الاشتباكات تتصاعد في جنوب لبنان.. ودول تجلي رعاياها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الأربعاء، عن تدمير موقعيْن داخل لبنان، بعدما “تم رصد محاولة لاستخدامهما في اطلاق قذيفة مضادة للدروع نحو الأراضي الإسرائيلية”.

كما هاجم الجيش الإسرائيلي، وفق ما أكد أدرعي عبر حسابه على موقع X، موقعًا أطلقت منه قذيفة مضادة للدروع نحو بلدة المطلة، فيما تعرضت منطقة “جبل روس” للقصف، حيث رد الجيش الإسرائيلي بقصف نحو مصادر اطلاق النار.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن بيانات صادرة عن تنظيم “حزب الله”، إعلانه عن قصف نحو 7 مواقع ومراكز عسكرية إسرائيلية في نقاط مختلفة على امتداد الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، متحدثاً عن “وقوع إصابات”.

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عدة قذائف مضادة للدروع من جنوب لبنان نحو منطقة منارة ورأس الناقورة على الحدود، كما أكد مهاجمة الجيش الإسرائيلي لمصادر اطلاق النار، واستهداف بنى تحتية لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية.

انفجار قذيفة أطلقتها إسرائيل فوق قرية الضهيرة الحدودية في جنوب لبنان في 16 أكتوبر 2023.

وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية سقوط قذائف إسرائيلية على الطريق العام في بلدة ميس الحبل بالقرب من المستشفى الحكومي، كذلك في منطقة البياض الواقعة بين بلدتي علما الشعب والضهيرة جنوب لبنان، فيما أفاد مراسل “الحرة” في شمال إسرائيل عن قصف مدفعي إسرائيلي على أكثر من محور لأهداف في جنوب لبنان منها في مزارع شبعا.

كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، القضاء على مجموعة أطلقت قذائف هاون باتجاه أراضيه انطلاقاً من لبنان، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ودوّت صفارات الإنذار في وقت سابق من اليوم الأربعاء، شمال إسرائيل، حيث قال الجيش إن “تسع قذائف عبرت الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل”.

Smoke billows after an Israeli strike on the Lebanese village of Alma Ach-Chaab on October 13, 2023. - Israel shelled a border…

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية علما الشعب اللبنانية

وفي تطور لافت، تبنت ما تعرف بـ”قوات الفجر -الجناح العسكري للجماعة الإسلامية”، للمرة الأولى منذ تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، توجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع إسرائيلية متحدثة عن تحقيق “إصابات مباشرة”.

وبحسب البيان الذي نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فقد جاء هذا القصف “ردا على القصف الإسرائيلي للمدنيين والصحفيين جنوب لبنان”، متوعدا “بالمزيد”.

ووفقا لـ “أ ف ب” فقد خلّفت الاشتباكات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ السابع من أكتوبر، نحو 20 قتيلا على الجانب اللبناني، معظمهم من المقاتلين، وأيضاً صحافي في وكالة “رويترز” واثنين من المدنيين. وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بحسب الوكالة.

الاشتباكات بين إسرائيل وجنوب لبنان أوقعت قتلى

الاشتباكات بين إسرائيل وجنوب لبنان أوقعت قتلى

وتتخذ التطورات العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان مع الشمال الإسرائيلي، منحا تصاعديا منذ اندلاعها بالتزامن مع هجوم حماس على إسرائيل الذي نفذته في السابع من الشهر الجاري، فيما يخشى المجتمع الدولي من توسّع الصراع بين “حزب الله” اللبناني، المدعوم من إيران، والجيش الإسرائيلي.

وتزداد المخاوف المتعلقة بوضع لبنان وإمكانية امتداد الصراع إليه، حيث ترتفع حدة التحذيرات التي تطلقها دول عدة لمواطنيها المتواجدين في لبنان، إضافة إلى دعوات المغادرة الفورية للأراضي اللبنانية.

وانضمت السعودية اليوم إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والكويت وبريطانيا وكندا في دعوة مواطنيهم إلى عدم السفر إلى لبنان، ومغادرة الموجودين على الأراضي اللبنانية على الفور.

Lebanese army soldiers scuffle with protesters during a demonstration in solidarity with the Palestinian people in Gaza, near…

اشتباك جنود الجيش اللبناني مع المتظاهرين خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة، بالقرب من السفارة الأمريكية في لبنان.

بدورها حثت السفارة الاميركية في بيروت عبر حسابها على تويتر موطنيها “على عدم السفر إلى لبنان”. وأضافت ايوم الأربعاء عبر حسابها على منصة “اكس” : “نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ.”

ويشهد مطار بيروت اكتظاظا في حركة المغادرة، فيما يسجل الجنوب اللبناني حركة نزوح من القرى الحدودية نحو المناطق الداخلية الأبعد عن الاشتباكات والأعمال الحربية، ويتجه النازحون نحو مدن صور وصيدا وصولاً إلى بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية.

كذلك بدأت إسرائيل في إجلاء آلاف السكان من 28 بلدة شمال البلاد ضمن نطاق كيلومترين من الحدود اللبنانية، بعد اشتباكات التي شهدتها الحدود، وذلك وفق خطة وطلب من وزارة الدفاع الإسرائيلية .

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري الثلاثاء “نحن في حالة تأهّب ويقظة في الشمال، إذا ارتكب حزب الله خطأً جسيماً، سنردّ بقوة كبيرة”.

من ناحيتها حذرت الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء من أن الهجمات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني تهدد بفتح جبهة على الحدود، وفق رويترز.

وقال وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، إن الهجمات الإسرائيلية على المناطق الحدودية والقرى والبلدات اللبنانية “أفعال تصب الزيت على النار، وتخرق بشكل فاضح القرار 1701 وتوتر الأجواء، مما قد يؤدي إلى اشتعال الجبهة بطريقة يصعب احتواؤها”، داعياً إلى ووقفها.

وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تصعيداً يومياً للأعمال الحربية والعسكرية بين الجانبين، هي الأعنف منذ سنوات، وذلك على اثر الحرب المندلعة بين حماس وإسرائيل، حيث يسجل قصفاً متبادلاً وخروقات جوية ومحاولات تسلل بري فضلاً عن اشتباكات مسلحة باتت وتيرتها يومية وأكثر شدة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *