تستضيف بنما بداية من غد الاثنين المؤتمر العالمي العاشر لمكافحة التبغ، في سياق يحاول فيه المصنّعون جذب المزيد من المستخدمين، لا سيما من الشباب، عبر منتجات جديدة شديدة الإدمان. وفي هذا السياق صرح نائب وزير الصحة التشيلي السابق ريكاردو فابريغا لوكالة الصحافة الفرنسية أن “التدخين لا يحظى إلا بالقليل من الاهتمام مقارنة بالأضرار الكثيرة التي يسببها”.
وأضاف فابريغا -وهو أيضا عميد كلية الصحة في جامعة سانتو توماس دي سانتياغو- أنه بالإضافة إلى ذلك، هناك “صناعة متخصصة في تشجيع استهلاك (التبغ) في سن مبكرة للغاية”.
وسيشارك مندوبون من أكثر من 180 دولة في هذا المؤتمر، الذي سيركّز على إعلانات التبغ والمنتجات الجديدة؛ مثل: السجائر الإلكترونية التي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب.
وحسب منظمة الصحة العالمية، يقتل التبغ حاليا أكثر من 8 ملايين شخص سنويا في كل أنحاء العالم، من بينهم مليون و300 ألف شخص يتعرضون للتدخين السلبي.
ويقول الخبراء إن مكافحة التدخين لا تحصل كما يجب. وحسب منظمة الصحة العالمية، تستهدف صناعة التبغ القاصرين بمنتجات جديدة شديدة الإدمان.
وأشارت المنظمة في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى أن عدد البالغين المدخنين في كل أنحاء العالم انخفض بشكل مطرد في السنوات الأخيرة.
في 2022، كان واحد من كل 5 بالغين في العالم يدخن أو يستهلك مشتقات التبغ، مقارنة بواحد من كل 3 قبل 20 عاما، وفق المنظمة.
ومع ذلك، قال مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديغر كريش في وقت سابق من هذا الشهر، إن صناعة التبغ تستخدم “جهودا إجرامية” لتقويض هذا التقدم وجذب الشباب.
ضغط
لكن حتى لو استمر عدد المدخنين في الانخفاض، تقدّر المنظمة أن الهدف الموضوع بخفض استهلاك التبغ بنسبة 30% بين 2010 و2025 لن يُحقق.
وأشار ريكاردو فابريغا إلى أن من بين التدابير اللازمة للحد من استهلاك التبغ، زيادة الضرائب وتقييد الإعلانات وتنظيمها، والحد من الاستهلاك في الأماكن العامة، والمؤسسات التعليمية، والصحية، وفي أماكن العمل.
وعشية الاجتماع، أعربت أمانة المؤتمر عن قلقها بعد “تلقي بعض الجهات اتصالات من ممثلي صناعة التبغ وغيرها من الصناعات لتقديم دعم تقني، ومساعدة في السفر”.
وعلى موقعها الإلكتروني ذكرت “الصراع المتأصل والمتضارب بين مصالح صناعة التبغ، ومصالح سياسة الصحة العامة”.
وكان المؤتمر العاشر لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ مقررا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لكنه أُرجئ بسبب الاحتجاجات التي أصابت بنما بالشلل لأسابيع للمطالبة بإغلاق منجم للنحاس.
وتعقب الاجتماع الرئيس محادثات حول القضاء على تجارة منتجات التبغ غير القانونية، من المقرر أن يحضرها حوالى 70 دولة.
ويعدّ هذا “البروتوكول” المعمول به منذ سبتمبر/أيلول 2018، جزءا من الاتفاقية الإطارية، ويهدف إلى وضع حد لتصنيع منتجات التبغ وتهريبها بشكل غير قانوني.
ويعقد الاجتماعان في مركز للمؤتمرات يقع على طرف قناة بنما.