في اليوم الـ153 من الحرب على غزة، أوقع القصف الإسرائيلي عشرات الشهداء في وسط القطاع بعد يوم شهد 9 مجازر جديدة، بينما يهدد الجوع مئات آلاف المحاصرين.
يتزامن ذلك فيما تخوض المقاومة معارك مع قوات الاحتلال في محاور عدة بينها جحر الديك وخان يونس، فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بمقتل عشرات الضابط الكبار منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
سياسيا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته ضد كل مواقع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، بما فيها رفح التي وصفها بـ”المعقل الأخير” للحركة.
27 شهيدا بمراكز احتجاز
كشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 27 معتقلا فلسطينيا من غزة توفوا في منشآت عسكرية احتجزوا فيها منذ اندلاع الحرب على القطاع في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن المعتقلين توفوا أثناء احتجازهم في قاعدة “سدي تيمان” العسكرية الواقعة شمال شرقي بئر السبع، وفي قاعدة عناتوت بالقرب من القدس، أو أثناء الاستجواب في مرافق أخرى للتحقيق داخل إسرائيل.
وقالت الصحيفة ذات التوجه اليساري، إن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي بيانات عن ظروف وفاتهم، لكنه أشار إلى أن بعضهم أصيبوا خلال القتال، بينما عانى آخرون من حالة طبية معقدة قبل اعتقالهم.
تصعيد بالبحر الأحمر
قال زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي -الخميس- إن ما سماها “عمليات الإسناد” التي تنفذها جماعته بلغت هذا الأسبوع 8 عمليات، اسُتهدفت خلالها 7 سفن بـ19 صاروخا وطائرة مسيرة، وذلك في أعقاب الإعلان لوسائل الإعلام التابعة للجماعة أن غارات أميركية وبريطانية استهدفت منطقة شمالي الحديدة.
وأضاف عبد الملك الحوثي أنه “لا أمل للإسرائيليين في نصر حاسم، وهم يكابرون وينفذون المجازر وعمليات الإبادة الجماعية”، وأن العالم مجمع على إجرام ووحشية ما تشهده غزة، ويطالب بوقفه “ما عدا أميركا وبريطانيا”.
وأكد زعيم الحوثيين أن إجمالي العمليات المنفذة في البحرين الأحمر والعربي بلغت 64، وأن استهداف السفينتين الأميركية والإسرائيلية من أبرز عملياتهم، مشيرا إلى استخدامهم أسلحة جديدة في العمليات الأخيرة “تفاجأ بها الأميركي والبريطاني”، وفق قوله.
مجازر جديدة
استمرت -الخميس- الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث قالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 9 مجازر راح ضحيتها أكثر من 86 شهيدا و113 جريحا.
وارتفع عدد الشهداء في وسط قطاع غزة إلى 42 بعد انتشال 7 شهداء من منزل جنوب دير البلح وسط القطاع، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا مع استمرار جهود انتشال الضحايا.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 30 ألفا و800، وعدد المصابين إلى 72 ألفا 298.
مفاوضات بلا اتفاق
ذكرت مصادر للجزيرة أن مفاوضات القاهرة انتهت من دون التوصل إلى اتفاق، وأن الوسطاء بين حماس وإسرائيل حاولوا جسر الفجوة بين الطرفين لكن جهودهم لم تنجح.
وقالت المصادر إن إسرائيل رفضت طلب حماس وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وعودة النازحين من دون شروط.
وقال مسؤول كبير في حماس لرويترز إن إسرائيل تصر على رفض “وقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين”.
وصرح مصدر مسؤول لقناة القاهرة الإخبارية المصرية بأن المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قبل حلول شهر رمضان مستمرة بين جميع الأطراف.
وقال المسؤول إن وفدا من حماس غادر القاهرة في الوقت الحالي لإجراء مشاورات، لكن المحادثات ستستأنف الأسبوع المقبل.
جيش الاحتلال: فقدنا عشرات القادة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -الخميس- مقتل 4 من قادة الألوية و39 قائد فصيل و13 قائد سرية و6 ضباط يحملون رتبة مقدم، إضافة لضابط أركان حرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وسبق هذا الإعلان تصريح لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، قال فيه “على الرغم من الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي في الحرب، فإنه دفع أثمانا باهظة وخسر قادة وجنودا”.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رقيبا من “لواء الجبل” قُتل خلال معارك جنوبي قطاع غزة، كما أكد جيش الاحتلال إصابة 13 جنديا، بينهم 6 في حالة خطيرة، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الرقيب القتيل والمصابين سقطوا في كمين بمدينة حمد غربي خان يونس.
كما أعلن مستشفى سوروكا الإسرائيلي استقبال 9 جنود مصابين، اثنان منهم مصابان بجروح بليغة، وقال المستشفى إنه يعالج الآن 42 جنديا في مختلف الأقسام، 9 منهم في حالة خطيرة، مؤكدا استقباله 2819 جنديا مصابا بدرجات متفاوتة الخطورة منذ بداية الحرب.
اشتباكات واقتحامات بالضفة
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي -فجر الخميس- طوباس شمالي الضفة الغربية، واندلعت مواجهات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال استهدف خلالها المقاومون آليات وجنود الاحتلال بعبوات متفجرة محلية الصنع.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي نابلس ورام الله وشنت عمليات دهم واعتقال حيث اعتقلت في رام الله الأسيرة المحررة الصحفية بشرى الطويل والناشطة الحقوقية صمود مطير وهي شقيقة الشهيدة عهد مطير.
وقال مراسل الجزيرة في رام الله محمد خيري إن قوات الاحتلال اقتحمت طوباس من عدة محاور مصحوبة بجرافة عسكرية وسيرت دورياتها في المدينة ودهمت عدة منازل واعتقلت عددا من المواطنين الفلسطينيين.
وِأشار المراسل إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت أيضا مدينة نابلس ونفذت عمليات دهم ليلية لمنازل المواطنين واعتقلت أسيرا محررا من داخل المدينة، واستهدف الاحتلال في اقتحامه ومداهماته خاصة المنطقة الشرقية من مدينة نابلس ومخيم عسكر.
تحقيقات بجيش الاحتلال
أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي -الخميس- بدء تحقيقات داخلية تبدأ من عام 2018 إلى العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبيّن هاليفي أن “الغرض من التحقيق هو التعلم”، موضحا ذلك بقوله “لقد مررنا بأحداث صعبة، وفشلنا في حماية المدنيين”، في إشارة إلى معركة طوفان الأقصى.
وأضاف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه “إذا لم نحلل بشجاعة ما فعلناه، فسنجد صعوبة في مواجهة” المواطنين الإسرائيليين.
نتنياهو: سنتعقب حماس حتى رفح
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته ضد كل مواقع حركة حماس في قطاع غزة، بما فيها رفح، مشددا على عدم التراجع عن تلك الخطوة.
وخلال حفل تخريج ضباط بقاعدة رامون العسكرية، قال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته ضد كل المواقع في قطاع غزة بما فيها رفح التي وصفها بالمعقل الأخير للحركة.
وأضاف نتنياهو أن جهود القوات الإسرائيلية “ستستمر لضرب الأعداء حتى تحقيق الانتصار”، وتابع “نخوض هذه الحرب من أجل ضمان بقائنا”.
الشاباك يحقق في إخفاق 7 أكتوبر
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار قد وجه لأول مرة منذ معركة طوفان الأقصى وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بفتح تحقيق داخلي في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويأتي تحقيق الشاباك بعد تحقيق للجيش الإسرائيلي وتحقيق لمراقب الدولة بشأن معركة طوفان الأقصى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الجهاز لم تسمه أن التحقيق قد يستمر لعدة أسابيع لأنه يجري خلال الحرب على قطاع غزة. ووفقا للصحيفة، فإن الشاباك سيحقّق فيما حدث ليلة 6 و7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.