تمكن باحثون من العثور على مزيج من الأدوية يمكنها معا تغيير الخطة العلاجية المتبعة لعلاج مرضى سرطان البروستاتا المقاوم، وهو نوع من السرطان يطور مقاومة للعلاج.
وأجرى الدراسة باحثون من مجموعة بادالونا للبحوث التطبيقية في علم الأورام (Badalona Applied Research Group in Oncology /B·ARGO) ووحدة أورام المسالك البولية في معهد كاتلا للأورام (the Urologic Tumours Unit of the Institut Català d’Oncologia)، بالتعاون مع معهد الأبحاث الألماني ترياس بوجول (GERMANS TRIAS I PUJOL RESEARCH INSTITUTE) في إسبانيا، ونشرت في مجلة فرونتيرز إن فارماكولوجي (Frontiers in Pharmacology)، وكتب عنها موقع “يوريك أليرت “(EurekAlert).
والدوسيتاكسيل (docetaxel) هو الدواء الأكثر استخداما في علاج سرطان البروستاتا. ومن المؤسف أن بعض المرضى تطورت الخلايا السرطانية لديهم مقاومة ضد هذا الدواء.
مزيج من الأدوية
قدمت الدراسة اقتراحا لمزيج من الأدوية يمكنها معا مساعدة المرضى الذين لم يستجيبوا لدواء دوسيتاكسيل. ويتكون هذا المزيج من مجموعة من مثبطات الكيناز (kinase inhibitors).
الباحثون كشفوا عن المسارات التي تتبعها الخلايا في تطوير المقاومة، فقد لوحظ نشاط زائد في المسارات الخلوية “إم إي كيه/ إي آر كيه وبي آي 3 كيه/ إيه كيه تي” (PI3K/AKT وMEK/ERK) في الخلايا السرطانية التي أظهرت مقاومة للدوسيتاكسيل.
وقد استكشف الباحثون إمكانية تثبيط هذه المسارات من خلال استهداف بروتين منظم لها. هذا البروتين يسمى “بي تي إي إن” PTEN وهو أهم بروتين يقوم بتنظيم المسار الخلوي “بي آي 3 كيه” (PI3K).
وأظهرت الدراسات التي أجريت خلال السنوات الماضية أن هذا البروتين -بالإضافة لقدرته على تنظيم انقسام الخلايا وبقائها حية- يقوم بدور مثير للاهتمام في تنظيم الثبات الجيني للخلايا (الحفاظ على بنيان الجينات) وهجرة الخلايا والتجدد الذاتي للخلايا الجذعية، والبيئة المحيطة بالورم.
وكانت نتائج الدراسات مرضية للدرجة التي دفعت الباحثين لتجريب الخليط المقترح من خلال دراسات سريرية تثبت مأمونية وفعالية هذا المزيج في مرضى السرطان الذين أظهروا مقاومة للدوسيتاكسيل، مما يعني وجود آفاق مستقبلية لاستخدام هذا الخليط كعلاج معتمد.
سرطان البروستاتا
وفقا لمعهد السرطان الوطني التابع للمعاهد الصحية الوطنية الأميركية، فإن سرطان البروستاتا من أكثر السرطانات شيوعا بين الرجال الأكبر عمرا، فيما يندر حدوثه عند الرجال دون سن الـ50، وينمو هذا السرطان ببطء شديد.
ومن علامات سرطان البروستاتا ضعف تدفق البول أو التبول بشكل متكرر. وله علامات أخرى مثل صعوبة البدء في التبول ومشاكل في إفراغ المثانة بشكل تام.
وفي المراحل المتقدمة من هذا المرض قد يعاني المريض من آلام في الظهر أو الحوض لا تختفي، وقد يعاني أيضا من ضيق في النفس والشعور بالتعب وتسارع في نبضات القلب.
وتضخم البروستاتا الحميد هي حالة قد تشترك في الأعراض مع سرطان البروستاتا. عندما يتقدم الرجال في العمر تتضخم البروستاتا الأمر الذي يتسبب في ظهور أعراض شبيهة بتلك التي تحدث عند الإصابة بالسرطان وقد تحتاج هذه الحالة لتدخل جراحي لعلاجها.
علاج سرطان البروستاتا
ويعتمد علاج سرطان البروستاتا على ظروف الشخص المصاب، فالكثير من المرضى ليسوا بحاجة لعلاج، وفقا لخدمات الصحة الوطنية البريطانية. وفي حال احتياج المريض للعلاج سيكون الهدف إما تحقيق الشفاء التام للمريض أو السيطرة على المرض ويجب ألا يؤثر هذا العلاج على حياة المريض اليومية أو أن يقلل من العمر المتوقع للمريض.
أما المرضى الذين انتشر المرض في أجسامهم، فلا يكون الهدف من علاجهم شفاءهم شفاء تاما وإنما تأخير الأعراض وزيادة العمر المتوقع لهذا المريض.
وتتنوع العلاجات والرعاية الطبية التي يمكن تقديمها للمريض، فإذا كان المريض كبيرا في العمر ومن غير المحتمل أن يؤثر السرطان على عمره الطبيعي فمن الممكن الاكتفاء بالانتظار والمتابعة.
فيما يمكن مراقبة المريض مراقبة نشطة تسمح بتجنب العلاجات غير الضرورية مع الحفاظ على العلاجات الضرورية للمرضى المحتاجين لها. وفي حال عدم انتشار المرض يمكن أن يلجأ الطبيب للجراحة أو للعلاج بالأشعة حتى يتحقق للمريض الشفاء التام.
إذا انتشر السرطان في جسم المريض فقد تبدأ رحلة العلاج باستخدام الأدوية الكيميائية ويكون الهدف من ذلك ضبط انتشار المرض والسيطرة عليه.