حمل مسؤول في الخارجية الأميركية حركة حماس مسؤولية “عدم وقف إطلاق النار في القطاع حتى الآن”، وأكد موقف واشنطن الساعي إلى تجنب توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وجدد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيثان تيك، في مقابلة مع قناة “الحرة” معارضة واشنطن “دخول إسرائيل إلى رفح من دون خطة تضمن أمن المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم”.
“الكرة في ملعب حماس”
وقال تيك إن “الكرة في ملعب حماس، وإسرائيل قدمت مقترحا سخيا جدا، وأبدت الكثير من المرونة في المحادثات”، مؤكدا أن “القتال يمكن أن يتوقف فورا إذا وافقت حماس على المقترح الإسرائيلي، وتعتنت حماس لا يعني سوى المزيد من سفك الدماء”.
وتحدث تيك عن جولة وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، الأخيرة إلى الشرق الأوسط وتركيزه على ملف المساعدات الإنسانية لسكان غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال إن هذه الزيارة السابعة للمنطقة، وهي “هامة للغاية لأنها تدفع قدما بالجهود الإنسانية، بالتعاون مع الشركاء في المنظمات لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني”، حيث التقى في الرياض بشركاء عرب وأوروبيين لبحث هذا الموضوع.
وأوضح أن بلينكن توجه بعد السعودية إلى الأردن حيث التقى بفلسطينيين خرجوا من غزة، وزار مستودعا للمساعدات الإنسانية المتوجهة إلى غزة، وبعد ذلك توجه إلى إسرائيل حيث أجرى محادثات مهمة حول إطلاق سراح الرهائن وتسهيل دخول المساعدات، وضرورة حماية المدنيين.
ودعا وزير الخارجية بلينكن، الأربعاء، حركة حماس إلى القبول باقتراح الهدنة في غزة.
ولم تقدم حماس بعد ردها لدول الوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر، على اقتراح ينص على وقف القتال مدة 40 يوما، وكذلك تبادل رهائن محتجزين في غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
في نهاية نوفمبر، أتاحت هدنة امتدت أسبوعا بالافراج عن 105 رهائن بينهم 80 إسرائيليا أو من حملة جنسية مزدوجة، في مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين لم تفض جهود الوساطة إلى نتيجة.
الهجوم الوشيك على رفح
ورفض تيك الحديث أو التكهن عما قد يحصل في رفح من هجوم إسرائيلي، مؤكدا أن موقف واشنطن واضح برفض أي “عملية واسعة من دون إجراءات عملية وملموسة وواقعية لضمان أمن المدنيين المتكدسين في رفح”.
وأشار إلى أن واشنطن لم “تر أي خطة” في هذا الشأن، إذ يمكن وجود “بدائل بعملية انتقائية أكثر باستهداف قياديي حماس، بدلا من غزو واسع النطاق”.
وخلال محادثات بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أعاد وزير الخارجية الأميركي تأكيد معارضة واشنطن لشن هجوم إسرائيلي على رفح ما لم يتضمن حماية المدنيين الفلسطينيين.
البيت الأبيض يجدد موقفه بشأن الهجوم الإسرائيلي على رفح
أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن موقفه من الهجوم البري الإسرائيلي على رفح لم يتغير، مشيرا إلى أنه لا يوجد اجتماه مقرر بشأن الهجوم.
في المقابل، يصر نتانياهو منذ أشهر على المضي قدما بهذا الهجوم، معتبرا أنه ضروري لتحقيق هدفه المعلن بـ”القضاء” على الحركة الفلسطينية.
وأكد بلينكن “لا يمكننا ولن ندعم عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة فعالة للتأكد من عدم تعرض المدنيين للأذى، ولم نرَ مثل هذه الخطة”.
وشدد على وجود “حلول أخرى وفي رأينا حلول أفضل للتعامل مع التحدي الحقيقي المستمر الذي تمثله حماس والذي لا يتطلب عملية عسكرية كبيرة” في رفح.
ويؤكد نتانياهو أن الهجوم سيتيح إلحاق هزيمة كاملة بحماس التي سيطرت على غزة في 2007، وتحرير الرهائن.
رصيف المساعدات
وكشف نائب المتحدث باسم الخارجية أن العمل في رصيف المساعدات غزة الذي يتولى بناؤه الجيش الأميركي “أصبح في منتصف الطريق”، واصفا إياه بـ”الرصيف المؤقت” الذي يهدف إلى إدخال جزء من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد أن الرصيف المؤقت لن يكون بديلا عن دخول المساعدات عن طريق المعابر البرية، حيث نشهد “بعضا من التقدم في هذا الشأن”.
الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام “جلوتس” في غزة
بدأ الجيش الأميركي في بناء “رصيف بحري مؤقت” قبالة ساحل غزة، في خطوة لإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع، فيما توشك إسرائيل على تنفيذ هجوم بري واسع في مدينة رفح.
وتسببت الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر ضد حماس في غزة بأزمة إنسانية، في حين تواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة لإتاحة دخول مزيد من المساعدات وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة.
التطبيع مع الرياض
وأكد تيك أنه حتى الآن “لا يوجد اتفاق ثنائي مع الرياض من دون صفقة كاملة، تطبع بموجبها السعودية علاقاتها مع إسرائيل مقابل سير الأخيرة بحل الدولتين”.
وأضاف أن السعودية “ستحصل من الولايات المتحدة في المقابل على معاهدة دفاعية وبرنامج نووي مدني”، وقال “ستكون صفقة كاملة أو لا تكون”.
تقرير: أميركا والسعودية تقتربان من اتفاق معاهدة أمنية
قالت سبعة مصادر مطلعة إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، والسعودية تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن ضمانات أمنية أميركية ومساعدة في المجال النووي للأغراض المدنية
وأكد بلينكن، الاثنين، أن الولايات المتحدة أصبحت شبه مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية إذا طبعت علاقاتها مع إسرائيل، في ما يبدو تقديم حوافز لإسرائيل لقبول فكرة إقامة دولة فلسطينية.
ورغم دعمها لإسرائيل، تأمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة. وتصر الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن.
“رسائل مزدوجة” لإسرائيل وحماس.. بلينكن يضغط من أجل اتفاق بغزة
خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، وجه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، “رسائل مزدوجة” إلى كل من حماس وإسرائيل، إذ حث الحركة الفلسطينية على قبول مقترح وقف إطلاق النار، بينما جدد دعوته للقيادة الإسرائيلية لتأجيل أي عملية عسكرية برية واسعة النطاق في مدينة رفح، جنوب غزة.
ولم يعلق تيك عن التقارير التي تتحدث عن فتح باب إعادة التوطين لبعض الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وقال إن واشنطن ساهمت في مساعدة بعض “الأشخاص المرضى للوصول إلى أماكن أخرى للحصول على العلاج” ضمن حالات محددة.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر، عندما نفذت حماس هجوما غير مسبوق على مستوطنات إسرائيلية أسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليين.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”. وأدى هجومها على غزة إلى سقوط 34568 قتيلا معظمهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.