دراسة تكشف عن معدل انخفاض العمر المتوقع لمرضى التوحد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

كشفت دراسة حديثة، أن المصابين بالتوحد ينخفض متوسط أعمارهم المتوقع عن نظرائهم الأصحاء، وهذا لا يعود لإصابتهم بالاضطراب فقط؛ بل لأنهم يعانون من عدم المساواة الصحية، ولا يتلقون المساعدة والدعم اللازمين.

وأجرى الدراسة، باحثون من كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة ذا لانسيت ريجونال هيلث، وكتب عنها موقع “يورك أليرت” نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

واستخدم الفريق البحثي البينات الصحية المتوفرة عن المرضى الذين شُخّصوا بالتوحد منذ 1989 وحتى 2019. وشملت الدراسة 17 ألف شخص شُخصوا بالتوحد دون صعوبات في التعلم، وما يزيد على 6 آلاف مريض مصابون بالتوحد المصحوب بصعوبات التعلم. بعد ذلك قورن المرضى بأشخاص أصحاء من الجنس والعمر نفسه.

ووجد الباحثون أن الرجال المصابون بالتوحد دون صعوبات تعلّم يعيشون بالمتوسط ما يقارب من 74.6 عاما، بينما تعيش النساء المصابات بالتوحد غير المصحوب بصعوبات التعلم ما يقارب من 76.8 عاما. في المقابل فإن متوسط عمر الرجال المصابون بالتوحد والمصحوب بصعوبات التعلم ما معدله 71.7 عاما، بينما تعيش النساء من الفئة نفسها ما معدله 69.6 عاما.

وقورنت هذه النتائج بالأعمار المتوقعة للرجال والنساء الأصحاء الذين يعيشون في المملكة المتحدة، حيث إن العمر المتوقع للرجال الأصحاء يقرب من 80 عاما، بينما تعيش النساء بالمتوسط 83 عاما.

العمر المتوقع

وتوفر النتائج أول دليل على أن الأشخاص الذين شخص إصابتهم بالتوحد كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة في المملكة المتحدة خلال الفترة الزمنية التي شملتها الدراسة.

ومع ذلك، تشير التقديرات الجديدة -كذلك- إلى أن الإحصاءات المنتشرة على نطاق واسع التي تفيد بأن الأشخاص المصابين بالتوحد يعيشون أقل بـ 16 عاما في المتوسط من المحتمل أن تكون غير صحيحة.

وقال الباحث البروفيسور جوش ستوت، إن “التوحد نفسه، على حد علمنا، لا يقلل بشكل مباشر من متوسط العمر المتوقع، لكننا نعلم أن الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون من عدم المساواة الصحية، مما يعني أنهم في كثير من الأحيان لا يحصلون على الدعم والمساعدة عندما يحتاجون إليهما”.

وأضاف “تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن بعض الأشخاص المصابين بالتوحد يموتون قبل الأوان، مما أثر في متوسط العمر المتوقع بشكل عام. ومع ذلك، فإننا نعلم أنه عندما يحصل العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد على الدعم المناسب، فإنهم يعيشون حياة طويلة وصحية وسعيدة. ورغم أن النتائج التي توصلنا إليها تظهر قدرا كبيرا من عدم المساواة، فقد كنا نشعر بالقلق إزاء الإحصاءات المخيفة التي كثيرا ما يستشهد بها، ومن المهم تقديم معلومات أكثر واقعية”.

وأكد ستوت “نحن بحاجة إلى معرفة سبب وفاة بعض الأشخاص المصابين بالتوحد قبل الأوان، حتى نتمكن من تحديد طرق لمنع حدوث ذلك”.

ولدى الأشخاص المصابين بالتوحد اختلافات في تواصلهم وتفاعلهم الاجتماعي، إلى جانب أنماط السلوك والاهتمامات والنشاطات المقيدة والمتكررة.

ويحتاج العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد إلى تعديل أوضاعهم لضمان المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية والتوظيف ودعم السلطة المحلية.

ويعاني عدد من المصابين بالتوحد -أيضا- من صعوبات في التعلم، ويجدون صعوبة في الشرح للآخرين عندما يعانون من الألم أو الانزعاج. وهذا يمكن أن يعني أن المشكلات الصحية لا تكتشف.

وأوضحت الدكتورة إليزابيث أونيونز “نعتقد أن نتائج هذه الدراسة تعكس عدم المساواة التي تؤثر بشكل غير متناسب في الأشخاص المصابين بالتوحد”.

في المقابل، يعترف القائمون على البحث الجديد أن الأخير قد يبالغ في تقدير انخفاض متوسط العمر المتوقع لدى الأشخاص المصابين بالتوحد.

وقال البروفيسور ستوت “شُخص عدد قليل جدا من البالغين المصابين بالتوحد، مما يعني أن هذه الدراسة تركز على جزء صغير فقط من إجمالي الشريحة المصابة بالتوحد”.

وأضاف “من المحتمل ألا يعاني جميع الأشخاص المصابين بالتوحد من انخفاض متوسط العمر المتوقع، وقد يكون بعض الأشخاص المصابين بالتوحد أفضل في الالتزام بالروتين الصحي من المتوسط، مما قد يؤدي إلى زيادة متوسط العمر المتوقع لديهم”.

ما التوحد؟

اضطرابات طيف التوحد -وتعرف اختصارا بالتوحد- هي حالة عصبية يعاني منها المريض مدى الحياة، تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض الطرف عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وهي -كذلك- مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تتصف ببعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ولها سمات أخرى تتمثل في أنماط من النشاطات والسلوكيات؛ مثل: صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر والاستغراق في التفاصيل، وردود الفعل غير الاعتيادية على الأحاسيس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

أعراض التوحد

من أعراض التوحد:

  • تجنب الطفل الاتصال بالعين أو عدم المحافظة عليه، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها.
  • عدم استجابة الرضيع عند مناداته باسمه بعمر 9 أشهر.
  • عدم ظهور تعابير وجه؛ مثل: السعادة والحزن والغضب والمفاجأة على الرضيع بعمر 9 أشهر.
  • لا يلعب ألعابا يسيرة بعمر 12 شهرا.
  • يستخدم القليل من الإيماءات أو لا يستخدمها على الإطلاق بحلول عمر 12 شهرا.
  • لا يشارك الاهتمامات مع الآخرين بعمر 15 شهرا.
  • لا يشير ليخبر الأهل عن شيء يثير اهتمامه بعمر 18 شهرا.
  • لا يلاحظ عندما يتأذى الآخرون، أو ينزعجون بعمر 24 شهرا.
  • لا يلاحظ الأطفال الآخرين ولا ينضم إليهم في اللعب بعمر 36 شهرا.
  • لا يتظاهر بأنه شخصية أخرى، مثل التظاهر بأن يكون معلما أو بطلا خارقا، أثناء اللعب بعمر 48 شهرا.
  • لا يتصرف بشيء معين لإثارة اهتمام الأهل -مثلا الغناء– بعمر 60 شهرا.
  • تأخر تطوير المهارات اللغوية.
  • تأخر تطوير مهارات الحركة.

أسباب التوحد

لا يوجد سبب واحد لاضطراب طيف التوحد، فهناك عدد من العوامل المختلفة التي حددت، التي قد تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، بما في ذلك العوامل البيئية والبيولوجية والوراثية.

رغم أننا لا نعرف سوى القليل عن الأسباب المحددة، فإن الأدلة المتاحة تشير إلى أن ما يلي قد يعرض الأطفال لخطر أكبر للإصابة باضطراب طيف التوحد:

  • وجود شقيق مصاب باضطراب طيف التوحد.
  • الإصابة بحالات وراثية أو صبغية معينة؛ مثل: متلازمة إكس الهشة (fragile X syndrome)، أو التصلب الحدبي (tuberous sclerosis).
  • المعاناة من مضاعفات عند الولادة.
  • أن يكون الطفل مولودا لأبوين كبيرين في السن.

المصدر : الجزيرة + وكالات + منظمة الصحة العالمية + يوريك ألرت

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *