أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إطلاق سراح رهينتين أميركيتين احتجزتهما حماس خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، ما استدعى بترحيب عدد من الدول بالإفراج عنهما.
ووجه بايدن شكره لكل من قطر وإسرائيل في المساهمة بالإفراج عن جوديث، وابنة زوجها، ناتالي رعنان.
وقال الرئيس الأميركي: “اليوم نجحنا في تأمين إطلاق سراح الأميركيين اللذين احتجزتهما حماس كرهينتين خلال الهجوم الإرهابي المروع ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر”.
وأضاف “لقد تحمل مواطنونا محنة رهيبة خلال الأيام الأربعة عشر الماضية، وأنا أشعر بسعادة غامرة، لأنهم سوف يجتمعون قريباً مع عائلاتهم. الأسرة التي دمرها الخوف”.
ودعا بايدن إلى احترام خصوصية الرهينتين المفرج عنهما في هذه اللحظة، مؤكداً أنهما سيحصلان وعائلاتهم على الدعم الكامل من حكومة الولايات المتحدة أثناء تعافيهم.
وأكد البيان أنه ومنذ اللحظات الأولى لهذا الهجوم، جرى العمل على مدار الساعة لتحرير المواطنين الأميركيين الذين احتجزتهم حماس كرهائن، وتابع الرئيس الأميركي: “لن نتوقف عن جهودنا لتأمين إطلاق سراح أولئك الذين ما زالوا محتجزين”.
وأعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن سعادته بتأمين إطلاق سراح الرهينتين، مؤكدا أنه تحدث إليهما.
وذكر عبر تغريدة في وقت لاحق، الجمعة: “تحدثت للتو إلى أميركيتين بعد أن احتجزتا كرهائن لدى حماس، أكدت لهما أن حكومتهما ستدعمهما كليا في رحلة المداواة والشفاء”.
وشدد الرئيس الأميركي أنه والسيدة الأولى، جيل، “نحمل في قلوبنا كل عائلات الأميركيين المفقودين”.
بدوره أكد وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، أنه لا يزال هناك 10 أميركيين مجهولي المصير لدى حماس، وذلك في مؤتمر صحفي عقب الإفراج عن الرهينتين.
من هما الرهينتان الأميركيتان اللتان أفرجت عنهما حماس؟
لم تتخيل جوديث، وابنة زوجها، ناتالي رعنان، أن رحلتهما من شيكاغو إلى إسرائيل ستنتهي في قبضة حماس، التي أعلنت، الجمعة الإفراج عن الأميركيتين، بعد جهود وساطة قطرية.
ورفض بلينكن التحدث عن ظروف الرهينتين “احتراماً لخصوصيتهما”، مضيفاً في سياق رده على سؤال من صحفي “لم تكن لدينا فرصة لإرسال فريق لمواكبة أوضاعهم بعد”.
وقال بلينكن إن الأميركيتين اللتين أفرج عنهما، تتواجدان داخل قاعدة عسكرية أميركية في إسرائيل، أكد أنهما ستصلان للسفارة الأميركية لدى إسرائيل قريبا.
وشدد بلينكن على أن الإدارة الأميركية تعمل كل دقيقة لإطلاق سراح الرهائن لدى حماس، داعيا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، لافتا إلى تواجد أكثر من 200 رهينة في قطاع غزة، محملاً حماس مسؤولية سلامة الأميركيين المحتجزين لديها.
بلينكن بعد الإفراج عن رهينتين: لا يزال هناك 10 أميركيين مجهولي المصير بغزة
أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه لا يزال هناك 10 أميركيين مجهولي المصير لدى حماس، في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة المصنفة إرهابية على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
من جهتها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، أنها ساهمت في الإفراج عن رهينتين أميركيتين لدى حماس “بنقلهما من غزة إلى إسرائيل”.
وقالت رئيسة اللجنة ميريانا سبولجاريك إيجر في بيان: “ساعدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تسهيل عملية الإفراج من خلال نقل الرهينتين من غزة إلى إسرائيل، ما يؤكد التأثير الواقعي لدورنا كفاعل محايد بين الأطراف المتحاربة”.
وأضافت “تواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورا. ونحن على استعداد لزيارة الرهائن المتبقين وتسهيل أي عمليات إفراج في المستقبل”.
وشددت على أنه “أثناء احتجازهم، يجب السماح للرهائن بتلقي المساعدة الإنسانية والرعاية الطبية”.
من جهته أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتانياهو، في بيان، إطلاق حماس سراح الرهينتين الأميركيتين، مشيرا إلى أنهما في طريقهما إلى قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل. وشدد نتنياهو على انه “لن يتخلى عن جهود تحرير جميع المحتجزين لدى حماس”.
وكان الناطق باسم “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، المصنفة إرهابية، قد أكد في بيان إن إطلاق سراح الرهينتين “جاء استجابةً لجهود قطرية”، وأضاف “أطلقنا سراح محتجَزتين أميركيتين (أم وابنتها) لدواعٍ إنسانية”.
وأعلنت حماس في بيان لها أنها تعمل مع جميع الوسطاء لإغلاق ملف المدنيين المحتجزين لديها في قطاع غزة “حال توفرت الظروف الأمنية المناسبة لذلك”، على حد قولها.
وأضافت حماس أنها وفي إطار التزامها مع كل الوسطاء، “وخاصة الأشقاء في مصر وقطر وغيرهم من الدول الشقيقة والصديقة، تم اليوم في غزة، تسليم سيدة وابنتها تحملان الجنسية الأميركية، بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة”.
وفي أول تعليق رسمي من الجانب القطري، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في بيان أن قطر “ستواصل الحوار مع إسرائيل وحماس على أمل إطلاق سراح كل الرهائن المدنيين من جميع الجنسيات”.
وأضاف الأنصاري: “يأتي الاختراق اليوم بعد أيام كثيرة من الاتصالات المتواصلة مع جميع الأطراف المعنية”.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية القطرية قائلًا: “سنواصل حوارنا مع الإسرائيليين وحماس، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى الإفراج عن كل الرهائن المدنيين من كل الجنسيات، بهدف تخفيف حدة الأزمة الحالية واستعادة السلام”.
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، أن قطر أدت دورا رئيسيا في إفراج حركة حماس الفلسطينية عن الرهينتين الأميركيتين.
وقال ماكرون لعدد من الصحفيين: “هذه نتيجة جيدة للغاية توصل إليها المفاوضون، وأدت فيها قطر دورا مهما جدا”، مضيفا أنه لا يستبعد التوجه إلى المنطقة في “الأيام المقبلة” اعتمادا على محادثاته مع القادة الإقليميين.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، قوله إن إطلاق سراح الأميركيتين كان “خطوة أولى والمناقشات مستمرة من أجل إطلاق سراح المزيد”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق، الجمعة، أن معظم المختطفين في غزة ما زالوا على قيد الحياة.
وقال متحدث عسكري في بيان إن “غالبية الرهائن على قيد الحياة. هناك أيضا جثث تم أخذها… إلى قطاع غزة”، موضحا أنه “من بين نحو 200 رهينة موجودين حاليا في قطاع غزة، أكثر من 20 قاصرا (تقل أعمارهم عن 18 عاما)، وبين 10 إلى 20 رهينة تزيد أعمارهم عن 60 عاما”.