‫دراسة: جراحة الوزن تحسن السيطرة على سكر الدم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

قدمت دراسة جديدة أملا للأفراد الذين ‫يعانون من السمنة والسكري، إذ أظهرت أن جراحات علاج البدانة قادرة على ‫المساعدة في تحسين هاتين الحالتين المرضيتين.

وأوضح الدكتور علي أمينيان مدير معهد السمنة والتمثيل الغذائي لدى ‫كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة -والذي شارك في هذه الدراسة- أن السمنة والسكري ‫متلازمان، إذ إن الشحوم الزائدة قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع ‫الثاني وتفاقمه.

‫وأضاف أمينيان “من المرجح عند تطبيق أسلوب علاجي فعال للسمنة أن تشهد ‫الحالات المرتبطة بها مثل مرض السكري وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط ‫الدم تحسنا ملموسا، كما يمكن أن تؤدي جراحات السمنة إلى تغيرات هرمونية ‫إيجابية تساعد في تحسين التحكم بمرض السكري، لقد أردنا من خلال هذه ‫الدراسة المقارنة بين تأثير جراحة إنقاص الوزن على مرض السكري وتأثير الأدوية ‫أو تغييرات نمط الحياة المستخدمة عادة في إدارة هذا المرض”.

جراحات إنقاص ‫الوزن

‫وتحمل الدراسة اسم “تحالف التجارب العشوائية للأدوية مقابل جراحات ‫التمثيل الغذائي في علاج مرض السكري من النوع الثاني”، ‫وبحثت بشكل خاص الآثار المديدة على التحكم بالسكري نتيجة لجراحات إنقاص ‫الوزن، وشملت أيضا النتائج التي تم جمعها من مرضى في كليفلاند كلينك و3 ‫مراكز طبية أخرى في الولايات المتحدة الأميركية، والذين تمت دراستهم على ‫فترة امتدت لـ12 عاما.

‫ووجدت الدراسة أن جراحات السمنة تسهم بتحقيق نتائج أفضل في السيطرة على مرض ‫السكري مقارنة بالتدخلات الطبية الأخرى والتغييرات في نمط الحياة.

كما ‫وجد الباحثون أن المرضى احتاجوا بعد جراحة السمنة إلى أدوية سكري أقل، وأن عدد ‫المرضى الذين شهدوا تراجعا ملموسا في حدة مرض السكري كان أكبر من ‫نظيره لدى مرضى المجموعة التي استخدم أفرادها الأدوية والتغييرات في ‫نمط الحياة.

‫مستويات الجلوكوز واستخدام الإنسولين

‫وقارنت الدراسة نتائج تحاليل سكر الدم التراكمي (إيه 1 سي) لدى المرضى، إذ ‫تقيس هذه التحاليل متوسط سكر الدم للمريض على مدى 3 أشهر، وعند تسجيل ‫معدل يبلغ 6.5% في هذه التحاليل يصنف المريض مصابا بالسكري. ‫

وأظهرت النتائج أن المرضى في مجموعة ما بعد جراحات السمنة سجلوا نتائج ‫أفضل في تحاليل سكر الدم التراكمي (إيه 1 سي) مقارنة بمجموعة المرضى الذين ‫تناولوا الأدوية أو أجروا تغييرات في نمط حياتهم، وذلك بنسبة 1.4% أقل ‫عند مستوى 7 أعوام و1.1% أقل عند مستوى 12 عاما.

‫كما كان استخدام الإنسولين أقل بشكل ملحوظ في مجموعة جراحات السمنة لدى ‫قياسه بعد 7 سنوات وبنسبة بلغت 16% مقابل 56%.

وأشار الدكتور أمينيان ‫إلى أن الفائدة المحققة تتسم بأهمية كبيرة، خاصة عند النظر إلى حقيقة ‫صعوبة تعديل جرعات الإنسولين عند بعض المرضى، مع ما يترتب على ذلك من ‫عواقب خطيرة في حال انخفاض السكر في الدم إلى مستويات متدنية جدا، و‫بالإضافة إلى ذلك فإن الإنسولين قد يؤدي في الواقع إلى زيادة الوزن.

‫وعاينت الدراسة كذلك عدد المرضى الذين سجلوا تراجعا ملموسا في حدة مرض ‫السكري ولم يعودوا بحاجة إلى تناول الإنسولين أو أي أدوية أخرى للتحكم ‫بنسبة السكر في الدم.

وكانت مستويات تراجع حدة مرض السكري أكبر بعد ‫جراحات السمنة وبنسبة 18.2% التي حققها أفراد هذه المجموعة مقارنة ‫بنسبة 6.2% في المجموعة التي تناول أفرادها الأدوية أو أجروا تغييرات ‫في نمط الحياة، وذلك بعد 7 أعوام.

أما بعد 12 عاما فقد كان 12.7% من ‫أفراد مجموعة جراحات السمنة لا يزالون في حالة التراجع الملموس بحدة ‫مرض السكري مقارنة بـ0.0% من المجموعة التي تناول أفرادها الأدوية أو ‫أجروا تغييرات في نمط الحياة.

‫فائدتان إضافيتان

‫وتوصلت الدراسة إلى فائدتين إضافيتين طويلتي الأمد لجراحات السمنة ‫مقارنة بالتغييرات في نمط الحياة وتناول الأدوية، وتمثلت هاتان ‫الفائدتان في أن أفراد مجموعة جراحات السمنة سجلوا مستويات كوليسترول ‫صحية أكثر، كما أصبح مرضى ارتفاع ضغط الدم بحاجة إلى تناول أدوية أقل ‫لضبط ضغط الدم لديهم.

‫وأوضح الدكتور أمينيان أن الدراسة لا توصي بمسارعة مرضى السمنة ‫والسكري إلى إجراء جراحات سمنة، وقال في هذا السياق “تعد التغييرات في ‫نمط الحياة وتناول الأدوية خط العلاج الأول، لكن في حال عدم تحقيق ‫الاستجابة الكافية مع تطبيق هذين المعيارين فقد تكون جراحات السمنة ‫خيارا جيدا للمرضى، كما يجب في حال الحاجة إليها عدم تأخير إجرائها ‫لفترة طويلة، لأن السكري مرض تقدمي وقد تفضي عدم إدارته بشكل صحيح إلى ‫مضاعفات خطيرة طويلة المدى وقد تؤدي إلى الموت، وبالإضافة إلى ذلك كلما ‫كانت مدة إصابة المريض بالسكري أقصر زادت احتمالية الشفاء على المدى ‫الطويل بعد جراحة السمنة”.

‫وعلى الرغم من توافر فئات جديدة من أدوية السكري مؤخرا -والتي تساعد في ‫إنقاص الوزن- فإن الدراسة توضح أن هذه الأدوية قد تكون مكلفة ويجب ‫استخدامها على المدى الطويل، كما أن فعاليتها على المدى الطويل لم تتم قياسها على نحو دقيق إلى الآن.

‫واختتم الدكتور أمينيان بالقول “يمكن لجراحات السمنة أن تكون الخيار ‫الأفضل للمرضى المصابين بالسكري والسمنة، خاصة أولئك الذين لديهم مؤشر ‫كتلة جسم مرتفع جدا ولم يستجيبوا بشكل جيد للأدوية، لقد أصبحت العمليات ‫الجراحية أكثر أمانا بكثير من ذي قبل، كما أن جراحات السمنة قادرة على ‫الوقاية من التبعات الصحية طويلة الأمد للسمنة والسكري”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *