التقنيات، مثل الاستشعار التلقائي، الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT)؛ لتحسين تجربة المستخدم، وتقليل استهلاك المياه والطاقة، وتعزيز معايير النظافة العامة.

وتابع: خلال موسمَي الحج والعمرة يزداد الضغط على مرافق الحرمَيْن؛ ما يتطلب حلولاً سريعة وفعَّالة؛ لإدارة النظافة وسهولة الاستخدام.

وتتميز الحمامات الذكية بإمكانية استخدام المراحيض بدون لمس؛ ما يقلل من انتشار الجراثيم والأمراض، وهو أمر بالغ الأهمية في أماكن التجمعات الكبرى.

وواصل: كما تسهم في ترشيد استهلاك المياه؛ إذ تعتبر السعودية من الدول التي تعاني شُحَّ المياه. وتوفر الحمامات الذكية استهلاكًا محسوبًا ودقيقًا للمياه عبر تقنيات التدفق الذكي، كما أنها تساعد في تحسين إدارة الصيانة؛ إذ توفر أنظمة المراقبة الذكية والتنبيهات التلقائية للصيانة عند حدوث تسربات أو أعطال؛ وهو ما يضمن استمرارية الخدمة دون انقطاع.

وأبان أن أبرز تقنيات الحمامات الذكية في الحرمين تتضمن الاستشعار التلقائي للمياه والصابون؛ إذ تعمل الصنابير أوتوماتيكيًّا عند الحاجة فقط؛ ما يقلل الهدر، كما تعتمد على تقنية التنظيف الذاتي، التي تتيح تعقيم المراحيض وأسطح الحمام بشكل دوري دون تدخُّل بشري.

وكشف أنها تشمل أيضًا إدارة الطاقة الذكية، من خلال استخدام الإضاءة التلقائية، والتدفئة الذكية لمقاعد المراحيض عند الحاجة فقط، إضافة إلى إمكانية المراقبة عن بُعد؛ إذ تسمح للجهات المسؤولة عن الصيانة بمراقبة مدى امتلاء الخزانات، واستهلاك المياه، وحالة النظافة.

كما يتم استخدام مواد مضادة للبكتيريا في التصنيع؛ ما يعزز مستوى التعقيم والنظافة داخل الحمامات.

ولفت إلى أن الحمامات الذكية تساهم في تحسين تجربة الزوار والمعتمرين عبر توفير مرافق حديثة وسهلة الاستخدام، كما تقلل الضغط على فِرق الصيانة والتنظيف؛ إذ تعمل المرافق بشكل آلي، وتحتاج إلى تدخُّل أقل. كما تساعد هذه التقنيات الحديثة في رفع مستوى الاستدامة عبر الحد من هدر الموارد الطبيعية، مثل المياه والطاقة، إضافة إلى تعزيز الصحة العامة، وتقليل فرص انتشار العدوى بين الزوار من مختلف دول العالم.

وختم: التحول نحو الحمامات الذكية في الحرمين الشريفين يُمثِّل نقلة نوعية في إدارة المرافق العامة، ويعكس التوجه المستقبلي نحو تبنِّي التكنولوجيا لخدمة الحجاج والمعتمرين.

ومع استمرار الجهود التطويرية في مشاريع الحرمين فإن هذه الخطوة ستسهم في تحقيق أقصى درجات الراحة والتنظيم لزوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي، بما يتماشى مع رؤية 2030 في تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *