في وقت تخوض فيه أذربيجان انتخابات رئاسية يتوقع أن يفوز فيها مجددا الرئيس إلهام علييف، تتراوح خصائص البلاد بين الحكم الأشبه بالعائلي والثروة النفطية والكافيار، وذلك وفقا لتقرير بثته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم.
وفي خطوة رمزية، أدلى علييف وأفراد عائلته بأصواتهم في مركز اقتراع في خانكندي أكبر مدينة بإقليم ناغورني قره باغ، وفق ما أعلنته الرئاسة الأذربيجانية.
وتعتبر هذه الانتخابات الأولى التي تجريها أذربيجان منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في إقليم ناغورني قره باغ، حيث فتحت 26 مركز اقتراع أبوابها لتسجيل تاريخ جديد، بحسب ما أعلنه رئيس اللجنة الانتخابية المركزية مظاهر باناخوف.
ويسيطر علييف على أذربيجان بقبضة حديدية منذ عام 2003 عندما تولى السلطة بعد وفاة والده، وتشير التوقعات إلى أنه من غير المرجح حدوث أي مفاجآت في هذه الانتخابات.
عائلة حاكمة
وحكمت عائلة علييف البلاد بشكل شبه مستمر لأكثر من 50 عاما، ففي 1969 تولى حيدر علييف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات “كي جي بي” المحلي، السلطة في أذربيجان التي كانت لا تزال جمهورية سوفياتية، باستثناء فترة توقف قصيرة، بقي في السلطة إلى حين وفاته في 2003، ومنذ ذلك الحين، تولى ابنه إلهام الرئاسة.
وفي 2017، عين إلهام علييف زوجته مهربان علييفا نائبة أولى للرئيس، كما حصلت على أهم وسام في أذربيجان “وسام حيدر علييف”.
وجمعت عائلة علييف ثروة كبرى بفضل المحروقات، وسيطرت العائلة على قطاعات كاملة من اقتصاد البلاد، بحسب معارضين ووسائل إعلام كبرى.
ثروة نفطية
وتتميز الأراضي الأذربيجانية بالنيران الطبيعية التي تخرج منها، حتى اكتسبت البلاد لقب “أرض النار” على إثر ذلك.
وتشكل هذه النيران انبعاث ثروات باطن الأرض من النفط والغاز، حيث تمثل هذه المحروقات ثلثي إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
ومع الثورة الصناعية شهد إنتاج النفط تحولا ملحوظا، وفي منتصف القرن التاسع عشر أصبح الاستخراج آليا، وتضاعفت مصافي التكرير وظهرت سفن النفط.
الكافيار الأسود
وبصفتها دولة تطل على بحر قزوين، تتمتع أذربيجان بتقليد طويل في إنتاج الكافيار الأسود، وهو بيض سمك الحفش الأبيض الذي يباع الكيلو منه بآلاف الدولارات.
وأصبح هذا النوع من الأسماك اليوم على وشك الانقراض، وهناك قيود وقواعد صارمة على إنتاجه حاليا، بسبب الصيد الجائر والتلوث.
وفي موازاة ذلك، أدى ظهور مزارع تربية سمك الحفش في جميع أنحاء العالم إلى إحداث تحول في سوق الكافيار حيث لم تعد أذربيجان طرفا مهيمنا.
المقام
كما يعد المقام نوعا موسيقيا تقليديا يعكس تاريخ البلاد الطويل وتواصلها مع الفرس والأرمن والجورجيين وشعوب تركية أخرى.
وهو فن معقد يقع بين الشعر الكلاسيكي والارتجال الموسيقي، حيث يقوم المغني رفقة موسيقيين يعزفون على الآلات التقليدية للمنطقة -الدف والتار والكمنجة- بارتجالات موسيقية وكذلك شعرية.
وتم تسجيل مجموعة مختارة من المقامات الأذربيجانية على “قرص فوياجر”، المحمول على متن المسبارين الفضائيين فوياجر اللذين تم إطلاقهما في عام 1977.
خيول قره باغ
وتشتهر أذربيجان بالقره باغ، وهو خيل جبلي صغير معروف بمقاومته وسرعته، وهي أيضا أول سلالة خيول تعترف بها اليونسكو كجزء من التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
وبفضل خصائصه، يشكل قره باغ الخيل المثالي لممارسة لعبة تشوفغان التقليدية التي تشبه لعبة البولو، لكنه مهدد بالانقراض، حيث يبلغ عدد هذه الخيول اليوم أقل من ألف حصان.
