الثعلب في بيت الدجاج.. موقع التعليم الطبي ميدسكيب يزيل دورات مدعومة من أحد عمالقة التبغ

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

أنهت إحدى أكبر شركات التعليم الطبي في الولايات المتحدة والمعروفة باسم ميدسكيب (Medscape) صفقة تبلغ قيمتها 3 ملايين دولار تقريبا مع شركة التبغ العملاقة فيليب موريس إنترناشيونال (Philip Morris International (PMI)) بعد احتجاجات على رعاية شركة التبغ للدورات التدريبية الخاصة بالإقلاع عن التدخين، وفقا لتحقيق حديث.

وأجرت التحقيق المجلة الطبية البريطانية (British medical journal (BMJ)) ونشر على موقعها بالتشارك مع موقع ايكزامنيشن (the Examination) في 26 أبريل/نيسان الحالي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت (EurekAlert).

واعترفت ميدسكيب “بسوء تقديرها” في رسالة إلى المشتكين، وقالت إنها لن تقبل التمويل من أي منظمة تابعة لصناعة التبغ في المستقبل.

الصفقة التي انهيت

وفقا لوثيقة ميدسكيب الداخلية التي اطلعت عليها المجلة الطبية البريطانية وموقع ايكزامنيشن، خطط ميدسكيب لتقديم 13 برنامجا بموجب صفقة بملايين الدولارات مع فيليب موريس إنترناشيونال المعروفة اختصارا بـ (بي إم أي) -ويسمى هذا البرنامج “منهج بي إم أي”- بالإضافة إلى ملفات صوتية و”مسلسلات شبيهة بالتلفزيون”.

اندفاعة نحو التعليم الطبي

وقد قوبلت هذه الاندفاعة العالمية الواضحة، من قبل شركة التبغ العملاقة نحو التعليم الطبي المعتمد، بالانزعاج ودعوات لهيئات إصدار الشهادات لإصدار حظر.

وقال متحدث باسم شركة فيليب موريس إنترناشيونال ردا على الانتقادات للمجلة الطبية البريطانية “لقد أدركت الوكالات الصحية في جميع أنحاء العالم الدور المفيد الذي يمكن أن تلعبه المنتجات الخالية من الدخان لتحسين الصحة العامة. نحن نشعر بالقلق من أن مجموعات المصالح الخاصة المعروفة تعمل بنشاط على منع التعليم الطبي الذي قررت إدارة الغذاء والدواء الأميركية والمجتمع الطبي أنه ضروري. ومن شأن هذه الإجراءات أن تؤدي إلى إطالة أمد الاستخدام وربما زيادة استهلاك السجائر القابلة للاحتراق، وهو الشكل الأكثر ضررا لاستخدام النيكوتين”.

الثعلب الذي يحرس الدجاج

ووصف تيم مكافي، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمدير السابق لمكتب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن التدخين والصحة، شراكة شركة فيليب موريس إنترناشيونال مع ميدسكيب بأنها “المثال المطلق للثعلب الذي لم يشترك فقط في حراسة بيت الدجاج، ولكن عرض الجلوس على البيض”.

وادعى ميدسكيب أن محتوى الدورة التدريبية يتوافق تماما مع المعايير التي وضعها مجلس الاعتماد للتعليم الطبي المستمر “إيه سي سي إم إي” (ACCME) لكن باميلا لينغ، مديرة مركز البحوث والتعليم لمكافحة التبغ في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قالت إذا كان الأمر كذلك فيجب تعزيز المعايير لضمان عدم السماح لتجار الموت بتعليم الأطباء.

وقد دعمت هذا الرأي البروفيسور روث مالون من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو في افتتاحية ذات صلة، حيث قالت “يجب على المهنيين والقادة الصحيين ومجتمعاتهم والمنظمات المهنية أن يطالبوا الهيئات التي تعتمد التعليم الطبي المستمر للأطباء بسن سياسات تحظر المحتوى الذي ترعاه المنظمات المرتبطة بالتبغ”.

وتضيف مالون أنه ينبغي على المختصين في المجال الصحي وعلى المنظمات المهتمة بشؤون المرضى أن يحذروا أعضاءهم ليكونوا واعين إلى أن صناعة التبغ تحاول التأثير على رعاية المرضى لصالح منتجاتها.

وتسلط الضوء على أن ميدسكيب ليست الشركة الوحيدة التي تقدم التعليم الطبي المستمر، وقد لا تكون فيليب موريس إنترناشيونال هي شركة التبغ الوحيدة التي تعمل على التأثير على العاملين في مجال الصحة بهذه الطريقة، وتقول إنه يجب نشر العروض المماثلة على نطاق واسع وإخطار مقدمي الخدمات التعليمية المعنيين بأن رعاية صناعة التبغ أمر غير مقبول.

وخلصت إلى أنه “لا يمكن السماح لصناعة التبغ بالتأثير على التعليم الطبي أو الممارسين الصحيين أو رعاية المرضى بهذه الطريقة في سعيها اليائس لتأمين أرباحها المستقبلية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *