يحتفل العالم، الثلاثاء، باليوم العالمي للقهوة التي تشير دراسة حديثة إلى أن تناولها قد يقلل خطر الإصابة بمرض الخرف.
ويحتفل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول باليوم العالمي للقهوة (International Coffee Day)، والذي تحتفل فيه 77 دولة أعضاء في “منظمة القهوة العالمية” (International Coffee Organization)، وعشرات من جمعيات القهوة من جميع أنحاء العالم.
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن شرب القهوة، والشاي، قد يخفض خطر الإصابة بالخرف.
ووجد باحثون في جامعة نينغشيا الطبية في الصين أن بعض شاربي القهوة أو الشاي ينخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف. ونشرت الدراسة مجلة تقارير علمية (Scientific Reports).
ولكن وجد الباحثون أن الفائدة كانت أكثر احتمالية للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والذين شربوا عددا معينا من الكؤوس يوميا. ويبدو أن نوع القهوة الذي يشربونه كان مهما أيضا.
تأتي النتائج من البيانات الصحية لأكثر من 450 ألف مشارك في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، والذين جرت متابعتهم لمدة 15 عاما في المتوسط. وشُخّص ما يقرب من نصفهم بارتفاع ضغط الدم.
نصف كوب إلى كوب من القهوة
وكان شاربو القهوة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين قالوا إنهم يستهلكون نصف كوب إلى كوب واحد في اليوم أقل عرضة للإصابة بأي شكل من أشكال الخرف، مقارنة بأولئك الأكثر عرضة للخطر، والذين يشربون 6 أكواب أو أكثر يوميا.
وفي الوقت نفسه، كان شاربو الشاي الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والذين يشربون 4 إلى 5 أكواب في اليوم، أقل عرضة للإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الأكثر عرضة للخطر، والذين لا يشربون الشاي على الإطلاق.
وهذا يعني أن الاعتدال في شرب القهوة، وعدم الإفراط فيه، يرتبط بخفض خطر الخرف.
واختار العالم الطبي بو وانج وزملاؤه فحص المشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لأنه يعتقد أنه يسرع الشيخوخة المعرفية ويزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وكتب الباحثون: “في هذه الدراسة، كان لدى الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم احتمالية أعلى للإصابة بالخرف مقارنة بالسكان الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم”.
وأضافوا “كان الارتباط الإحصائي المهم بين استهلاك القهوة والشاي وخطر الإصابة بالخرف أكثر احتمالية في الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم”.
ومن خلال إدارة عوامل الخطر القابلة للتعديل مثل ارتفاع ضغط الدم، يقدر بعض العلماء أنه يمكن خفض حالات الخرف بنسبة تصل إلى 45%.
وقد تكون القهوة والشاي -وهما من أكثر المشروبات شعبية في العالم- أحد الطرق لتحقيق ذلك، ولكن النتائج الجديدة تشير إلى أن الجرعة أمر بالغ الأهمية.
القهوة المطحونة
وارتبطت القهوة المطحونة على عكس القهوة منزوعة الكافيين بأدنى خطر للإصابة بالخرف.
ويقترح المؤلفون أن “السبب المحتمل لهذا هو أن الأنواع المختلفة من القهوة تحتوي على مستويات مختلفة من الكافيين، حيث تحتوي القهوة المطحونة على أعلى محتوى من الكافيين، والقهوة الفورية هي ثاني أعلى محتوى، والقهوة منزوعة الكافيين هي الأقل”.
ووجدت بعض الدراسات على الحيوانات أن المشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم، وتقلل الالتهاب، وتحافظ على حاجز الدم في الدماغ، الذي يحافظ على سلامة الجهاز العصبي المركزي من السموم ومسببات الأمراض.
ويتشارك كل من القهوة والشاي في مركبات نشطة بيولوجيا مماثلة، والتي يمكن أن تكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات أو مضادات الأكسدة. علاوة على ذلك، ترتبط هذه المشروبات بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأيض مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، مما قد يقلل بدوره من فرص الإصابة بالخرف في وقت لاحق.
وقال الباحثون “قد تؤدي هذه الفوائد إلى إبطاء تطور الالتهاب الوعائي، وتسرب حاجز الدم في الدماغ، وترسب بيتا أميلويد في الأوعية الدموية الدقيقة لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى تأخير ظهور مرض الزهايمر”.