الحمص من الأغذية الشهية، التي تزود الجسم بالبروتين والألياف الغذائية، ولكن عليك أن تحذر من تناوله إذا كان فاسدا، فكيف تعرف؟ وما مخاطره الصحية؟
نشتري عادة الحمص في علبة بلاستيكية، كما قد يوضع في صحن نحضره معنا من المنزل إلى المطعم ليوضع فيه الحمص ويزين بالحمص الحب والتبيلة والفلفل الأحمر المطحون “البابريكا” والسماق.
ولكن علينا أن نعرف أنه بمجرد فتح الغطاء وبدء الأكل من العلبة، تصبح علبة الحمص بيئة مفتوحة للبكتيريا المحمولة جوا.
هذا الكلام ينطبق ليس فقط على الحمص، بل على أي علبة تحتوي على صلصة أو مايونيز أو لبنة أو تتبيلة موضوعة في علبة.
وتحذر الدكتورة بريمروز فريستون، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة ليستر -في تصريحات للديلي تلغراف- من أن مدة يومين فقط هو كل ما يلزم لتصبح الصلصات غير آمنة للأكل، على الرغم من أن هذا يمكن أن يحدث بشكل أسرع.
وغالبا ما يوضع على هذه العلب تحذيرا من أنه يجب استهلاكها في يومين من فتح العلبة.
تقول الدكتورة فريستون “المشكلة هي أنه بمجرد فتح الغطاء، تبدأ البكتيريا المحمولة جوا في الاستقرار على سطح الصلصة”.
وتضيف “عندها تصبح مسألة وقت فقط قبل أن يحدث التلوث بالجراثيم ويصبح التسمم الغذائي احتمالا”.
تلوث الحمص
ويمكن أن تنتقل البكتيريا والفطريات والفيروسات من أيدينا أثناء تناول الحمص أو من أفواهنا أثناء التنفس أو التحدث أو العطس أو السعال بالقرب منه.
ولكن، بالإضافة إلى الجراثيم التي تدخل إلى الحمص، يجب تذكر أن الحمص لن يكون معقما عند شرائه، إذ يحتوي بالفعل على كائنات دقيقة وفتح الغطاء يوفر جرعة من الأكسجين لتنطلق وتبدأ في النمو بسرعة.
ودرجة الحرارة هي أيضا عامل، فعندما تتمكن البكتيريا من الوصول إلى درجات حرارة أعلى من الثلاجة (أعلى من 5 درجات مئوية)، يمكن أن يتضاعف عددها في أقل من 20 دقيقة.
في حين يتعافى معظم المصابين في غضون أيام قليلة دون الحاجة إلى أي علاج، فإنه قد يشكل تهديدا لحياة الصغار جدا، والمصابين بضعف المناعة وكبار السن، وكذلك النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد، كما تلاحظ “لا ينبغي لهم تناول صلصات أو أي بقايا طعام أخرى لم يتم تخزينها بأمان”.
وعندما يتعلق الأمر بالحمص والصلصات عموما، فإن الليستيريا هي السبب الأكثر احتمالا للتسمم الغذائي.
من المستحيل معرفة ما إذا كان الحمص ملوثا أم لا ولكن الخطر يزداد إذا تناولته بعد أكثر من 48 ساعة من فتحه، أو بعد تاريخ انتهاء صلاحيته إذا كان حمصا معلبا.
وتقول الدكتورة بريمروز “إذا كان هناك عدد قليل من الليستيريا عند تناولك للصلصات، فلن تمرض. أما إذا كان هناك المئات، فقد تمرض وإذا كان هناك الآلاف، فمن المؤكد أنك ستمرض”.
ما العلامات التي تشير إلى أن الحمص انتهت صلاحيته؟
غالبا لا توجد علامات تشير إلى انتهاء صلاحية الحمص أو فساده، ولكن إحدى العلامات هي انتفاخ علبة الحمص، وهي علامة على وجود البكتيريا، حيث تنتج الغاز أثناء نموها، مما يتسبب في انتفاخ العبوة.
كما من علامات فساد الحمص:
- تغير لونه.
- طعم حامضي.
- انفصال مكونات الحمص عن بعضها أو تكتله.
- رائحة غريبة أو كريهة.
كيف يمكنك تقليل مخاطر فساد الحمص؟
- بمجرد شراء الحمص ضعه في الثلاجة بسرعة.
- بغض النظر عما إذا كان الحمص من مطعم أو معلب، لا تتركه أكثر من يومين، ثم تخلص منه.
- إذا كنت قد أكلت من الحمص وتريد الاحتفاظ بالباقي للغد، فلفه في غلاف بلاستيكي قبل إعادتها إلى الثلاجة، لأن هذا يمنع الهواء ويبطئ نمو البكتيريا.
- إذا تركت الحمص في درجة حرارة الغرفة لبضع ساعات أو تناول من العلبة عدة أشخاص، فلا ترجعه إلى الثلاجة لأن مستوى الجراثيم قد ارتفع إلى مستوى يمكن أن يسبب المرض بالفعل.
فوائد الحمص
ويوفر الحمص العناصر الغذائية الأساسية، من بينها البروتين، وقد تفيد المكونات الموجودة في الحمص صحتك العامة وتقلل من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية.
ويتم صنع الحمص عن طريق مزج حبوب الحمص والطحينة (بذور السمسم المطحونة) وعصير الليمون والثوم في محضر الطعام، ثم يزين بالبقدونس والتتبيلة والسماق والبابريكا، ويضاف إليه زيت الزيتون.
وهذه 6 فوائد مثبتة علميا للحمص:
1- الحمص غني بالعناصر الغذائية
يحتوي الحمص على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن، وفقا لتقرير في هيلث لاين.
تحتوي حصة من الحمص (معلقتان كبيرتان) أو 30 غراما (غم) على:
- السعرات الحرارية: 71
- الدهون: 5 غرامات
- البروتين: غرامان
- الكربوهيدرات: 5 غرامات
- الألياف: غرامان
- المنغنيز: 7% من القيمة اليومية الموصى بها “دي في” (DV)
- النحاس: 7% من القيمة اليومية
- المغنيسيوم: 3% من القيمة اليومية
- الفوسفور: 2% من القيمة اليومية
- حمض الفوليك: 2% من القيمة اليومية
- الحديد: 2% من القيمة اليومية
- الزنك: 2% من القيمة اليومية
- الثيامين: 2% من القيمة اليومية
2- الحمص قد يساعد في تخفيف الالتهاب
الالتهاب هو وسيلة الجسم لحماية نفسه من العدوى أو المرض أو الإصابة.
ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يستمر الالتهاب لفترة أطول من اللازم. ويطلق على هذا الالتهاب المزمن، وقد ارتبط بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة.
والحمص مليء بالمكونات الصحية التي قد تساعد في تقليل الالتهاب المزمن. وزيت الزيتون واحد منها. إنه غني بمضادات الأكسدة القوية التي لها فوائد مضادة للالتهابات.
على وجه الخصوص، يحتوي زيت الزيتون البكر على مضاد الأكسدة أوليوكانثال، والذي يعتقد أنه له خصائص مضادة للالتهابات مماثلة للأدوية المضادة للالتهابات الشائعة.
وبالمثل، قد تساعد بذور السمسم، التي تشكل الطحينة، في تقليل علامات الالتهاب في الجسم مثل الإنترلوكين 6 (IL-6)، الذي يرتفع في الحالات الالتهابية مثل التهاب المفاصل.
علاوة على ذلك، أظهرت العديد من الدراسات أن تناول نظام غذائي غني بالبقوليات مثل الحمص يقلل من علامات الالتهاب في الدم.
3- الحمص يدعم صحة الجهاز الهضمي
الحمص مصدر رائع للألياف الغذائية، التي يمكن أن تحسن صحة الجهاز الهضمي.
وتوفر ملعقتان كبيرتان (30 غراما) من الحمص ما يقارب من غرامين من الألياف الغذائية، وهو ما يمثل حوالي 6% من القيمة اليومية للألياف.
وبفضل محتواه من الألياف، قد يساعدك الحمص في الحفاظ على انتظام حركة الأمعاء. هذا لأن الألياف الغذائية تساعد على تليين البراز وإضافة حجم إليه بحيث يسهل مروره.
4- الحمص قد يساعد في إدارة مستويات السكر في الدم
يمتلك الحمص مؤشرا غلايسيميا منخفضا، وهو مقياس يقيس قدرة الأطعمة على رفع نسبة السكر في الدم.
يتم هضم الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع بسرعة ثم امتصاصها، مما يتسبب في ارتفاع حاد وانخفاض في مستويات السكر في الدم. على العكس من ذلك، يتم هضم الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض ببطء ثم امتصاصها، مما يتسبب في ارتفاع وانخفاض أبطأ وأكثر توازنا في مستويات السكر في الدم.
ويُعد الحمص مصدرا للألياف القابلة للذوبان والدهون الصحية، وهو غني بالبروتين والنشا المقاوم، الذي يبطئ هضم الكربوهيدرات.
وتساعد الدهون أيضا في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء، مما يوفر بدوره إطلاقا أبطأ وأكثر ثباتا للسكر في مجرى الدم.
5- الحمص يعزز صحة القلب
يحتوي الحمص على العديد من المكونات التي قد تساعد في تقليل عوامل الخطر لأمراض القلب.
ففي دراسة استمرت 5 أسابيع، تناول 47 شخصا بالغا إما نظاما غذائيا يحتوي على حمص مضاف أو نظاما غذائيا يحتوي على قمح مضاف. وبعد الدراسة، كان لدى أولئك الذين تناولوا حمصا إضافيا مستويات أقل بنسبة 4.6% من مستويات الكوليسترول الضار “إل دي إل” مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا قمحا إضافيا.
يعد الحمص أيضا مصدرا رائعا للدهون الصحية للقلب من زيت الزيتون.
وجد تحليل بحثي أن خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة بشكل عام كان أقل بنسبة 4% لكل زيادة قدرها 5 غرامات في تناول زيت الزيتون اليومي.
6- الحمص يدعم إدارة الوزن
لقد بحثت العديد من الدراسات كيف يؤثر الحمص على فقدان الوزن، ومن المثير للاهتمام أنه وفقا لدراسة فإن الأشخاص الذين يستهلكون الحمص بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 53%.
ومع ذلك، ليس من الواضح تماما ما إذا كانت هذه النتائج ترجع إلى خصائص معينة للحمص أو ببساطة أن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأطعمة يعيشون نمط حياة صحية بشكل عام.
الحمص غني أيضا بالألياف، مما قد يساعد في تعزيز فقدان الوزن.