وتشهد المعابر الحدودية مثل يايلاداغ (الذي أعيد فتحه بعد إغلاق استمر 11 عاما) حركة نشطة، لكن في الوقت نفسه يعبر بعض اللاجئين عن ترددهم في اتخاذ قرار العودة قريبا بسبب عدة عوامل، أبرزها هاجسهم من الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا.
وفي إطار الجهود المبذولة لتشجيع العودة، سهلت الحكومة التركية إجراءات العودة بشكل ملحوظ، ومنها السماح للاجئين بحمل كافة مقتنياتهم المنزلية.
هذه الخطوة لاقت ترحيبا واسعا من قبل العديد من السوريين، الذين وجدوا في هذا الإجراء حلا لمشكلة فقدان الأثاث والمنزل بعد التدمير الواسع الذي طال سوريا.
ويقول أحد اللاجئين لــ”سكاي نيوز عربية”: “سمحوا لي بأخذ مقتنياتي معي لأن الجميع يعلم أن معظم بيوتنا في سوريا دمرت ولا تحتوي على أثاث. لذا فهذه خدمة كبيرة قدمتها تركيا للسوريين”.
تحديات وقلق
ورغم التسهيلات المقدمة، لا يزال هناك قلق وحذر من قبل العديد من اللاجئين تجاه العودة في الوقت الراهن، وعبرت إحدى العائلات التي التقتها كاميرا “سكاي نيوز عربية” عن ترددها بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا.
وقال أحد أفراد العائلة: “ترددنا في العودة لأن الناس يقولون لنا ألا نذهب ويقولون إنهم يقصفون. إسرائيل دخلت ونحن نخاف من هذا”.
ويبدو هذا الهاجس الأمني مشتركا بين العديد من اللاجئين، الذين يعانون عدم الاستقرار في مناطقهم الأصلية، مما يجعلهم في حالة تردد مستمرة.
الوقت
يعتبر التوقيت من العوامل الحاسمة في قرار العودة للكثير من اللاجئين السوريين، فبالإضافة إلى المخاوف الأمنية هناك التزامات حياتية أخرى، مثل التعليم والعمل، التي تمنع البعض من العودة في الوقت الحالي.
أحد اللاجئين قال: “إذا تم ترتيب أموري سأعود اليوم قبل غد، لكنني أريد أن أعرف كيف سأتمكن من أخذ أثاث منزلي وسيارتي؟”.
هذه الأسئلة وغيرها تعكس انشغال العديد من اللاجئين بترتيب أمورهم الشخصية والعملية قبل العودة إلى وطنهم، إذ أن وجودهم في تركيا يشكل لهم شبكة أمان اجتماعي واقتصادي، مما يزيد من تعقيد اتخاذ قرار العودة.