وروى مصدر من الهلال الأحمر الليبية بمدينة البيضاء لـ”سكاي نيوز عربية”، كواليس حالة بطولة نادرة قام بها أحد شباب الهلال الأحمر الذي كانوا يتسابقون على إغاثة العالقين منذ وصولهم إلى مدينة البيضاء المنكوبة جراء إعصار دانيال.
استغاثة أسرة مكونة من خمسة أشخاص بينهم أطفال يبكون، علقوا بأحد الأدوار المرتفعة وجرفتها سيول عاصفة دانيال المدمرة، كانت حافزا لتحرك الشاب إلى نجدتهم مهما كانت النتائج.
لم يكن الوصول إلى المنزل المحاصر بالماء سهلا، بل كان محفوفا بالمخاطر، حيث ارتفعت معدلات المياه إلى الأدوار العليا وبات الإقدام على عمل كهذا أمرا محفوفا بالمخاطر القصوى.
وعلى وقع أصوات بكاء الأطفال ونحيب النساء، وثب الشاب من بين زملائه في الهلال الأحمر، وربط على وسطه الحبل وشد وثاقه، ونطق الشهادة وانطلق إلى مهمته لإنقاذ الأطفال المنكوبين.
ويقول الشاهد إن الشاب وصل أخيرا إلى مقصده، وبقى أفراد العائلة على بعد منه، حيث ينتظرهم في الأسفل سيل جارف لا يتوقف.
لحظات حاسمة ورعب شديد عاشها الأصدقاء وهم يتابعون الموقف عن كثب وتملأ أعينهم نظرات القلق والأمل.
تبددت آمالهم في لحظة عابرة، حيث خان الحبل صاحبه وانقطع وثاقه في لحظه وهوى صاحبهم مع شريان السيول المتدفق يصرخ طالبا النجدة.
لم تفلح الصرخات في نجدة الشاب، ابتلعه الماء المتدفق في شراهة، وفشل في المهمة المستحيلة، وبات في أحسن تقدير في زمرة المفقودين.