البول هو أحد المؤشرات على الصحة والمرض، فماذا يعني تحول لون البول إلى الزهري أو الأحمر لدى الرجل؟ وماذا تعني الألوان الأخرى؟
اللون الأحمر أو الوردي
يمكن أن يكون البول ذو اللون الأحمر أو الزهري مثيرا للقلق. وفقا للدكتورة آشلي بونتني، الطبيبة المساعدة في جراحة المسالك البولية في نظام مايوكلينيك الصحي في أوستن وألبرت ليا، مينيسوتا -في تصريحات للديلي ميل- هو علامة على وجود بيلة دموية، والمعروفة باسم النزيف في المسالك البولية.
ويحدث هذا عادة بسبب حالات مثل تضخم البروستات لدى الرجل.
وقد يواجه الرجال الذين يعانون من تضخم البروستات -وهو عضو صغير على شكل الجوز يقع بين المثانة والمستقيم لدى الرجل- صعوبة في التبول، كما قد يحتاجون إلى التبول في كثير من الأحيان، أو يعانون من سلس البول.
أما الأسباب التي تشمل الرجال والنساء فهي حصوات الكلى والخراجات، حيث يمكن لهذه المشكلات أن تمزق الأوعية الدموية عن طريق الضغط على المسالك البولية.
يمكن أن تؤدي حصوات الكلى والكيسات أيضا إلى ألم شديد وصعوبة في التبول.
ومع ذلك، فإن النزيف ليس دائما مشكلة طبية خطيرة. وتقول بونتني إن الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السل يمكن أن تؤدي إلى زيادة النزيف.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظت بونتني أنه ليس كل البول الأحمر علامة على الدم. وقالت إن تناول البنجر والتوت يمكن أن يحول البول إلى اللون الأحمر أو الوردي.
المزيد من المعلومات عن تضخم البروستات
تعد البيلة الدموية أحد الآثار الجانبية الشائعة لتضخم البروستات الحميد. وبما أن البروستات يدخل بشكل مباشر في المسالك البولية، فليس من المستغرب أن يتم طرد أي تسرب للدم المرتبط بهذا التضخم عبر مجرى البول.
يعد الدم سببا شائعا لزيارة طبيب المسالك البولية، وغالبا ما يؤدي إلى تشخيص تضخم البروستات الحميد.
وعلى الرغم من أن تضخم البروستات الحميد هو حالة حميدة، فإنه يجب تقييمه وعلاجه من قبل طبيب المسالك البولية على الفور لتجنب ظهور أعراض أكثر خطورة.
وإذا لم يكن الدم ناتجا عن تضخم البروستات الحميد، فهناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى -سواء الحميدة أو الخبيثة- والتي يمكن أن تشمل:
1- مشاكل في الكلى
يمكن أن تكون التهابات الكلى وحصوات الكلى سببا مساهما في ظهور الدم في البول. في حين أن الكلى هي العمود الفقري لأنظمتنا البولية، فهي أيضا حساسة للتغيرات في أجسامنا، خاصة فيما يتعلق بالمسالك البولية.
لذلك يجب تشخيص مشاكل الكلى وعلاجها قبل أن تصبح أي آثار سيئة دائمة. ومثل الكثير من الأعضاء الأخرى في أجسامنا، تكون الكلى أيضا عرضة للإصابة بالأورام الخبيثة أو السرطان، خاصة في مراحله المتقدمة، يمكن أن تسبب بيلة دموية.
2- مشاكل المثانة
عنصر آخر مهم في المسالك البولية، يمكن أن تصاب المثانة بالعدوى مما يسبب الدم في البول. يعرف هذا باسم عدوى المسالك البولية، والسبب الشائع لهذه العدوى هو الانسداد الذي يؤدي إلى احتياطي البول في المثانة (احتباس البول). وتعد حصوات المثانة وسرطان المثانة أيضا من أسباب ظهور الدم في البول.
كما أن العديد من مشاكل المثانة هي في حد ذاتها أحد أعراض حالة كامنة مثل تضخم البروستات الحميد، وبالتالي يجب علاجها بسرعة لتجنب المضاعفات على المدى الطويل.
3- أسباب أخرى
هناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى لظهور الدم في البول بما في ذلك إصابة أي جزء من المسالك البولية، من الرياضة إلى حوادث السيارات والآثار اللاحقة لبعض العمليات الجراحية.
وقد تسبب بعض الأدوية أيضا تغير لون البول أو تسمح بدخول الدم إلى البول. وأخيرا، يمكن لبعض الأطعمة أن تصبغ البول باللون الأحمر، ولكن هذا عادة ما يكون واضحا، حيث إن اللون يختلف تماما عن الدم الفعلي في البول.
لون البول البرتقالي
صبغة البيتا كاروتين هي المسؤولة عن جعل الجزر برتقاليا. وتناول الكثير من الجزر يمكن أن يفعل الشيء نفسه للبول.
كما أنه إذا كان لون بولك برتقاليا، فقد يكون ذلك بسبب الأدوية المضادة للالتهابات التي تتناولها.
وتقول بونتني: “يمكن لأدوية الإمساك أن تحول البول إلى اللون البرتقالي، وكذلك الأدوية التي تقلل التورم والتهيج، وبعض أدوية العلاج الكيميائي للسرطان”.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون المكملات الغذائية هي السبب. وتضيف بونتني: “بعض الفيتامينات، مثل “إيه” (A) و و”بي- 12″ (B-12)، يمكن أن تحول البول إلى اللون البرتقالي أو الأصفر البرتقالي”.
ومع ذلك، يمكن أن يشير البول البرتقالي أيضا إلى مشكلة أكثر خطورة. وتقول بونتني: “يمكن أن يكون البول البرتقالي علامة على وجود مشكلة في الكبد أو القناة الصفراوية، خاصة إذا كان لديك أيضا براز فاتح اللون”.
كما أن الجفاف يمكن أن يجعل البول يبدو برتقاليا.
لون البول الأزرق أو الأخضر
قالت الدكتورة بونتني إن أحد الأسباب الشائعة هو الأصباغ المستخدمة في الاختبارات الطبية.
وأحد الأمثلة الشائعة هو الميثيلين الأزرق، وهو صبغة مائية، وتستخدم في العمليات الجراحية. كما إنه يستخدم لعلاج ميتهيموغلوبينية الدم، وهو اضطراب نادر في الدم يجعل من الصعب على خلايا الدم الحمراء حمل الأكسجين إلى الأنسجة والخلايا الأخرى.
وأضافت بونتني: “بعض أدوية الاكتئاب والقرحة والارتجاع الحمضي يمكن أن تحول البول إلى اللون الأزرق المخضر”.
وتشمل هذه الأدوية أميتريبتيلين، وهو مضاد للاكتئاب شائع، وريجلان، الذي يستخدم لعلاج الغثيان، وسيميتيدين، وهو دواء لارتجاع الحمض دون وصفة طبية.
وأشارت بونتني أيضا إلى أن الاضطراب الوراثي النادر “فرط كالسيوم الدم الحميد العائلي” يمكن أن يتسبب في ظهور بول أزرق لدى الأطفال.
لون البول البني الغامق
وفقا لبونتني فإن تناول الكثير من الفول السوداني والفاصوليا يمكن أن يجعل لون البول داكنا.
فإذا كان لون بولك بنيا، فقد يكون ذلك علامة على تناول الخضار والبقوليات بكثرة.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى أن بعض الأدوية، بما في ذلك تلك المستخدمة لعلاج الملاريا والوقاية منها والإمساك وارتفاع نسبة الكوليسترول والنوبات، وكذلك المضادات الحيوية ومرخيات العضلات، يمكن أن تجعل البول داكنا.
أيضا فإن بعض اضطرابات الكبد والكلى والتهابات المسالك البولية يمكن أن تحول البول إلى اللون البني الداكن.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انسداد القناة الصفراوية -الممرات التي تحمل الصفراء إلى مناطق الجهاز الهضمي مثل الكبد والمرارة- إلى جعل لون البول داكنا.
وإذا كنت تمارس الرياضة أكثر من اللازم، فقد يؤدي ذلك إلى إصابة العضلات التي تؤدي إلى تراكم الفضلات في الجسم، مما يؤدي إلى تغميق لون البول.