يستخدم مسلحو حركة حماس الكمائن والأفخاخ المتفجرة والدمى للإيقاع بالجنود الإسرائيليين خلال القتال الدائر حاليا في غزة، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
وسلطت الصحيفة في تقرير لها، الجمعة، الضوء على التكتيكات التي تستخدمها حماس في غزة التي دخلتها القوات الإسرائيلية منذ عدة أسابيع كرد على هجوم مسلحي الحركة على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر وقتل خلاله 1200 شخص بينهم مدنيون، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
على سبيل المثال يستخدم مسلحو حماس الدمى وحقائب الأطفال مع مكبرات صوت تبث أصوات بكاء قرب مدخل نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة، بحسب الجيش الإسرائيلي لاستدراج الجنود لزقاق ضيق مليء بالأنقاض قرب مخيم جباليا.
تنقل الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي القول إنه جرى وضع هذه الأشياء عمدا بالقرب من مدخل النفق. ونشر الجيش الإسرائيلي له الأسبوع الماضي صورا لاثنين من عارضات الأزياء أو الدمى ملفوفة في ملابس أطفال ملغومة بالمتفجرات.
ومؤخرا، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، وهي محاولات، كما يعتقد القادة، لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن رهائن في مكان قريب.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن مسلحي حماس يتنقلون من مبنى إلى آخر مرتدين ملابس مدنية ويحاولون إيقاع الجنود الإسرائيليين بكمائن مفخخة.
وتنقل الصحيفة عن ضابط برتبة مقدم في وحدة استطلاع تابعة للجيش الإسرائيلي القول إن تكتيكات حماس تضمنت “أفخاخ متفجرة ودمى وبكاء وأشخاص يتحدثون العبرية”.
وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد التي وضعها الجيش الإسرائيلي، أن وحدته أُرسلت مؤخرا لفحص مبنى في وسط غزة حيث سمع بعض الجنود “تسجيلات بكاء” لكنهم لم تمكنوا من العثور على مصدرها”.
ويتذكر الضابط الإسرائيلي أنه في إحدى المرات ظهر رجل فلسطيني بملابسه الداخلية ويلوح بعلم أبيض ملطخ بالدماء ويقترب من قواته.
أرسل الإسرائيليون طائرة صغيرة بدون طيار للتأكد من أن الرجل، الذي كان مصابا، لا يشكل خطرا.
وقال الضابط إن الرجل أخبرهم في وقت لاحق أن حماس أجبرته على الاستسلام للإسرائيليين بينما كان يتم تصوير المشهد من مبنى مجاور.
ولم يعرف الضابط ما إذا كان الغرض من ذلك هو معرفة مكان وجود قواته أو ما إذا كان المسلحون يريدون تصوير الإسرائيليين وهم يطلقون النار على مدني.
وقال الضابط إن الرجل لم يكن مصابا بالرصاص، لكنه تلقى الإسعافات الأولية وجرى نقله إلى سيارة الإسعاف.
يقول المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية رون بن يشاي إنه عندما دخل غزة مؤخرا مع الجيش الإسرائيلي، “رأى داخل غرفة أطفال، بين البطانيات، عبوة ناسفة كبيرة”.
وأضاف أن “قنابل كانت معلقة في أكياس رمل على الجدران لتنفجر على مستوى رؤوس الجنود”.
وتابع أنه “ومن خلال بكاء الأطفال وكل هذه الحيل، تهدف حماس لإيقاع قوات الجيش الإسرائيلي في الفخاخ”.
ولغاية يوم الأربعاء بلغ عدد القتلى 139 ضابطا وجنديا منذ السابع من أكتوبر، وفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وشهد يوم 12 من هذا الشهر أعلى حصيلة قتلى في صفوف العسكريين الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري في 27 من أكتوبر، حيث قتل خلاله عشرة جنود في شمال القطاع، سقط تسعة منهم في مواجهات في الشجاعية.
وكشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في حينه تفاصيل المعارك التي أدت لسقوط الجنود الإسرائيليين التسع وذلك بعد اشتباكات مع مسلحين من حركة حماس.
وقالت الصحيفة إن الجنود الذين قُتلوا في الشجاعية وقعوا ضحية لكمين منسق بدأ عندما أطلق مسلحون من حماس النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل في المنطقة.
وأضافت أنه بمجرد تزايد المخاوف من احتمال اختطافهم إلى أنفاق قريبة، وصلت قوة أخرى لإخراج الجنود المحاصرين لكنها واجهت كمينا مماثلا.
كما واجهت قوة ثالثة، حاولت تحديد مكان الجنود الذين تقطعت بهم السبل، اشتباكات عنيفة.
ووفقا للجيش الإسرائيلي ووسائل إعلام إسرائيلية فقد قتل في المعارك الكولونيل (العقيد)، اسحق بن بسات (44 عاما)، وهو رئيس فريق قادة لواء غولاني، والمقدم، تومر غرينبرغ (35 عاما)، قائد “الكتيبة 13” في لواء غولاني.
كما قتل ضابطان آخران برتبة رائد، هما الرائد روعي ملداسي (23 عاما) قائد سرية في الكتيبة 13 ضمن لواء غولاني، بالإضافة إلى الرائد موشيه أفرام بار أون (23 عاما)، قائد سرية في الكتيبة 51 ضمن اللواء ذاته.