“التعليق الأكثر حدة”.. دعوات من نائبة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل وحماس

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

دعت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاري، الأحد، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مطالبة حماس بالموافقة على “مقترح الستة أسابيع”، وإسرائيل بزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر، حيث قالت إن الأبرياء يواجهون “كارثة إنسانية”.

وفي بعض أكثر التعليقات حدة حتى الآن على لسان كبار القادة في الحكومة الأميركية ممن دعوا إسرائيل إلى تخفيف الأوضاع في غزة، مارست هاريس ضغوطا على الحكومة الإسرائيلية، وذكرت سبلا معينة يمكن من خلالها إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع المكتظ بالسكان الذي يواجه مئات الآلاف فيه مجاعة، في أعقاب الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أشهر، وفقا لرويترز.

وقالت هاريس أثناء وجودها في سيلما بولاية ألاباما للاحتفال بالذكرى الـ59 لمسيرة الحقوق المدنية أو ما بات يعرف بـ”الأحد الدامي”، إنه “نظرا للحجم الهائل للمعاناة في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار. هناك اتفاق على الطاولة،  وكما نقول يتعين على حماس الموافقة على هذا الاتفاق. دعونا نتوصل لوقف إطلاق نار”.

وأضافت “يتضور الناس جوعا في غزة. الظروف غير آدمية وإنسانيتنا المشتركة تلزمنا بالتحرك”. وأضافت “لا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار”.

ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، تعكس تصريحات هاريس، الجهود الأخيرة الأخيرة التي تبذلها إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق، وجاءت قبل يوم واحد من اجتماعها مع مسؤول كبير في مجلس الحرب الإسرائيلي الذي يشارك في التخطيط للحرب، بيني غانتس. 

وأظهرت لهجتها، الأكثر حدة وإلحاحا، وفقا للصحيفة، الإحباط المتزايد لدى البيت الأبيض تجاه إدارة إسرائيل للحرب في غزة، حيث تأتي، بعد أسابيع قليلة من وصف الرئيس رد إسرائيل على الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر بأنه “مبالغ فيه”.

وفي السياق ذاته، اعتبر موقع “أكسيوس”، أن تصريحات هاريس، تضمنت “الاعتراف الأكثر شمولا من جانب إدارة بايدن بالمعاناة في غزة وأقوى دعوة لوقف إطلاق النار”.

وأضاف الموقع، أن التصريحات تأتي ضمن الضغوط التي تفرضها إدارة بايدن، من أجل وقف عاجل لإطلاق النار وإبرام اتفاق للرهائن، قبل بدء شهر رمضان يوم 10 مارس أو 11 منه.

تحركات دبلوماسية

وتتزايد الدعوات الدولية لوقف النار في مواجهة الوضع الصعب للفلسطينيين في القطاع المهدد بالمجاعة والمحاصر والذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر.

وكان وفد من حركة حماس المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة، قد وصل إلى القاهرة، الأحد، لإجراء المحادثات التي وصفت بأنها تهدف إلى تجاوز عقبة أخيرة محتملة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لستة أسابيع. لكن لم يتضح إن كان تم إحراز أي تقدم. 

وذكرت اصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن إسرائيل قاطعت المحادثات، بعدما رفضت حماس طلبها بتقديم قائمة كاملة لأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وتصر واشنطن على أن اتفاق وقف إطلاق النار وشيك، وتسعى إلى تطبيق هدنة بحلول شهر رمضان بعد أسبوع. وقال مسؤول أميركي، السبت، إن إسرائيل توافق على اتفاق إطاري.

ومن شأن إبرام اتفاق أن يؤدي إلى أول هدنة طويلة للحرب التي اندلعت منذ خمسة أشهر ولم تتوقف حتى الآن سوى لأسبوع واحد في نوفمبر. وسيتم إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

وقال مصدر مطلع، السبت، إن إسرائيل قد لا ترسل أي وفد إلى القاهرة ما لم تقدم حماس أولا قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهو مطلب قال مصدر فلسطيني إن حماس ترفضه حتى الآن.

وبعد وصول وفد حماس، ذكر مسؤول فلسطيني مطلع لرويترز أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق. ولم يرد تعليق رسمي.

وفي جولات سابقة من المفاوضات سعت حماس إلى تجنب مناقشة سلامة الرهائن الأفراد إلى ما بعد تحديد شروط إطلاق سراحهم.

وفي تحركات دبلوماسية أخرى، سيجتمع بيني غانتس العضو بحكومة الحرب الإسرائيلية مع هاريس في البيت الأبيض، الاثنين، كما سيجتمع مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في واشنطن، غدا الثلاثاء، بينما يزور المبعوث الأميركي، عاموس هوكستين بيروت، الاثنين، لمواصلة جهود وقف تصعيد الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، الأحد إن “لقاء نائبة الرئيس مع غانتس يندرج في إطار جهودنا المستمرة للتواصل مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب في غزة” وما بعدها. 

وبينما يقول مسؤولو الإدارة الأميركية، إن زيارة غانتس روتينية، يوضح موقع “أكسيوس” أن حقيقة أن البيت الأبيض “قرر مد السجادة الحمراء بمثل هذه الاجتماعات رفيعة المستوى تبدو بمثابة إشارة لكل من نتانياهو والجمهور الإسرائيلي”.

ولفت الموقع، إلى أن غانتس يبقى المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، والذي تشير استطلاعات الرأي إلى تفوقه على هذا الأخير.

إطلاق نار وفوضى

وسلط مقتل أكثر من 100 فلسطيني، الأسبوع الماضي، أثناء اقترابهم من شاحنة مساعدات في غزة الضوء على الأزمة الإنسانية الحادة في القطاع، وهي واقعة ذكرتها هاريس خلال كلمتها.

وقالت “لقد رأينا أناسا جياعا ويائسين يقتربون من شاحنات المساعدات محاولين ببساطة تأمين الغذاء لعائلاتهم بعد أسابيع من عدم وصول المساعدات تقريبا إلى شمال غزة، وقوبلوا بإطلاق النار والفوضى”.

وقالت إسرائيل، الأحد، إن مراجعة أولية أجرتها خلصت إلى أن معظم القتلى والمصابين سقطوا نتيجة تدافع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن القوات أطلقت في الغالب طلقات تحذيرية فقط.
وأضاف أن القوات “ردت تجاه عدة أفراد” في وقت لاحق بعد أن “اقترب عدد من المخربين من قواتنا وشكلوا تهديدا”.

لكن مسؤولا كبيرا بوزارة الصحة في غزة رفض نتائج هذه المراجعة.

وقال معتصم صلاح عضو لجنة الطوارئ في وزارة الصحة في غزة لرويترز، إن الرواية الإسرائيلية تتعارض مع إصابات بالأسلحة الرشاشة.

وأضاف “معظم الشهداء والإصابات برصاص من العيار الثقيل وليس من أسلحة خفيفة”.

وتابع “قول إن الناس استشهدت بسبب التدافع أو الدهس غير صحيح”.

وفي تصريحاتها أشارت هاريس إلى سبل معينة يمكن من خلالها للحكومة الإسرائيلية أن تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. 

وأضافت “عليهم فتح معابر حدودية جديدة، وليس فرض قيود غير ضرورية على توصيل المساعدات وحماية العاملين في المجال الإنساني ومواقع وقوافل المساعدات الإنسانية من أن تصبح أهدافا والعمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام كي يتسنى وصول المزيد من الغذاء والماء والوقود للمحتاجين”.

وتحت ضغوط من الداخل والخارج نفذت إدارة بايدن يوم السبت أول عملية إسقاط جوي للمساعدات على قطاع غزة، حيث أسقطت طائرة عسكرية أمريكية 38 ألف وجبة.

ويقول منتقدون، إن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات لها أثر محدود في تخفيف المعاناة، وإن من المستحيل تقريبا منع سقوط المساعدات في أيدي الجماعات المسلحة.

وقالت هاريس إن الولايات المتحدة، ستواصل إسقاط المساعدات جوا، وأضافت أن واشنطن تعمل على فتح ممر بحري جديد لإرسال المساعدات أيضا.

والأحد، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس عن ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء الحرب إلى 30410 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. 

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أودى بأكثر من 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، اختطف 250 شخصا رهائن واقتيدوا إلى قطاع غزة، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل التي ترجح مقتل 31 منهم في القطاع. 

ودمرت مساحات شاسعة من قطاع غزة، وأصبح جميع السكان تقريبا بلا مأوى. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ربع سكان غزة على شفا المجاعة.

وفي مشرحة خارج مستشفى في رفح، بكت نساء وانتحبن بجانب صفوف من جثامين تنتمي لعائلة أبو عنزة التي قُتل 14 من أفرادها في غارة جوية إسرائيلية خلال الليل.

وفي وقت لاحق، نُقلت الجثامين إلى إحدى المقابر ودفنت هناك، وكان من بينها جثمانان لرضيعين توأمين (ذكر وأنثى) أدخلهما المشيعون في المقبرة بعد تكفينهما.

وقالت والدتهما رانيا أبو عنزة، التي فقدت زوجها أيضا في الهجوم “راح قلبي.. والله ما شبعت منهم لسه”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *