ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الخميس، نقلا عن 7 ضباط عسكريين و3 مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هويتهم، أن “العسكريين والسياسيين في البلاد منقسمون” بشأن التوغل البري في قطاع غزة، رغم جاهزية الجيش.
وقال هؤلاء الأشخاص الـ10، إن “تأجيل التوغل البري الإسرائيلي لقطاع غزة، يهدف إلى منح المفاوضين مزيدا من الوقت لمحاولة تأمين إطلاق سراح المختطفين من قبل حركة حماس في القطاع”.
وذكرت الصحيفة أن “القادة السياسيين والعسكريين مختلفون حول كيفية التوغل، ومتى يجب أن يكون، وحتى إذا ما كان التوغل ضروريا للرد على هجمات حماس”.
وفي 7 أكتوبر، شنت حركة حماس هجمات على إسرائيل، تضمنت تسلّل المئات من مسلحيها إلى بلدات غلاف غزة، وإطلاق آلاف الصواريخ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الهجمات، بقصف مكثف على غزة تسبب بمقتل أكثر من 7000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ومن بينهم نساء وأطفال، بحسب آخر حصيلة للسلطات الصحية في القطاع الفلسطيني.
إسرائيل ترفع حدة هجماتها على غزة.. ودول عربية تستنكر
نفذت القوات الإسرائيلية أكبر هجوم بري في قطاع غزة خلال الليل، في حربها المستمرة منذ 20 يوما مع حماس، وسط تزايد الغضب في الدول العربية من القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع الفلسطيني المحاصر.
وتحتشد القوات الإسرائيلية على حدود القطاع، وهي جاهزة للتحرك متى ما طلب منها ذلك. ويشعر القادة الإسرائيليون أن التوغل البري “يمكن أن يدخل الجيش في حرب مدن صعبة داخل غزة”، وفق الصحيفة.
ويخشى آخرون “نشوب صراع أوسع نطاقا، حيث من الممكن أن تطلق جماعة حزب الله اللبناني صواريخ بعيدة المدى باتجاه المدن الإسرائيلية”.
كما أن هناك جدل حول “ما إذا كان سيتم تنفيذ التوغل البري من خلال عملية واحدة كبيرة، أو سلسلة من العمليات الأصغر”، ثم هناك أسئلة حول “من سيحكم غزة” بعد التخلص من حماس.
“غموض يعكس انقسامات”
وتسيطر حركة حماس المصنفة على قائمة الإرهاب على قطاع غزة منذ عام 2007، لكن القادة الإسرائيليين، الذين تعهدوا بالانتقام من حماس بسبب هجومها في السابع من أكتوبر، “لم يتفقوا بعد على كيفية القيام بذلك، على الرغم من أن الجيش قد يتحرك الجمعة”، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويعتقد محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد؛ لأنه مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته بالفعل، فإنه يخشى أن يتم إلقاء اللوم عليه إذا فشلت العملية البرية”.
وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وهي مجموعة بحثية مقرها القدس: “كل المؤشرات تشير إلى أنه سيحاول البقاء”.
ورفض مكتب نتانياهو التعليق على هذا التقرير، وأحال أحد المراسلين بدلا من ذلك إلى خطاب ألقاه، ليلة الأربعاء، ووعد فيه بـ”تدمير حماس”، دون وصف طريقة أو توقيت مثل هذه العملية.
وقال نتانياهو في الخطاب: “لقد حددنا هدفين لهذه الحرب: القضاء على حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والإدارية، وبذل كل ما في وسعنا لإعادة الرهائن إلى الوطن”.
وأضاف: “نحن نستعد للتوغل البري. لن أذكر متى أو كيف أو كم عددها، أو الاعتبارات العامة التي نأخذها في الاعتبار، والتي معظمها غير معروف للجمهور”.
وبحسب تقرير “نيويورك تايمز”، فإن “هذا الغموض يعكس الانقسامات في مجلس الوزراء، حول ما إذا كان يجب السماح بتوغل بري كامل لغزة، مما قد يدفع القوات البرية إلى معركة حضرية شاقة ضد الآلاف من مسلحي حماس المختبئين داخل شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض”.
أخطاء 11 سبتمبر الأميركية.. هل تتجنبها إسرائيل؟
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أعلنت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، وأطلقت حملتين عسكريتين في العراق وأفغانستان، لكن الجهود لم تحقق جميع أهدافها
وأشار تقرير الصحيفة الأميركية، إلى أن الوزراء الإسرائيليين “يدرسون أيضا خطة أقل طموحا، تتضمن عدة عمليات توغل محدودة، تستهدف جزءا صغيرا من الجيب الساحلي الفلسطيني في كل مرة”.
وقال داني دانون، أحد كبار المشرعين في الكنيست من حزب الليكود، الحزب اليميني البارز الذي يتزعمه نتانياهو، إن لديهم “حكومة ذات آراء مختلفة”.
وأضاف دانون، وهو عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي: “قد يقول البعض إن علينا أن نبدأ – وبعد ذلك يمكننا التفكير في المرحلة التالية”.
وتابع: “لكننا كقيادة وكرجال دولة، علينا أن نحدد الأهداف، ويجب أن تكون واضحة للغاية. لا ينبغي أن تكون (تلك الأهداف) غامضة”.