دانت الخارجية الأرمينية -اليوم الأربعاء- ما وصفته باعتقال أذربيجان لعدد من قادة أرمن إقليم ناغورني قره باغ بينهم رؤساء ووزراء سابقون لما كانت تُعرف بـ “جمهورية أرتساخ”.
وقالت الخارجية الأرمينية -في بيان- إن أذربيجان تواصل اعتقالاتها التعسفية رغم المفاوضات الجارية بينها وبين أرمن قره باغ، ورغم وعود قادتها بعدم عرقلة عودة اللاجئين إلى الإقليم وتعهداتهم بإحلال السلام في المنطقة، مؤكدة أن يريفان ستتخذ كل الإجراءات القانونية لحماية ممثلي الإقليم بما في ذلك اللجوء للمحاكم الدولية.
يأتي ذلك فيما قالت الحكومة الأرمينية -اليوم الأربعاء- إن رئيس الوزراء نيكول باشينيان سيتوجه إلى إسبانيا للمشاركة في اجتماع خماسي غدا الخميس، مع ورود تقارير تفيد بعدم حضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اللقاء.
كما أشارت وكالة الإعلام الروسية الحكومية إلى أن باشينيان أبدى أيضا اليوم استعداده للاستقالة إذا كانت ستسهم في إعادة الأوضاع ببلاده إلى وضعها الطبيعي.
فرصة ضائعة
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن باشينيان قوله إنه يأسف لإضاعة فرصة إجراء محادثات مع علييف، مؤكدا أنه مستعد للتوقيع على ما وصفها بوثيقة متعلقة بمحادثات السلام بين البلدين.
وكانت وكالة “آبا” الأذربيجانية للأنباء قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن علييف لن يشارك في الاجتماع الذي كان مقررا عقده في غرناطة الإسبانية، فيما قالت وكالة بلومبيرغ إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألغى زيارته المقررة لإسبانيا.
وقالت الوكالة إن باكو قدمت اقتراحا بشأن مشاركة تركيا في الاجتماع الذي يضم أذربيجان وأرمينيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، ويشمل لقاء بين علييف وباشينيان.
وأوضحت أن بيانات المسؤولين الفرنسيين وتعاون باريس العسكري مع يريفان أثرت سلبا على مشاركة باكو في الاجتماع، فضلا عن تصريحات رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال التي وصفتها الوكالة بـ”الاتهامية” لأذربيجان.
انتقاد لفرنسا
من ناحية أخرى، دانت الخارجية الأذربيجانية بشدة ما قالت إنها مزاعم لا أساس لها أطلقتها وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس الثلاثاء في أرمينيا.
وجاء في بيان الخارجية الأذربيجانية أن فرنسا التي لم تعر أي اهتمام لطرد أذربيجانيين بالقوة من أراضيهم، ولم تلتفت إلى ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحقهم على مدى الـ30 سنة الماضية، تعمل على إثارة المجتمع الدولي بشكل متطرف بتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد أذربيجان، لا سيما حينما تدعي بما يتناقض مع مواقف منظمات دولية، أن السكان الأرمن في قره باغ أجبروا على الهجرة قسرا.
كما أضاف البيان أن محاولة فرنسا تسليح أرمينيا بشكل مستمر، مما يجعلها تعود إلى التهديد والمغامرة العسكرية، أمر لا يمكن قبوله.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كولونا قد قالت -خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الأرميني في يريفان- إن بلادها وافقت على إبرام عقود مع أرمينيا لتزويدها بمعدات عسكرية لتتمكن من الدفاع عن نفسها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع إعطاء تفاصيل بهذا الخصوص في الوقت الحالي.
كما قالت اليوم إن بلادها ملتزمة بتمكين أرمينيا من الدفاع عن نفسها عبر تزويدها بأسلحة دفاعية.