البرهان بجوبا في ثاني زياراته الخارجية وتسجيل لحميدتي يتهمه بالتسبب في الأزمة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

قال وزير خارجية السودان المكلف، علي الصادق، إن جوبا هي الأفضل للتوسط لحل الصراع في بلاده، وذلك في أعقاب اجتماع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وفي إطار آخر استنكرت الخارجية السودانية لقاء ممثل للدعم السريع برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.

واجتمع البرهان وسلفاكير في جوبا لمدة أقل من ساعة، في زيارة هي الثانية للبرهان خارجيا بعد مصر التي زارها الأسبوع الماضي، عقب مغادرته الخرطوم.

وقال الصادق -في تصريحات صحفية عقب لقاء الطرفين- إن الدولتين كانتا دولة واحدة لفترة طويلة من الزمن، وتدركان المشكلات واحتياجات الشعب السوداني.

وأوضح أن المباحثات تناولت الاعتداءات المتكررة التي قامت بها الحركة الشعبية-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو ضد حكومة السودان وشعبها.

وقال “نحن السودانيين نرى أن جنوب السودان هو الأنسب للتوسط لمعالجة الأزمة التي يشهدها السودان، وذلك لما يجمعنا من مصير مشترك وعلاقات أزلية وتاريخية”.

من جانبه، قال وزير شؤون مجلس الوزراء بدولة جنوب السودان، مارتن لومورو، إن رئيس البلاد هو “الأكثر اهتماما وإلماما بمشكلات السودان، ويتعين اختياره للتوسط لحل الأزمات السودانية”.

في حين قال وزير خارجية جنوب السودان دينق داو، “هذه الزيارة تشكل فرصة لاطلاع القيادة في دولة الجنوب على تطورات الوضع في السودان، وإمكانية إيجاد الحلول الممكنة للأزمة السودانية”.

وأضاف أن السودان وجنوب السودان تربطهما حدود مشتركة طويلة تتطلب التنسيق والتعاون لحمايتها وتأمينها، وجعلها منافذ للمنفعة المشتركة لشعبي البلدين، مؤكدا “لدى سلفاكير المقدرة على إيجاد حل للأزمة التي يعيشها السودان”.

وعدّ داو أن بلده يمكن أن يكون المكان المناسب لإيجاد حل للأزمة في السودان، لما يربط الشعبين من وشائج اجتماعية، فضلا عن العلاقة الودية الطيبة بين البرهان وسلفاكير.

رفض واستنكار

على صعيد آخر، قال يوسف إبراهيم عزت مستشار قوات الدعم السريع، إنه التقى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وناقش معه التطورات الراهنة وسبل الوصول إلى الحل الشامل في إطار الرؤية المطروحة من قوات الدعم السريع، لإنهاء الحروب ومعالجة جذور الأزمة السودانية.

وأوضح عزت أن فكي قدم تصور الاتحاد الأفريقي والهيئة الأفريقية الحكومية للتنمية (إيغاد)، لحل الأزمة السياسية في السودان، وإيقاف الحرب وسبل معالجتها بطريقة غير تقليدية.

وردا على ذلك، استنكرت الخارجية السودانية لقاء موسى فكي مع مستشار قائد قوات الدعم السريع، ووصفته بالسابقة الخطيرة.

وقالت الخارجية في بيان، إن اللقاء يمنح الحركات المعارضة المسلحة شرعية لا تستحقها، ويشكل مخالفة واضحة لنظم وأعراف المنظمة، وكل المنظمات الدولية.

وحذرت الخارجية السودانية من أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يتمادى في التعامل مع مليشيا ترتكب فظائع ضد المدنيين والنساء والأطفال، على حد وصف البيان.

وأكدت أن سفارة السودان في أديس أبابا طلبت لقاء رئيس المفوضية “للاحتجاج على هذه الخطوة، ومعرفة دوافعها وأسبابها”.

تسجيل صوتي

في إطار متصل، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، -في تسجيل صوتي منسوب إليه- إن البرهان رفض مقترحه بالتوأمة بين قوات الدعم السريع والجيش.

وأضاف حميدتي في التسجيل الصوتي “البرهان اتهمنا بالخيانة لكن الجيش بادر بمهاجمتنا وفرض علينا الحرب”. وأكد أن البرهان وعد وأخلف الوعد لأنه خطط للانقلاب، حسب تعبيره.

قتلى باشتباكات متجددة

على الصعيد الميداني، أعلن الدعم السريع أن قواته أسقطت اليوم طائرة حربية من طراز أنتونوف تابعة للجيش في منطقة أبو حمامة جنوبي مدينة الخرطوم.

ولم تحدد قوات الدعم السريع، في بيان لها على منصة إكس بشكل قاطع مكان إسقاط الطائرة، لكنها ذكرت أن طائرات الجيش “هاجمت عددا من الأحياء السكنية في مدن العاصمة الثلاث مما تسبب في مقتل وإصابة عشرات المدنيين”.

وكان مراسل الجزيرة أفاد بوقت سابق أن الجيش والدعم السريع تبادلا القصف المدفعي والصاروخي وسط وشرقي أم درمان، مضيفا أن الدعم السريع أطلق المضادات الأرضية على طائرات الجيش.

وكان القتال بين الطرفين حصد -أمس الأحد- أكثر من 23 شخصا على الأقل في منطقتي الخودير وكرري بأم درمان، وفي محيط مستشفى الراقي جنوبي الخرطوم، وبلدة المسيد شمالي ولاية الجزيرة.

وفي حين أعلن الجيش مقتل 5 من أفراده غربي مدينة الخرطوم، اتهم الدعم السريع سلاح طيران الجيش بالتسبب بمقتل 14 مدنيا بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وآخرين بمحلية شرق النيل.

ويشهد السودان اشتباكات مسلحة دامية بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع بالخرطوم ومناطق أخرى منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من ضعفهما جرحى، حسب وزارة الصحة.

1.8 مليون لاجئ

على صعيد آخر بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة اليوم أنها بحاجة إلى مليار دولار لمساعدة الفارين من السودان، الذين يتوقع أن يصل عددهم 1.8 مليون شخص هذا العام، هربا من المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفر بالفعل أكثر من مليون شخص من السودان إلى دول مجاورة، وسط اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم، وغيرها من المناطق.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هذا المبلغ “ضعف” الذي طلبته في مايو/أيار الماضي، كما أن عدد الهاربين من القتال يبلغ مثلي ما توقعته المفوضية في مايو/أيار الماضي، بعد بدء المعارك بوقت وجيز.

وتجد الأمم المتحدة صعوبة في جمع الأموال التي تعهد بها المجتمع الدولي قبل بضعة أشهر لمساعدة السودان.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *