قال مراسل الجزيرة إن عدد شهداء الغارات الإسرائيلية على عدة منازل في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ارتفع إلى 14 بينهم 9 أطفال، في حين أكد جيش الاحتلال أنه يواجه معارك وجها لوجه مع المقاومة الفلسطينية، في وقت يواصل فيه توسيع الممر الذي شقّه وسط القطاع.
فقد أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، في بيان، أن فرقه انتشلت عددا من ضحايا “استهداف طائرات الاحتلال لبناية سكنية من عدة طوابق لعائلة عبد العال بشارع جورج شرق رفح” مساء أمس السبت، مضيفا أن فرقه لا تزال تحاول انتشال عدد من الشهداء والبحث عن مفقودين.
وأكد شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول أن عناصر طبية وفرق الدفاع المدني انتشلوا عددا من الشهداء، بينهم أطفال من البناية المستهدفة.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد امرأة حامل وزوجها وطفلتيهما وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في منزل عائلة جودة بمخيم الشابورة وسط رفح.
وأضاف المراسل أن الأطباء تمكنوا من إنقاذ الجنين بعد إجراء عملية قيصرية للمرأة التي وصلت إلى مستشفى الكويت التخصصي في رفح، حيث كانت مصابة بجروح خطيرة قبل أن تستشهد لتلحق بزوجها وطفلتها.
وقد وصل إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس عدد من المصابين بينهم طفلة لم يتجاوز عمرها 40 يوما مصابة بجروح إثر غارة إسرائيلية استهدفت أرضا زراعية تؤوي نازحين في محيط منطقة خربة العدس شمال مدينة رفح.
وفي رفح أيضا، استشهد 10 فلسطينيين، بينهم 6 أطفال و3 نساء، إثر قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية شقة سكنية تؤوي نازحين في حي تل السلطان غربي المدينة، ومنزلا آخر وروضة للأطفال في حي السلام شرقي رفح، كما تسبب القصف في انهيار منازل مجاورة.
وقد نقلت فرق الإسعاف جثث الشهداء إضافة إلى الجرحى إلى مستشفى يوسف النجار في مدينة رفح.
وفي خان يونس، قال الدفاع المدني إنه انتشل جثث 50 شهيدا كانت قوات الاحتلال دفنتهم داخل مجمع ناصر الطبي. وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع غارة إسرائيلية بالقرب من مفترق السنافور شرق مدينة غزة وأخرى على المناطق الغربية من غزة.
كما ارتفع عدد ضحايا الاستهداف الإسرائيلي لخيام تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة إلى شهيدين و10 جرحى. وذكر المراسل أن القصف ألحق أضرارا مادية كبيرة بالمنطقة، كما اشتعلت النيران في عدد من خيام النازحين.
وقصفت الزوراق الإسرائيلية ساحل مدينة دير البلح. وفي النصيرات، استشهد الشاب محمد فرج الله وأصيب 7 أشخاص في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منطقة المخيم الجديد. وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة وصول عدد من المصابين جراء هذا القصف إلى مستشفى العودة.
عمليات المقاومة
في الأثناء، بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صورا لاستهداف مقاتليها جرافة عسكرية إسرائيلية خلال معارك دير البلح وسط قطاع غزة.
من جانبها قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها قصفوا تجمعا لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي على محور التقدم في نتساريم بوابل من قذائف الهاون الثقيل.
كما أعلنت سرايا القدس قصف موقع كيسوفيم العسكري برشقة صاروخية، وبثت مشاهد تُظهر تجهيز وإطلاق رشقة صاروخية باتجاه غلاف غزة.
ونشرت أيضا كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مشاهد لما قالت إنه استهداف الوحدة الصاروخية حشودا لقوات الاحتلال الإسرائيلي شرق المحافظة الوسطى بقطاع غزة يوم الخميس الماضي، ردا على جرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.
توسعة ممر نتساريم
وعلى صعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن جنوده يخوضون معارك وجها لوجه مع المقاومين الفلسطينيين وسط القطاع.
وأضاف في بيانه أنه تمكن من القضاء على عشرات المسلحين الفلسطينيين، وتدمير كثير من البنى التحتية بإسناد من سلاح الجو.
كما أشار البيان إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل العمل على توسيع الممر الذي شقته وسط قطاع غزة، حيث ينطلق الجنود منه لتنفيذ هجماتهم.
وفي الإطار ذاته، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن صور أقمار اصطناعية تُظهر أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة معسكرين قد يتحولان إلى قاعدتين ثابتتين في ممر نتساريم، الذي أنشأه وفَصَلَ من خلاله شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.
وقالت الصحيفة إن أحد المعسكرين يقع عند تقاطع ممر نتساريم مع شارع صلاح الدين، والمعسكر الآخر عند التقاطع مع شارع الشاطئ.
كما قالت هآرتس إن الجيش يعتبر إقامة هذه المعسكرات إنجازا على المدى البعيد، وأن الممر أُنشئ ليبقى بشكل دائم، وأنه سيتيح تحكم الجيش في حركة الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل القطاع.
وأضافت الصحيفة أن معدات عسكرية ومنشآت سكنية وأنظمة اتصالات نُقلت إلى المنطقة.