قال مسؤولون في قطاع الصحة اللبناني إن 11 شخصا تعرضوا لنوبات من انخفاض نسبة السكر في الدم على نحو ينذر بالخطر هذا العام، وإن أحدهم نقل إلى مستشفى للاشتباه باستخدامه حقنة مغشوشة من عقار أوزمبيك الذي تنتجه “نوفو نورديسك” لمرضى السكري.
وقالت المسؤولة في وزارة الصحة العامة في لبنان، ريتا كرم، إن المسؤولين يشتبهون في أن الحقن التي أخذوها مغشوشة بعد اكتشاف اختلاف جرعاتها عن جرعات أقلام حقن “أوزمبيك” الأصلية.
وأظهرت مقابلات أجرتها رويترز مع مسؤولين في جهات إنفاذ القانون ومكافحة الغش والصحة العامة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنه اكتشف تداول عدد هائل من الحقن المقلدة، بسبب الطلب المتزايد على أدوية أوزمبيك وغيرها من العقاقير التي تستخدم لإنقاص الوزن، ومنها مونجارو الذي تنتجه “إيلي ليلي” و”ويجوفي” الذي تنتجه “نوفو”.
وعثرت السلطات بالفعل على منتجات أوزمبيك المغشوشة في 17 دولة على الأقل، منها بريطانيا وألمانيا ومصر وروسيا. وطلبت عدة دول من الصيدليات والمستهلكين توخي الحذر من المنتجات المقلدة لعدم وضوح مكوناتها.
وقالت كرم إن الوزارة بدأت التحقيق في الحالات، لكن لم تستطع تحديد مصادر الأدوية أو الأرقام التي تطبع على ملصقاتها، مما يسمح بتتبع تاريخ إنتاجها، مما جعل من الصعب معرفة ما الذي تناوله المرضى أساسا.
التحكم في نسبة السكر
وأضافت أن 3 منهم استخدموا عقار “أوزمبيك” الذي يشتبه بأنه مغشوش للسيطرة على مرض السكري، وأن 4 استخدموه للتحكم في الوزن، في حين استخدمه الأربعة الباقون لدواع غير محددة.
ويحتاج المصابون بداء السكري إلى التحكم في نسبة السكر في الدم وهو ما يمكن القيام به باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوية بما في ذلك أوزمبيك.
وعندما يقل مستوى الغلوكوز في الدم بشكل حاد يمكن أن يعانوا من انخفاض نسبة السكر في الدم مع أعراض قد تشمل الصداع أو الدوار، ويمكن أن تتطور الأعراض إلى فقدان الوعي أو النوبات.
وبحسب موقع الوزارة على الإنترنت، صدر أمران يتعلقان بسحب أوزمبيك في يناير/كانون الثاني 2023. وقالت ريتا إنه لم يتم الإبلاغ عن حالات يحتمل أن تكون استخدمت حقنا غير أصلية من أوزمبيك في لبنان العام الماضي.
وعلقت “نوفو نورديسك” أنها تحقق في كل حالة غش تجدها في منتجاتها، وتبلغ السلطات المحلية عنها، وأنها وضعت دليلا لمقدمي الرعاية الصحية في الشرق الأوسط لتوضيح كيفية اكتشاف الأدوية المغشوشة.
ويعاني أكثر من ربع البالغين في لبنان من السمنة، بحسب أرقام الاتحاد العالمي للسمنة عام 2017. وترتبط السمنة ارتباطا وثيقا بداء السكري من النوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض.
وأظهرت بيانات الاتحاد الدولي للسكري أن ما يقارب من 9% من البالغين في لبنان أصيبوا بالسكري عام 2021، مقارنة بنحو 14% في الولايات المتحدة.
وقالت ريتا كرم إن وزارة الصحة لا تشتري أو توفر عقار أوزمبيك.
وأظهرت مرحلة أخيرة من التجارب أن عقار “ويجوفي” من إنتاج نوفو نورديسك لإنقاص الوزن، والذي يحتوي على العنصر النشط نفسه مثل أوزمبيك وهو “سيماغلوتايد”، يساعد المرضى على فقدان 15% من وزنهم في المتوسط.
نقص أوزمبيك
وأدى التدافع على إمدادات المادة التي تخفض الوزن إلى نقص أوزمبيك في عدة بلدان مثل بريطانيا وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة.
وقال مصدر مطلع على جهود مكافحة الغش لرويترز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الأسواق التي تنتشر فيها مبيعات أدوية فقدان الوزن المغشوشة تشمل لبنان ودولا أخرى في الشرق الأوسط.
ودخل عدة أشخاص المستشفى في النمسا، بسبب انخفاض مستوى السكر في الدم بعد تناول ما يحتمل أن تكون عقاقير “أوزمبيك” المغشوشة. وقالت الهيئة المنظمة للسلامة الصحية هناك إن الآثار الجانبية تشير إلى أن المنتج يحتوي على الأنسولين بدلا من “سيماغلوتايد”.
وفي الشهر الماضي، قالت الهيئة المنظمة للأدوية في بلجيكا إنها ضبطت نسخا مغشوشة من عقار أوزمبيك وتم التأكد من أن أقلام الحقن تحتوي على الأنسولين.