اختتام قمة القاهرة بشأن غزة بدون بيان مشترك

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

تضطلع قطر التي تقيم علاقات جيدة مع حكومات غربية ومع حماس، بدور أساسي في الجهود الرامية إلى إطلاق سراح رهائن تحتجزهم الحركة الفلسطينية المسلحة منذ هجومها المباغت على إسرائيل، وذلك مع إبداء دول أخرى استعدادها للمساعدة.

فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشاد، الجمعة، بدور “مهم جدا” أدته الإمارة الخليجية في الإفراج عن رهينتين أميركيتين كانت تحتجزهما حماس منذ الهجمات التي شنتها على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مبديا ثقته بالإفراج عن مزيد من الرهائن.

يعوّل الغرب بشكل متزايد على نفوذ الدولة الخليجية الصغيرة والغنية بالغاز والتي تعد مستثمرا رئيسيا على مستوى العالم في مثل هذه الأوضاع، وقد أدت الدوحة دورا حاسما في إفراج إيران الشهر الماضي عن خمسة أميركيين كانت تحتجزهم.

في السنوات الأخيرة اضطلعت مصر بدور الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، كما أن تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان لا تخفي رغبتها في لعب دور، إلا أن التركيز ينصب على دور قطر في إعادة الرهائن بشكل آمن.

يقول مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول  المتوسط في جنيف حسني لعبيدي إن “قطر هي الوسيط الأكثر استيعابا”.

ويضيف “إنها تعرف حماس جيدا وهي داعم وفي لها”، في إشارة إلى تمويل الدوحة رواتب موظفي الخدمة المدنية في قطاع غزة الخاضع لسيطرة الحركة.

وتستضيف قطر منذ أكثر من عشر سنوات المكتب السياسي لحماس، وتحظى في الوقت نفسه بتقدير الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل.

وتستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة.

“قنوات مناسبة”

تقول إسرائيل إن حماس خطفت 203 أشخاص بينهم أجانب وإسرائيليون وحاملو جنسيتين إسرائيلية وأجنبية في هجماتها المباغتة التي شنتها على إسرائيل.  

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا طعنا أو حرقا أو بالرصاص في اليوم الأول لهجوم حماس، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وترد إسرائيل بقصف عنيف لغزة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 4385 شخصا وأن 70 في المئة من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين.

وليل، الجمعة، عادت إلى إسرائيل الرهينتان الأميركيتان جوديث تاي رعنان وناتالي شوشانا رعنان، وفق ما أعلنت الحكومة الإسرائيلية بعدما أفرجت حماس عنهما.

من هما الرهينتان الأميركيتان اللتان أفرجت عنهما حماس؟

لم تتخيل جوديث، وابنتها، ناتالي رعنان، أن رحلتهما من شيكاغو إلى إسرائيل ستنتهي في قبضة حماس، التي أعلنت، الجمعة الإفراج عن الأميركيتين، بعد جهود وساطة قطرية.

وفي تعليق أمام مجموعة من الصحافيين قال ماكرون “إنها نتيجة جيدة جدا تم التوصل إليها من خلال المفاوضات التي أدت فيها قطر دورا مهما جدا”.

وأضاف ماكرون أن فرنسا تريد أن تُنفّذ عمليات مماثلة في “الساعات والأيام” المقبلة لمواصلة “السماح للرهائن، خصوصا رهائننا، بالمغادرة”.

وأضاف “النقاشات التي نجريها… مع جهات مختلفة ومع قطر خصوصا، تعطينا الأمل أننا سنتمكن من إيجاد حلول لإخراج أكبر عدد ممكن من الرهائن”.

وتابع ماكرون “نحن واثقون: القنوات التي لدينا هي المناسبة والمفيدة”.

وفي منشور له على منصة إكس (تويتر سابقا) أكد أن قطر أدت دورا مهما جدا في الإفراج عن الرهينتين الأميركيتين.

يقول البروفسور في معهد الدراسات السياسية في باريس “سيانس بو” إتيان دينيا الخبير في حالات احتجاز الرهائن، إن قطر “متخصصة في الإفراج عن الرهائن”.

فبوساطة قطرية تم تحرير ستة مليارات من الأصول الإيرانية المجمدة في مصارف كورية جنوبية مقابل إطلاق سراح خمسة أميركيين كانت تحتجزهم طهران.

لا مفاوضات جماعية

يبدو أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن موفد ماكرون إلى لبنان، وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان، وهو مقرّب من الرئيس ويحظى بثقته في القضايا الأمنية، كان موجودا في قطر هذا الأسبوع، وفقا لمصادر دبلوماسية.

كذلك أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى قطر في جولته الماراثونية في المنطقة هذا الأسبوع.

ويقول دينيا إن “قطر تمارس لعبة مزدوجة: فهي تحافظ على علاقاتها مع جماعات إرهابية وبعض الدول الغربية المدينة لها”.

ودعت قطر طالبان إلى فتح مكتب في الدوحة بموافقة الولايات المتحدة، ما جعل من الممكن التفاوض على سحب القوات الأميركية من أفغانستان في العام 2021، علما بأن الانسحاب تزامن مع استيلاء الحركة على السلطة.

إلى ذلك تسعى قوى إقليمية أخرى لأداء دور.

فقد تلقّت تركيا “طلبات من بلدان عدة” للمساعدة، وفق ما أعلن، الثلاثاء، من بيروت وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهو قائد سابق لجهاز الاستخبارات.

ويسعى إردوغان منذ أشهر إلى تحسين العلاقات مع إسرائيل بعدما تدهورت في السنوات الأخيرة على خلفية خلافات حادة.

لكن هذا الأمر ينطوي على مخاطر فقدان الطرفين الثقة بأنقرة.

في العام 2011 تم بوساطة مصرية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجز لأكثر من خمس سنوات.

يقول لعبيدي إن الجهات الفاعلة المحتملة “تقتصر على تلك التي تقيم علاقات طويلة الأمد مع حماس، وبالتالي الوحيدة المخولة التواصل مع قادتها”.

لكن في هذه الحال، فإن العدد غير المسبوق للرهائن المحتجزين وجنسياتهم يشير إلى أن الحل لن يكون بعملية واحدة بل ثمرة جهود دبلوماسية مضنية.

ويضيف لعبيدي “لن تكون هناك مفاوضات جماعية”، مشيرا إلى أن كل دولة ستكون “مدعوة للتفاوض على إطلاق سراح رهائنها”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *