الاحتلال الإسرائيلي يكثف قصفه لجباليا وإعلامه يتحدث عن منطقة عازلة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

أفاد مراسل الجزيرة بأن قصفا إسرائيليا كثيفا يستهدف منطقة الجرن في جباليا البلد شمال مدينة غزة، وسط اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي وتعطل جميع خطوط الاتصال بالمنطقة، وذلك في الوقت الذي ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاحتلال يستعد لإنهاء العدوان البري على قطاع غزة وإقامة منطقة عازلة.

وقد استهدف القصف الإسرائيلي خلال ساعات الليل مناطق عدة في القطاع أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.

كما واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفها الجوي والمدفعي على حي الشيخ رضون شمالي مدينة غزة، بالتزامن مع اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الجيش الاسرائيلي خلال محاولات تقدم آلياته في الحي.

في المقابل، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مسلحة منذ أمس الخميس مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، وأنها استخدمت خلال العمليات عبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين 105 المضادة للدروع وقذائف “تي بي جي” المضادة للأفراد والتحصينات، مؤكدة أنها أوقعت عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح، وأجهزت على 4 جنود إسرائيليين من مسافة صفر في حي القصاصيب بمخيم جباليا.

كما أعلنت تفجير مدخل نفق في قوة للاحتلال خاصة بجحر الديك وسط قطاع غزة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

وبثت الكتائب صورا قالت إنها لاستهداف قوة راجلة من 5 جنود إسرائيليين بقذيفة مضادة للتحصينات والاشتباك معها شمال غرب مدينة بيت لاهيا، كما بثت صورا قالت إنها لالتحام مقاوميها مع قوات العدو في قرية المغراقة وسط قطاع غزة.

في الأثناء، أعلنت سرايا القدس أنها قصفت آليات إسرائيلية توغلت شرق رفح بقذائف هاون وأوقعت إصابات محققة، واستهدفت دبابة ميركافا بقذيفة تاندوم في محيط دوار أبو شرخ شمالي قطاع غزة.

تعزيز قوات الاحتلال

من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه عزز قواته في خان يونس بـ5 ألوية جديدة، جاء ذلك بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال سحب كتيبة في لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال تكبدت فيها خسائر كبيرة.

وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن جنود الكتيبة في لواء غولاني -الذي يصنف ضمن قوات النخبة الإسرائيلية- غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.

وكان 42 من جنود وضباط غولاني -بينهم قائد الكتيبة الـ13- قد قتلوا في معارك حي الشجاعية بغزة.

وفي سياق متصل، تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية من منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا خلال الليلة الماضية.

وذكر شهود عيان أنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين -بعضهم نساء وأطفال- ملقاة بالطرقات بعد أن قتلتهم القوات الإسرائيلية بالقذائف وصواريخ الطائرات المسيرة والقنص بالرصاص الحي.

ووصف الشهود مشاهد الجثامين المتحللة في الطرقات بالفاجعة والمأساة، حيث نهشت الكلاب والقطط أجزاء منها، فيما تحللت أجزاء أخرى.

منطقة عازلة وإنهاء العدوان البري

وفي سياق متصل، رصد فريق الجزيرة -في وقت سابق- جنوب شرق مدينة غزة قرب معبر كارني (المنطار) تفجير قوات الاحتلال عددا من المباني الفلسطينية القريبة من السياج الأمني للمرة الثانية خلال أيام.

وأفاد مراسل الجزيرة في منطقة غلاف غزة بأن جيش الاحتلال تعمد تدمير مئات المباني السكنية والمرافق العامة القريبة من السياج الأمني في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما شرق مدينة غزة وجباليا شمالا، في إطار خطة لإنشاء منطقة عازلة تمنح البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة عمقا أمنيا.

وكشف الإعلام الإسرائيلي النقاب عن خطة لإقامة ثكنات عسكرية قرب كل المستوطنات الإسرائيلية القريبة من السياج الأمني.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أصبح بالفعل في خضم الانتشار للمرحلة الثالثة على عكس ما يعلنه صناع القرار، مضيفة أن مراكز القيادة المختلفة تستعد بالفعل لتغيير كبير في يناير/كانون الثاني المقبل، وأن الجيش الإسرائيلي يخطط لتسريح عدد من جنود الاحتياط بسبب العبء على الاقتصاد وعلى الجنود وعائلاتهم.

من جهتها، قالت القناة الـ11 الإسرائيلية إن الجيش يستعد لإنهاء العملية البرية في غضون أسابيع، مؤكدة أن المرحلة الثالثة تشمل تقليص عدد القوات وتشكيل منطقة عازلة والاستمرار في هجمات مركزة.

قنابل مدمرة

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن إسرائيل استخدمت مئات القنابل من طراز “إم كيه-84” ذات القوة التدميرية العالية -بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن- في مناطق صنفتها آمنة للمدنيين، وذلك استنادا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي.

وأشارت الصحيفة إلى تشكل حفر ضخمة جراء سقوط القنابل على مناطق في جنوب غزة، وتبين بعد مسح صور الأقمار الصناعية أن قُطر كل حفرة يزيد على 12 مترا.

وبحسب خبراء الذخائر، لا تتشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرملية الخفيفة في غزة إلا إذا تم استخدام قنابل يبلغ وزنها ألفي رطل.

وردا على سؤال نيويورك تايمز بشأن هذا الموضوع، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي (لم تذكر اسمه) إن أولوية إسرائيل القضاء على حماس، وسيتم تناول هذه الأسئلة في مراحل لاحقة.

وقال محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة مارك غارلاسكو إن شدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى لم يشهد لها مثيل منذ حرب فيتنام، مؤكدا أن القصف بهذه الكثافة في حربي العراق الأولى (1991) والثانية (2003).

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *