ركز معلقون ومحللون في وسائل إعلام إسرائيلية على تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التي هاجم فيها الرئيس الأميركي جو بايدن وتأثيرها على العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وتناولوا -أيضا- الصفقة المتوقعة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومحاولات إفشالها.
وكان بن غفير قال -في مقابلة أجرتها معه صحيفة “وول ستريت جورنال”- إن بايدن “بدل أن يقدم الدعم الكامل لنا، فإنه يقدم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة، وذلك يذهب إلى حماس”، واعتبر أن السلوك الأميركي سيكون مختلفا تماما لو كان الرئيس السابق دونالد ترامب في منصب الرئاسة.
وقال عوديد بن عامي، وهو مقدم برامج سياسية في القناة 12، إن الوزير بن غفير يعقد علاقات إسرائيل مع الإدارة الأميركية، في حين رأت دانا فايس، وهي محللة سياسية في القناة، أن هذه التصريحات ستدفع الإدارة الأميركية للتساؤل، كيف يمكن ذلك في ظل دعمنا لإسرائيل بشكل غير مسبوق؟
وتابعت فايس “أنا لا أعتقد أن أي زعيم آخر (غير بايدن) كان سيذهب بعيدا في مصلحة إسرائيل، وهو يدرك أنه يسبب ضررا لقاعدته الانتخابية (..) وفي الإدارة الأميركية يقولون نحن نقدم لهم الدعم، وهكذا هو (بن غفير) يرد علينا.. لقد ألحق ذلك ضررا كبيرا”.
من جهته، قال يسرائيل زيف -قائد شعبة العمليات في الجيش سابقا- “لا سمح الله لو أن الأميركيين وبايدن لم يكونوا هنا فأي مصيبة كانت ستحل بدولة إسرائيل؟ ومقابل ذلك لو أن بن غفير ليس موجودا لكانت الأمور جيدة”.
وفي ذات السياق، قال محلل الشؤون الخارجية جيل تماري للقناة 13 إن بن غفير كان محقا في أمر واحد، وهو أنه لو كان ترامب رئيسا لتلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصالا هاتفيا منه يقول له فيه “إما أن تقيل بن غفير وإلا فإن الدعم الأميركي سيتوقف”.
دعم غير محدود
وأشار تماري للدعم الذي قدمه بايدن لإسرائيل منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن ذلك إرسال 100 طائرة محملة بالذخائر دون الحصول على مصادقة الكونغرس، ودعم بإجمالي ملياري دولار مع الحديث عن حزمة دعم أخرى بـ14 مليار دولار.
وحول صفقة تبادل الأسرى المحتملة مع حركة حماس، قال المحلل السياسي رفيف دروكر للقناة 13 إنها تقوم على مرحلتين في غاية التناقض، الأولى ستستمر شهرا ونصف، وستحصل فيها إسرائيل على كثير، ولن تقدم كثيرا، وهو ما يمكن لنتنياهو تمريره من الناحية السياسية والتعايش معه.
أما المرحلة الثانية -حسب دروكر- فهي التي ستطالب فيها حماس مقابل الإفراج عن الجنود بالإفراج عن الأسرى الأكثر ثقلا، ومنهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، و”مهندسو العمليات الإرهابية في الانتفاضة الثانية، ومخربو النخبة” حسب وصفه، مضيفا أنها “أعداد مثيرة للجنون”.
وأضاف أن حماس ستطالب كذلك في هذه المرحلة بانسحاب القوات الإسرائيلية ووقف القتال، مضيفا “حتى لو لم يكن هناك وقف نهائي للقتال من المفترض أن تستغرق هذه العملية 3 أشهر، وهذا يعني أنه لمدة 4 أشهر ونصف لن يحدث فيها قتال، ومن الصعب جدا استئناف القتال لاحقا”.
وفي السياق، نقلت نتالي شيم توف -مقدمة برامج سياسية في قناة 13- عن إحدى المحتجزات المحررات من قطاع غزة، أنها في آخر أيامها بالأسر استمعت عبر راديو إسرائيلي للسياسيين الذين يوضحون لماذا لا يجب العمل على إطلاق سراحهم.
وأضافت المتحدثة الإسرائيلية “أريد القول لسياسيينا بإمكانكم قول الكثير، لكن ضعوا في حسابكم أن مخطوفينا الذين يعانون دقيقة وراء دقيقة في أنفاق حماس يسمعون كلامكم”.