في اليوم الـ86 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصل القصف الإسرائيلي خاصة على خان يونس، وأعلن مكتب الإعلام الحكومي حصيلة جديدة للشهداء والمصابين. في الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي تسريح ألوية وإصابة عدد من الجنود مع استمرار المقاومة الفلسطينية في استهداف قوات وآليات الاحتلال.
فقد قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش قرر تسريح 5 ألوية قتالية تعمل في قطاع غزة، منها لواءا الاحتياط 551 و14، إلى جانب 3 ألوية تدريب.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الألوية الخمسة التي سرحت ستعود للمساعدة في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي.
بدوره، قال موقع “والا” الإسرائيلي إنه وفقا لتطورات القتال في قطاع غزة فمن المتوقع تسريح قوات إضافية خلال الأسبوع المقبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدة القتال في لواء المظليين انتقلت من شمال قطاع غزة وانضمت للقوات في منطقة خان يونس ومحيطها.
من جهة ثانية، نقلت صحيفة هآرتس أن 13 جنديا إسرائيليا أصيبوا بجروح خلال الساعات الـ24 الماضية، كما ذكرت مراسلة الجزيرة أن عددا من جرحى الجيش الإسرائيلي نُقلوا من قطاع غزة عبر سيارات إسعاف عسكرية إلى مستشفيات إسرائيلية.
ونقلت صحيفة معاريف عن مدير مستشفى برزيلاي في عسقلان، أن المستشفى عالج أكثر من 3500 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو “رقم لم نشهده من قبل”.
وقال موقع والا الإسرائيلي إن كبار ضباط الاحتياط طالبوا رئيس الأركان ببدء التحقيق في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي فورا.
من جهتها، نقلت صحيفة معاريف عن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قوله إن الحكومة هي من تتحمل مسؤولية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإنه يجب تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المقصرين.
وأضاف كوهين أن الحديث عن الاستيطان في قطاع غزة “سابق لأوانه” وأن استعادة الأمن “تأتي في المقام الأول”.
وأردف قائلا “لن تكون هناك (حركة المقاومة الإسلامية) حماس، وسنعيد المختطفين وسنسيطر أمنيا على غزة، ولن نسمح بعدم خضوع السلطة (الفلسطينية) للرقابة”.
تهجير سكان غزة
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لإذاعة الجيش إنه يجب أن نشجع السكان في غزة على الهجرة، فهم يعيشون في ضائقة وفقر. وأضاف أن الإسرائيليين يرغبون العودة إلى غزة لأنها مكان جميل وسيحولون الصحراء لمكان مزدهر.
وفي أحداث اليوم، وافقت رئاسة الوزراء في إسرائيل على التناوب بين وزيري الخارجية إيلي كوهين والطاقة ويسرائيل كاتس.
عمليات المقاومة
أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها تمكنوا من تفجير فتحة أحد الأنفاق بجنود إسرائيليين في حي الشجاعية، مما أسفر عن قتيل وجريح. كما قالت سرايا القدس إنها تمكنت من قنص جندي إسرائيلي في حي التفاح بمدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم الأحد- مقتل ضابط وجندي، في معارك شمال قطاع غزة ووسطه.
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهدافها جرافة إسرائيلية من نوع “دي-9” بقذيفة “الياسين 105” شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما قالت كتائب القسام إن عناصرها استهدفوا قوات إسرائيلية خاصة شرق حي التفاح بعبوات وقذائف واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة.
وأعلنت القسام أنها استهدفت مع “كتائب المجاهدين” طائرة أباتشي إسرائيلية بصاروخ “سام 7” جنوب حي الزيتون في غزة.
وقد قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إنه “لا صفقات تبادل بيننا وبين العدو، ما لم يتوقف العدوان، وتنسحب قواته كليا من القطاع”.
حصيلة الضحايا
قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة إنه سجل 1825 مجزرة إسرائيلية، و28 ألفا و822 شهيدا ومفقودا، بينهم 9100 طفل خلال 86 يوما من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضاف المكتب -في بيان- أن أعداد المصابين ارتفعت إلى 56 ألفا و451 مصابا، في حين بلغ عدد النازحين 1.8 مليون شخص.
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات الاحتلال الحربية شنت سلسلة غارات على مخيم المغازي وسط غزة، وإن مسعفا من جهاز الدفاع المدني أُصيب وزميل له في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأضاف المراسل أن 10 أشخاص أصيبوا في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقد أفاد المراسل باستشهاد 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على خان يونس جنوبي قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد.
وقصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية مدرسة تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزة خلف شهيدة وعددا من الجرحى.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد طفلتين في قصف إسرائيلي بمحيط المستشفى الأوروبي جنوب شرق خان يونس بقطاع غزة، كما استشهد 48 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على حي الزيتون في مدينة غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن 20 فلسطينيا استشهدوا في قصف إسرائيلي على جامعة الأقصى في غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد وزير الأوقاف وخطيب الأقصى السابق الشيخ يوسف سلامة في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة.
وقال مصدر طبي للجزيرة إن 64 شهيدا و186 مصابا سقطوا في قصف إسرائيلي على منازل في المنطقة الوسطى من قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جهته، قال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء -في بيان- إن عدد الشهداء هذا العام هو الأكبر في فلسطين منذ نكبة 1948.
وطالبت منظمة التعاون الإسلامي، محكمة العدل الدولية، بسرعة الاستجابة للدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية، من أجل وضع حد للإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
ورحبت منظمة التعاون، التي تتخذ من جدة مقرا لها في بيان، بالدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية، لارتكاب إسرائيل -قوة الاحتلال- جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
أحداث الضفة
وفي تطورات الضفة الغربية، قال مراسل الجزيرة إن اشتباكات وقعت بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس شرقي طولكرم بالضفة الغربية.
وأشار إلى أن 3 فلسطينيين أُصيبوا بجراح في قصف من مسيّرة إسرائيلية على المخيم، وأن مسيرة ثانية قصفت موقعا في محيط حارة المدارس داخل المخيم مما أسفر عن وقوع جرحى.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن شابين أصيبا بشظايا قصف مسيرة إسرائيلية داخل المخيم، جروح أحدهما خطيرة.
وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات إسرائيلية تجددت على مدخل مخيم طولكرم بالضفة، أثناء انسحاب جيش الاحتلال من مخيم نور شمس.
وكان المراسل قد نقل أن الاحتلال يحاصر مخيم نور شمس في طولكرم، وسط اشتباكات وانفجارات متتالية.
وأفاد مراسل الجزيرة باقتحام قوات الاحتلال مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن فرق القناصة تعتلي أسطح مبان مطلة على المخيم.
وكان المراسل قال في وقت سابق إن قوات الاحتلال تحاصر مستشفى ثابت ثابت الحكومي ومستشفى الزكاة في مدينة طولكرم، وذلك بعد اقتحامها المدينة من محورها الغربي.
جبهة لبنان
قال مراسل الجزيرة إن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت منزلا في أطراف بلدة بنت جبيل جنوبي لبنان، كما قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية محيط بلدة مارون الراس جنوبي لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو هاجم بنى تحتية ومواقع عسكرية لحزب الله اللبناني في قرية رامية جنوبي لبنان.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بإطلاق صاروخين مضادين للدروع من جنوب لبنان باتجاه موقع عسكري إسرائيلي في الجليل الأعلى.
وقال حزب الله إن عناصره استهدفوا موقع حانيتا الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وحققوا إصابة مباشرة.
وكان حزب الله أعلن مقتل أحد عناصره في الجنوب ضمن مواجهات مع القوات الإسرائيلية، ليرتفع عدد قتلاه إلى 134 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي السياق ذاته، قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن إسرائيل لا تستطيع إعادة المستوطنين إلى الشمال “ونحن في قلب المعركة”، مؤكدا أن على تل أبيب وقف الحرب على غزة لتتوقف الحرب في لبنان.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية