يرى تيري شوبلات أن الخطاب السنوي للرئيس الأميركي عن حال الاتحاد “كان الخطاب الذي نحلم بكتابته وبعد ذلك، نأمل ألا نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى”، وهو رأي يبديه العديد من كتّاب الخُطَب، مؤكدين أن إعداد الكلمة التي سيلقيها جو بايدن، الخميس، مهمة مرهقة ومثيرة للإحباط.
يقول هذا المساعد السابق لباراك أوباما: “إنه بالتأكيد واحد من أكثر الخطب الرئاسية المرتقبة لهذا العام”، تبثه القنوات التلفزيونية في أوقات الذروة، لكنه “نادرا ما يُحدث تغييرا في ديناميكية الولاية الرئاسية”.
وعندما يلقي بايدن الذي أمضى ثلاثة أيام في منزله في كامب ديفيد لإعداد خطابه، كلمته هذه سيشكل ذلك خاتمة أشهر من العمل الشاق.
وقالت سارادا بيري وهي أيضا من كتاب الخطب السابقين في عهد أوباما إنه في “أكتوبر أو نوفمبر” يبدأ جمع الأفكار من الوزارات والإدارات وأرقام الميزانية.
وأضافت أن مسودة أولى تكتب قبل عيد الميلاد لكن “الأمور الجدية تبدأ فعليا بعد العودة من عطل نهاية العام” والهدف هو “نسج رواية” متماسكة.
أكدت سارادا بيري أن ذلك يشبه “+سوبربول+ لأقلام الرئيس”، في إشارة إلى نهائي دوري كرة القدم الأميركية أهم حدث رياضي سنوي في الولايات المتحدة.
و”الخطاب عن حال الاتحاد” مدرج في الدستور الأميركي الذي ينص على أن يقوم الرئيس “بإطلاع الكونغرس دوريا على حالة الاتحاد”.
وأول رئيس أميركي نفذ هذا البند كان جورج واشنطن بأقصر خطاب حتى اليوم بلغ عدد كلماته الألف ونيف، مقابل أكثر من تسعة آلاف كلمة لخطاب جو بايدن العام الماضي.
وبعد واشنطن، اكتفى الرؤساء الأميركيون برسائل خطية. ولم ترسّخ تقاليد مثول مهيب أمام جميع البرلمانيين، قبل أن يتولى وودرو ويلسون الرئاسة في 1913.
أما عبارة “الخطاب عن حال الاتحاد” فقد فرضت بعد الحرب العالمية الثانية.
ويوضح تيري شوبلات “ليس لدينا ملك، لكن في تلك اللحظة عندما يعلن عن وصول الرئيس ويدخل (إلى قاعة الكونغرس) يتخذ الأمر بعدا ملكيا”، مشيرا إلى أن اهمية الخطاب تكمن أيضا في هذه اللحظة المسرحية.
وأضاف محرر معظم خطب أوباما “لدينا نصف الجمهور (أعضاء حزب الرئيس) يقف ويصفق، والنصف الآخر يجلسون مكتوفي الأيدي، وهذا يمكن أن يكون لقطات جيدة للتلفزيون”.
وكان الرئيس الديمقراطي السابق حاول اختصار خطابه إلى ثلاثين دقيقة من دون جدوى. وقال شوبلات إن “الضغوط كبيرة جدا” لنذكر الصحة والتعليم والسياسة الخارجية والبيئة والقدرة الشرائية في الوقت نفسه، والهجرة والأمن والتكنولوجيا.
وقالت سارادا بيري “في كل عام كنا نقول لأنفسنا +هذه المرة سنجعله أقصر، وسنفعل شيئا ملهما وسنروي قصة+. وبالتأكيد في كل مرة يكون لدينا خطاب يستمر لساعة على الأقل” يشبه دليلا لوعود جميلة واستحضارات ممتعة لقرارات سابقة .
تصفيق
والعام الماضي، تحدث جو بايدن لأكثر من سبعين دقيقة. أما صاحب الرقم القياسي فهو الرئيس السابق بيل كلينتون الذي تحدث لمدة ساعة و28 دقيقة في العام 2000.
ويعترف “القلمان” بأنه ليست العبارات التي أتقنا صياغتها بل اللحظات العفوية والحوادث الجانبية هي التي تضفي نكهة على “خطاب حال الاتحاد”.
ومثال على ذلك حين مزقت الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب حينذاك، نسختها من الخطاب الذي كان قد ألقاه للتو الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في 2020 وهي تقف خلفه تماما.
ويتذكر تيري شوبلات التصفيق الطويل في الكونغرس في يناير 2014، عندما حيا باراك أوباما بين الحضور جنديا أصيب بجروح خطيرة في أفغانستان.
وقال شوبلات الذي سيصدر قريبا كتابا عن تجربته إن “هذه هي اللحظات تبقى في الأذهان ويتحدث عنها الناس في اليوم التالي في العمل أو مع العائلة”.
وسيجلس الكاتبان الخميس أمام التلفاز مساء الخميس، من دون حنين كبير إلى الماضي، وقالت سارادا بيري ضاحكة “سأكون سعيدة بأنني مجرد متفرجة”.